العثور على آثار يورانيوم في كوريا الشمالية

عثر علماء أمريكيون على آثار يورانيوم مخصب على انابيب الومنيوم منصهرة من كوريا الشمالية، وهو ما يتناقض فيما يبدو مع نفيها وجود برنامج نووي سري يعتمد على استخدام اليورانيوم· بينما ألمحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الأول إلى امكانية تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في المستقبل· وقالت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصادر اميركية ودبلوماسية قولها ان مسؤولين اميركيين يشعرون بالقلق من ان الكشف عن العثور على آثار يورانيوم على عينات انابيب قدمتها كوريا الشمالية سيزيد من تعقيد الاتصالات الدبلوماسية معها· ومع اعترافها ببرنامج اسلحة يعتمد على استخدام البلوتونيوم فإن كوريا الشمالية نفت بإصرار مزاعم أميركية بأنها قامت بأنشطة غير مناسبة تعتمد على استخدام اليورانيوم· وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تكشف عنها قولها ان المفاوضين الاميركيين سيضطرون الى المطالبة بتفسير تفصيلي عن استخدام الأنابيب من جانب بيونج يانج التي تقول انها حصلت على آلاف منها للاستخدام في الاغراض التقليدية· وقالت واشنطن إن الانابيب تعد دليلا على ان كوريا الشمالية لديها برنامج سري للأسلحة باستخدام اليورانيوم لأنه لا يمكن استخدامها كأغطية خارجية لأجهزة الطرد المركزي التي تدعو الحاجة اليها لتحويل غاز اليورانيوم الى وقود اسلحة· وقالت الصحيفة ان وزارة الخارجية الأميركية ومتحدثا باسم مدير الاستخبارات القومية امتنعا عن التعقيب على هذا الاكتشاف، رغم أن وزيرة الخارجية ألمحت أمس إلى إمكانية التطبيع مع كوريا الشمالية· وبدت رايس في مقابلة حصرية اجرتها معها وكالة فرانس برس ايجابية ولو بحذر حيال تقدم المفاوضات السداسية حول تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي· واعتبرت ان ''وقف مفاعل النووي الرئيسي في يونجبيون تم بهدوء''· وقالت ''ان الكوريين الشماليين اتخذوا الاجراءات التي قالوا أنهم سيتخذونها وقد تمكنا من مراقبتهم''، مشيرة الى ان الوضع ملفت، لكنها رأت إنه من غير المؤكد أن تصدر كوريا الشمالية قبل نهاية السنة بيانا كاملا بجميع منشآتها· وشددت رايس على أن تحقيق تقدم في هذا القسم من الاتفاق قد يسمح بالتقدم في الشق السياسي منه، وقالت ''نود كثيرا المضي قدما في هذه المرحلة لأن هنا يبدأ فعلا الحوار السياسي والتطبيع أمر متوقع في نهاية المطاف''· وتابعت ''إنني واثقة من أن انفتاح كوريا الشمالية سيكون من مصلحة الجميع''، مضيفة ان ''وجود بلد مغلق مثل كوريا الشمالية ليس لصالح شبه الجزيرة الكورية ولا آسيا''· وختمت ''آمل ان يمضي الكوريون الشماليون قدما ويقدموا بيانا دقيقا حتى نتمكن من احراز تقدم'' في هذه المرحلة· وسئلت عن إمكانية زيارة بيونج يانج قبل انتهاء ولاية الرئيس بوش في يناير 2009 فقالت ''من المبكر التكهن بهذا الصدد، لكن تعلمون انه ليس هناك ما لا يمكن تصوره''· واوضحت انه ''من اجل ان تتم هذه الزيارة يجب تحقيق تقدم كبير'' في اتجاه تفكيك قدرات بيونج يانج العسكرية· وتكشف هذه التصريحات على حذرها عن تغيير واضح في موقف ادارة بوش من كوريا الشمالية التي صنفها الرئيس الاميركي العام 2002 ضمن (محور الشر) الى جانب ايران والعراق ايام صدام حسين· وسبق ان طرح على رايس سؤال في اكتوبر 2006 في بكين حول امكانية زيارة بيونج يانج فردت وهي تبتسم ''لا حاجة لحزم امتعتكم''· والتحقت كوريا الشمالية في اكتوبر 2006 بنادي القوى الذرية، متجاهلة اتفاقا وقعته في سبتمبر 2005 مع خمس دول (الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين واليابان وروسيا) ووافقت بموجبه على التخلي عن برنامجها· غير أنها عادت بعد ذلك الى طاولة المفاوضات السداسية ووافقت على التخلي عن نشاطاتها النووية لقاء مساعدة أساسية في مجال الطاقة وإمكانية تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة والأسرة الدولية· وبعدما أوقفت عمل محطتها النووية الرئيسية في يونجبيون، يتوجب عليها الآن تفكيك جميع منشآتها والكشف عن جميع نشاطاتها وموادها النووية بحلول 31 ديسمبر· وطالب الرئيس الاميركي جورج بوش الأسبوع الماضي الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج إيل بهذا البيان الكامل بعدما تلقى منه ردا على رسالة غير مسبوقة وجهها إليه بشأن نزع سلاح بلاده النووي· ·