الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شمس1» تستقطب الكفاءات الإماراتية في مجال الطاقة النظيفة

«شمس1» تستقطب الكفاءات الإماراتية في مجال الطاقة النظيفة
16 مارس 2017 22:42
سيد الحجار (أبوظبي) استقطبت محطة شمس 1 للطاقة الشمسية المركزة، عددا كبيرا من الشباب الإماراتيين الباحثين عن التميز والابتكار، والراغبين في إحداث تغيير إيجابي يسهم في ترسيخ مبدأ الاستدامة وتعزيز اعتماد موارد الطاقة النظيفة في الدولة. وقال المهندس عبدالعزيز العبيدلي، المدير العام لشركة شمس للطاقة لـ «الاتحاد» إن الشركة عملت في هذا الإطار على تأهيل وتطوير الكفاءات المواطنة ووضعت في صدارة اهتماماتها ضرورة أن يكون للكفاءات الإماراتية المواطنة دور في صنع المستقبل الجديد للطاقة من خلال فتح أبوابها لهم وتأمين كافة الموارد والخبرات لاستقطابهم ودمجهم في قطاع الطاقة المتجددة. وذكر أنه يعمل في شركة شمس للطاقة ما يقارب 90 شخصا معظمهم مقيمون في منطقة الظفرة، ويشغل المواطنون ما نسبته 60% من وظائف الإدارة العليا كمدير التشغيل، ومدير الأمن والسلامة، ومهندسي التحكم والتشغيل، لافتا إلى سعى إدارة المحطة لاستقطاب المواهب الإماراتية في منطقة الظفرة عن طريق التعاون مع الجامعات المحلية. وقال العبيدلي «إيماناً منها بمسؤوليتها المجتمعية والدور المنوط بها من أجل خلق كفاءات وقيادات محلية في مجال الطاقة الشمسية، حرصت شركة شمس للطاقة على دمج المؤسسات التعليمية المحلية في هذا المشروع الاستراتيجي، حيث تقوم الشركة بعمل ورش العمل التثقيفية لطلاب المدارس والجامعات المحلية عن طرق الاستفادة من الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توفير فرص تدريب لطلاب المعاهد والجامعات، وتزويدهم بأفكار لمشاريع بحثية تسهم في سد الفجوة بين المؤسسات التعليمية والصناعية، وتساهم كذلك في تخريج مهندسين وعاملين واعين باحتياجات سوق العمل». وأوضح العبيدلي أن شمس للطاقة تحرص على المشاركة في معارض التوظيف الوطنية خاصة في منطقة الظفرة لإمارة أبوظبي من أجل استقطاب المواهب الإماراتية حديثة التخرج، وقد نجحت الشركة مؤخرًا في استقطاب عدد من الفنيين والمهندسين الخريجين من مؤسسات التعليم العالي في منطقة الظفرة للعمل في أقسام المحطة الفنية. مزيج الطاقة ومن جهته، قال سالم المنصوري مدير العمليات في شركة شمس للطاقة: المساهمة في الحد من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو والرغبة في دخول مجال الطاقة المتجددة كانت من الأسباب الرئيسية لانضمامي إلى الشركة، حيث إن دول العالم بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص تسعى إلى دمج الطاقة المتجددة، لاسيما الطاقة الشمسية، ضمن مزيج الطاقة لديها للمساهمة في تنويع المصادر. وتقوم مهام عملي على متابعة عمليات إنتاج الطاقة النظيفة عبر الحقل الشمسي في المحطة وتطوير مهام التشغيل وإنتاج أكبر قدر من الطاقة النظيفة. وبين المنصوري أن الحكومة الرشيدة تحث الكفاءات الإماراتية للدخول في هذا المجال لما فيه من تطوير للمستقبل من حيث استخدام مصادر الطاقة المتنوعة النظيفة، حيث يوجد في شركة شمس فريق من المهندسين الذين يساهمون في تطوير الحقل الشمسي من حيث الكفاءة والإنتاجية يومياً لكي يتم الحصول على أفضل النتائج. وأكد أن شمس1 تعتبر من المشاريع الكبيرة التي يفخر بها كل مواطن ومقيم في هذا البلد المعطاء وهو ما يدل على اهتمام الدولة بهذا القطاع وتطلعها لإقبال الشباب الناشئ عليه. قطاعات ناشئة ومن جهتها، قالت سارة خلفان الهاملي، مراقب وثائق في شركة شمس للطاقة: قطاع الطاقة المتجددة هو من أحدث القطاعات الناشئة في دولة الإمارات مما يجعله جاذباً لجميع مواطني الدولة خاصة الكفاءات الشابة التي تطمح لرؤية الإمارات رائدة في جميع المجالات لاسيما في مجال الطاقة المتجددة، ويعد مجال الطاقة الشمسية مجالاً