الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إدوارد سعيد في نص مسرحي جزائري جديد

إدوارد سعيد في نص مسرحي جزائري جديد
6 مايو 2009 01:13
أقيم في الجزائر العاصمة مؤخرا أمسية نقدية حول نص مسرحي جزائري جديد بعنوان إدوارد سعيد للكاتب المسرحي الجزائري الشريف لدرع• وبحضور المؤلف، قدم الدكتور أحمد منور قراءة نقدية حول النص واستهلها بنصح الكاتب بوضع عنوان فرعي لنصِّه المسرحي الجديد، وقال إنه يصوِّر جملة من المشاهد المتعلقة بحياة المفكر الفلسطيني المعروف إدوارد سعيد ومواقفه ونضاله، ويلخِّص من خلاله 60 سنة من حياة القضية الفلسطينية بأسلوبٍ كثيف، إلا أن النص يركِّز أكثر على السنوات الأخيرة من حياته؛ حيث يكتشف إدوارد إصابته بسرطان الدم وتزامن ذلك مع مؤتمر مدريد للسلام في ،1991 وبعدها يتم توقيع اتفاقية أوسلو التي لم يهضمها أبداً، فاستمد النص المسرحي للشريف لدرع دراميته من هذه الأحداث الكبيرة وما انجرَّ عنها من تغيرات وانعكاسات وانتكاسات؛ إما على صعيد حياة المفكر أو على حياة القضية الفلسطينية برمَّتها• وقال منور عن نص لدرع إنه اعتمد التعبير بقالب فني يمتلك أدواته، فهو نص يجمع بين الالتزام والجانب الفني الممتع، وقد أحسن الكاتب استغلال كل الإمكانات الفنية التي يتيحها القالبُ المسرحي ليكتب نصاً رائعاً عن إدوارد سعيد• وأضاف أن من يقرأ هذا النص يستخلص أن الكاتب اطلع على الكثير من خبايا حياة إدوارد سعيد، كما قرأ مذكراته التي كتبها بعد مؤتمر مدريد 1991 وإصابته بالسرطان، وجعل ذلك مشهداً درامياً، ليكون لدرع من أوائل الأدباء العرب الذين استلهموا عملاً فنياً من حياة المفكر إدوارد ومواقفه• وينقسم النص المسرحي إلى 19 مشهداً مُعنوناً، يقع كل مشهد في صفحة إلى 3 صفحات، وقال منور إنها تقنية تعطي الكاتب حرية أكبر وتمكِّنه من كسر النمطية والانتقال بسرعة في المكان والزمان وتعطي أيضاً حرية أكبر للمخرج للتصرف وتغيير ترتيب المشاهد أثناء ترجمة النص إلى عمل مسرحي على الخشبة• وعن شخصيات المسرحية لاحظ منور طغيان شخصية إدوارد إلى حد أنها تكاد تلغي الشخصيات الثانوية الأخرى من أقارب وأصدقاء كانت أدوارُهم ثانوية، ومنهم حيدر عبدالشافي وعزمي بشارة ومعين رياني الذين زارهم في بيوتهم وناقشهم عن أوسلو والمفاوضات الماراثونية للسلام وتقديم الفلسطينيين تنازلاتٍ مستمرة دون مقابل• وقال منور إن الكاتب لدرع أحسن نقلَ المواقف السياسية لادوارد والتعبير عنها بعمق فني، ومنها مشاهد صراعية ساخنة• واستخدم الكاتبُ، من الناحية الفنية، عدة أدوات ومنها السخرية ولغة الايماءات، بينما جاءت لغة الحوار فصيحة وبسيطة في آن معاً، ومكثفة أيضاً، وتمنى ترجمة النص بعرضٍ مسرحي على الخشبة ليكتمل العمل الذي عدَّه منور ''إضافة نوعية'' في المسرحيات القليلة التي كتبها الجزائريون عن القضية الفلسطينية، فهي معمقة وموثقة بل و''مسرحية مثقفة'' موجهة للنخبة ولا يستطيع كل الناس فهمَها• وعلق الكاتب الشريف لدرع على تقديم منور بالقول إنه كتب عن إدوارد سعيد لأنه خير من يمثل تراجيدية المثقف العربي، وإنه لم ''يُمسْرح'' كل حياة إدوارد، بل اختار لحظاتٍ استثنائية تلخِّص الأحداث الأساسية المهمة التي عاشها وجعل معاناته مع السرطان ومؤتمر مدريد محور النص واعتمد بنيةٍ قصصية له• وقال إن إدوارد أنموذجٌ للمثقف المنشق وقد تصدى بالتحليل والنقاش لنظريات نهاية التاريخ وصراع الحضارات وما بعد الحداثة وتحدث عن تلاقح الثقافات وتعايش الشعوب على أساس الاحترام المتبادل لهويتها وثقافاتها وخصوصياتها•
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©