·· حتى لو كان معاقاً

قد تصاب الأسرة بهزة نفسية إذا وُلد لها طفل معاق بعد طول انتظار، تصاب بالصدمة بعد أن هيأت نفسها لاستقبال المولود الذي علقت عليه الآمال الكثيرة، وتبدأ الآمال تتبخر، فيقعون تحت ضغط المعاناة الإنسانية، ولكن ليست كل الأسر هكذا، فهناك فروق في استجابة الأسر لمثل هذا الحدث·· فهناك من يصاب بالإحباط ويعتقد أنه عقاب من الله تعالى·· فيبتعدون عن معالجة ابنهم ولا يساعدونه في الانخراط بهذا العالم·· وهناك من يتقبلون هذا الواقع ويحاولون التعايش معه لكنهم مع الضغوطات والمصاعب التي يمرون بها قد يعلنون ضيقهم وتبرمهم·· أما البعض الأخير فينكرون وجود الإعاقة ويتقبلون الأمر برضا واقتناع بقضاء الله ويفكرون بالبحث عن حلول مناسبة لمساعدة ابنهم، بل يحاولون أن يقدموا الخدمات التدريبية والإرشادية الممكنة له حتى يبدع ويبتكر ويكون له بصمة في هذا المجتمع· وبعيدا عن كل هذه التصرفات أحب أن أوضح أن المعاق أو صاحب الاحتياجات الخاصة لا يختلف عن الطفل السليم، وهو قادر على عمل كل شيء إن أتيحت له الفرصة·· لذا أتمنى ألا يقوم البعض بالسخرية منه أو الاستهزاء بقدراته لأنه قد يكون حساساً جداً·· وقد يقوم النقد اللاذع بمهمة عكسية فتتدمر أحلامه وتنتكس شخصيته·· كما أحب أن أنبه أولياء الأمور إلى أن كل شيء قضاء وقدر وهم مسؤولون مسؤولية تامة عن إبراز طفلهم على الساحة وتنمية ذاته واحترامه لنفسه، فلا تبخلوا على الأمانة التي أعطيت لكم، واحمدوا الله على النعمة، لأن هناك من يحاول الإنجاب أكثر من 10 سنين ولم يحصل على طفل واحد حتى لو كان معاقاً· أم سلمان