جديداً ومبتكراً بحد ذاته، فكل يوم نقضيه في شركة شمس يمدنا بمعلومات جديدة ومبتكرة. وأشارت الهاملي إلى أن شمس للطاقة أصبحت إحدى أهم الشركات التي يفكر بها الطلبة والخريجون أثناء اختيارهم للشركة التي سيجرون التدريب العملي فيها أو سيلتحقون بها مما يثبت حجم التأثير الإيجابي الذي أحدثته الشركة بالنسبة لشباب منطقة الظفرة. وأوضحت أن شركة شمس لديها مستقبل مشرق ودعت الشباب المواطنين المهتمين في هذا المجال إلى التوجه إليها لتطوير مواهبهم وخبراتهم في مجال جديد وفريد من نوعه في الدولة. حماية البيئة وعن عمله في شمس، قال عبدالله الحمادي، مدير الأمن والصحة والسلامة والبيئة والجودة في الشركة: أمضيت أكثر من عشرين عاماً من حياتي المهنية في مجال تسييل الغاز، لكن شغفي للعمل في مجال يسهم في حماية البيئة من التلوث وتقليل الانبعاثات دفعني للانضمام إلى فريق عمل محطة شمس1، فقطاع الطاقة النظيفة يعد جديداً نوعاً ما لكن هذا ليس عائقاً لجذب الكفاءات المحلية، كما أن هناك توجهات واضحة في الدولة للتوعية بهذا القطاع، وأتوقع في المستقبل القريب أنه يشهد إقبالاً كبيراً». وبين الحمادي أن الحكومة الرشيدة في الدولة تخطو خطوات ثابتة في مجال الطاقة المتجددة، وتعتبر شمس1 إحدى هذه الخطوات، ودعا الشباب للمساهمة الجادة في هذا القطاع الذي سيكون له تأثير إيجابي واضح على مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المستقبل القريب، وسيسهم في تفوق الدولة من الناحية العلمية. كوادر مهنية ومن جانبها، بينت إيمان التميمي، ضابط اتصال وعلاقات عامة في شركة شمس للطاقة وهي من سكان مدينة زايد أنها لاحظت في السنتين الأخيرتين إقبالاً كبيراً من طالبات وطلاب المنطقة على التخصصات التي تؤهلهم للعمل في محطة شمس1، وهذا دليل لتعطشهم لمعرفة المزيد والانخراط في هذا القطاع الناشئ. وأشارت إلى أن محطة شمس1 من المشاريع الناجحة وأنها تتطلع لرؤية المزيد من الكوادر المواطنة المهتمة في العمل بهذا المجال لأن الطاقة المتجددة هي المستقبل. مشروع مميز من جانبه، قال محمد الحمادي، مدير المشتريات في شركة شمس للطاقة: ‏بما أن مشروع شمس للطاقة يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط وانطلاقاً من كونه يحمل الكثير من الأهداف ‏الاجتماعية والتنموية لذلك اعتبرت الانضمام لفريق عمله فرصة ثمينة يجب اغتنامها وذلك لكي أظفر بتطوير مثالي لمسيرتي المهنية وخاصة ‏في قطاع الطاقة المتجددة، وبلا شك أصبح هذا القطاع الحيوي جاذباً للكفاءات المواطنة. وحول عناصر الابتكار في شمس1، بين الحمادي أن أي مشروع مميز يواجه تحديات ومن ‏تلك التحديات تظهر عناصر الابتكار والتطوير، كذلك الحال في مشروع شمس1 الذي واجه الكثير من التحديات مما تطلب من الجميع العمل بجدية والابتكار والتطوير وهذا ترك تأثيراً إيجابياً على مستوى المجتمع المحلي وعلى المستوى الاقتصادي في ما يتعلق بالتجارة المحلية والصناعة المحلية خاصة في المقاولات الميكانيكية والكهربائية والمدنية. وبخصوص تطلعات شباب المنطقة الأكاديمية والمهنية قال الحمادي: «لمسنا حرص وسعي شباب المنطقة لمعرفة كل ما يتعلق بمشروع شمس1 وذلك من خلال التنظيم الدوري للزيارات المدرسية علاوة على الاتفاقية التي تم إبرامها مع مركز أبوظبي للتدريب والتعليم المهني وذلك لتوفير فرص تدريب للطلبة في محطة في الشركة». أنظمة متقدمة أما عبيد أحمد المنصوري ضابط الأمن والسلامة في شركة شمس للطاقة فيرى أن بيئة العمل والخبرات المهمة في الشركة دفعته للإقبال على العمل فيها، وتتمثل طبيعة عمله في المحطة بالمحافظة على سلامة العاملين من خلال توجيههم إلى الالتزام بمعايير السلامة إلى جانب متابعته لأنظمة مكافحة الحريق وعمل تقارير عن حالة المعدات التي تقع في إطار مسؤوليته في المحطة. ويبين المنصوري أن محطة شمس للطاقة هي بحد ذاتها ابتكار متطور وذلك يعود لما فيها