الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصناديق السيادية تسعى إلى شراء شركات عالمية

الصناديق السيادية تسعى إلى شراء شركات عالمية
21 ديسمبر 2007 23:38
بعد الصخب الإعلامي الذي أثير حول صناديق التحوط التي وصفت من قبل سياسيين ألمان بـ''الجراد'' أصبح هناك الآن نوع جديد من المستثمرين الماليين وهو صناديق الاستثمار المملوكة للدولة· دأبت هذه الصناديق على شراء نسب كبيرة في الشركات الغربية· ولم يكن إعلان الصين يوم الأربعاء عن المساهمة في بنك الاستثمار الأميركي مورجان ستانلي إلا آخر مثال في هذه السلسلة· وكانت حكومة دبي قد اشترت نسبة في أكبر بنوك ألمانيا ''دويتشه بنك'' في مايو الماضي· ومن المتوقع أن تتوالى هذه الصفقات العملاقة حيث يتوقع بعض المستثمرين أن يكون عام 2008 عام الاستثمارات التي تشارك فيها صناديق مملوكة لحكومات أجنبية· تمتلك هذه الصناديق المعنية باستثمار أموال حكومية في الشرق الأقصى والعالم العربي وروسيا بشكل متزايد قوة شرائية من الصعب تصورها وذلك بفضل الثروات الهائلة من النفط والغاز· وتشير بعض التقديرات إلى أن هذه الصناديق تمتلك حاليا ما لا يقل عن ثلاثة تريليونات دولار· ويتوقع بنك مورجان ستانلي أن تتضاعف هذه الأموال خلال خمسة أعوام إلى 12 مليار دولار· هذه القوة الشرائية الجبارة جعلت الكثيرين من المعنيين في ألمانيا والولايات المتحدة يدقون نواقيس الخطر ضد هذه الصناديق غير المحبوبة من الكثيرين الذين يخشون من شراء هذه الصناديق لشركات استراتيجية عملاقة في بلادهم· وتعمل الحكومة الألمانية جاهدة على تشديد قانون الاستثمارات الخارجية· وتسعى الحكومة إلى الحصول على حق الاعتراض ''الفيتو'' على بيع هذه الشركات التي تعتبرها عصبا للاقتصاد الألماني إذا رأت في بيعها تهديدا للنظام والأمن العام، وذلك أسوة بشركات صناعة الأسلحة الألمانية التي لا يمكن بيعها لمستثمر أجنبي· ولا تخلو النظريات المتطرفة نسبيا والتي تسيء الظن في نوايا هذه الصناديق الاستثمارية المملوكة للدولة من وجهة نظر صحيحة خاصة في ظل الإبهام الذي يسيطر على شؤون هذه الصناديق· وتذهب بعض هذه النظريات إلى أن لهذه الصناديق نوايا تآمرية· أدى ذلك على سبيل المثال إلى دعوة رئيس البنك الألماني ''دويتشه بنك'' إلى اعتماد قواعد واضحة لمراقبة أنشطة هذه الصناديق بشكل أفضل· ولكنه يرى من ناحية المبدأ أن القلق الذي يساور البعض تجاه هذه الصناديق مبالغ فيه· كما يعتقد جيرد هويسلر، الخبير الاستثماري ببنك لازارد الاستثماري والخبير المالي لدى صندوق النقد الدولي سابقا أن الخطر الذي يخشاه البعض من وراء هذه الصناديق مبالغ فيه· وقال هويسلر في لقاء معه إن هذه الصناديق تعمل حتى الآن كمستثمر عادي للأموال· وليس مستثمرو الدول الأجنبية بالشيء الجديد تماما على أسواق المال، فهم موجودون منذ وقت طويل في ألمانيا على سبيل المثال· ومن أهم الأمثلة على ذلك استثمار الكويت في شركة دايملر للسيارات في السبعينات من القرن الماضي· وأصبحت الكويت حاليا أكبر مستثمر فردي في دايملر بما تمتلكه من 7% تقريبا من أسهم دايملر· أما المساهمات الأخرى لمستثمرين أجانب في شركات ألمانية فهي أقل شهرة لأنها دون الحد الذي يستوجب إبلاغ الحكومة الألمانية· ولكن الجديد في هذه الاستثمارات الأجنبية هو حجمها وليس قيمتها المالية· فقد أصبح بنك سويسرا على سبيل المثال ملكا لجهات من سنغافورة والشرق الأوسط، ورحبت مجموعة سيتي جروب الاستثمارية في الولايات المتحدة بجهاز أبوظبي للاستثمار كأكبر مساهم في المجموعة الاستثمارية مما دفع صحيفة ''وول ستريت جورنال'' الاقتصادية للقول: ''إن الصين ودول الخليج جائعة ولم تكد تأخذ مكانها في البوفيه''· ولكن شهية الصناديق الاستثمارية تتجاوز قطاع الاستثمارات المالية بكثير· فلقد ساهمت شركة مبادلة على سبيل المثال في شركة ايه ام دي الأميركية لصناعة الشرائح الالكترونية· دأبت الدول النفطية في الماضي على استثمار أموالها في إقراض الحكومة الأميركية ولكنها أصبحت تبحث منذ تراجع القيمة المصرفية للدولار عن مشاريع ذات عائد أكبر مستفيدة في ذلك كثيرا من أزمة القروض الأميركية· ومع تتابع أزمات البنوك والشركات وتدني قيمة أسهمها جراء ذلك يصبح الاستثمار في هذه البنوك والشركات أسهل وأسهل· ومعلقا على ذلك يقول كينيث شين من هيئة الاستثمار القطرية إن مساهمة هذه الصناديق في الشركات والبنوك المتأزمة لا يضخ فقط أموالا ضرورية لها ولكنه ييسر لها أيضا فرصا هائلة للدخول في أسواق واسعة· ويؤيده رئيس بنك مورجان ستانلي الاستثماري قائلا: ''إن دخول هذه الصناديق يعزز موقفنا في هذه الأسواق النامية''·
المصدر: نيويورك -فرانكفورت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©