من أنظمة متقدمة وحديثة، وأوضح أن المحطة تلقى اهتماماً متزايداً من الشباب العاملين في مجالات مشابهة واعتبرها مشروعاً تطويرياً مهماً في منطقة الظفرة وخطوة كبيرة قطعتها الدولة لتعزيز مجال الطاقة المتجددة والمستدامة. «شمس 1» تزوّد 20 ألف منزل بالكهرباء النظيفة خلال 2016 أبوظبي (الاتحاد) أنتجت محطة محطة شمس 1 للطاقة الشمسية المركزة، خلال العام الماضي 232 جيجاواط ساعي من الكهرباء النظيفة، والتي تكفي لتزويد 20 ألف منزل في أبوظبي باحتياجاتها الشاملة للكهرباء على مدار العام، بحسب المهندس عبدالعزيز العبيدلي، المدير العام لشركة شمس للطاقة، والذي أشار إلى زيادة موثوقية المحطة لتصل إلى 99.5% عام 2016 مقارنة مع 96.2% في عام 2014 و98.2% في عام 2015. وقال العبيدلي، إن محطة شمس1 ساهمت خلال العام الماضي في الحيلولة دون إطلاق 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون (ما يساوي زرع مليون ونصف المليون شجرة أو إزاحة 20 ألف مركبة من الطرقات)، والذي يعتبر أحد الغازات الرئيسة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، مؤكدةً بذلك مصداقية الجهود التي تبذلها دولة الإمارات للمساهمة بالالتزام العالمي للحد من تداعيات التغير المناخي. وأوضح أن الطاقة المنتجة من المحطة يتم تزويدها إلى الشبكة العامة للكهرباء في إمارة أبوظبي من خلال محطة فرعية في مدينة زايد بمنطقة الظفرة. وقال العبيدلي لـ «الاتحاد» إن الطاقة الإنتاجية المستهدفة العام الماضي كانت 213 جيجاواط ساعة، إلا أنه وبفضل جهود وخبرة العاملين بالمحطة تم زيادة الإنتاج إلى 232 جيجاواط ساعي، متوقعا أن تواصل المحطة جهودها لزيادة الطاقة الإنتاجية خلال العام 2017. وجاء مشروع محطة شمس1 للطاقة الشمسية المركزة، التي تم تصميمها وتطويرها من قبل شركة «شمس للطاقة» المشروع المشترك بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» (80%) وتوتال (20%) ليعزز من جهود الإمارات الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة اللازمة لتلبية الطلب المتزايد عليها والمقترن بالنهضة والتنمية الشاملة التي تشهدها الدولة في المجالات كافة. وقال العبيدلي، في بيان صحفي أمس، بمناسبة مرور أربع سنوات على تشغيل محطة شمس1: كانت السنوات الأولى لتشغيل محطة شمس1 للطاقة الشمسية المركزة مسطرة بالنجاحات المتتالية التي جعلت منها إحدى المحطات الأكثر كفاءة عالمياً في مجالات الإنتاج، والصيانة، والأمن والسلامة. ومما يضفي صفة فريدة على محطة شمس1، كونها الأولى من نوعها التي تم بناؤها وتشغيلها في قلب الصحراء، لتواجه بذلك تحديات الطقس القاسي والجاف التي يصعب التنبؤ بها. وبيّن العبيدلي، إنه وللتغلب على هذا التحدي، تم تصميم محطة شمس 1 للطاقة لتكون المحطة الوحيدة في العالم المحاطة بجدار كاسر للرياح ارتفاعه 7 أمتار، وقد مرت على محطة شمس 1 للطاقة عواصف رملية فاقت سرعة الرياح فيها الـ 120 كم/‏‏‏ساعة، واستطاعت المحطة مقاومة مثل هذه العواصف بخسائر لا تذكر حيث لا تتعدى الـ 0.004%. ومن التحديات الأخرى التي تمكنت شمس1 من تجاوزها بكفاءة عالية شح المياه. وحول كيفية تجاوز هذا التحدي قال العبيدلي: للتغلب على شح المياه كان لابد من الإتيان بحل مبتكر، وهنا تم اتخاذ القرار باستخدام مبردات هوائية للمرة الأولى في محطة تعمل بالطاقة الشمسية، وساهم هذا القرار في الحيلولة دون استهلاك ما يقارب 200 مليون جالون من الماء بشكل سنوي. أما على صعيد الأمن والسلامة، فقد حققت محطة شمس للطاقة معدلات قياسية مقارنة مع محطات شبيهة خارج الدولة، حيث لم يتم تسجيل أي إصابة تستدعي التغيب عن العمل. وأكد العبيدلي أن هذه الخبرة في تشغيل المحطة خلال السنوات السابقة والمسيرة المكللة بالنجاح صنعت من شمس نموذجاً يحتذى به من قبل مطوري المشاريع في دول المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©