الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السيارات اليابانية الجديدة .. روبوتات على أربع عجلات

السيارات اليابانية الجديدة .. روبوتات على أربع عجلات
20 ديسمبر 2007 23:06
بدأت شركات صناعة السيارات اليابانية بإطلاق أجيال جديدة من السيارات العصرية التي تتناسب مع التطورات الحضارية الكبرى التي تشهدها البدايات الأولى للقرن الحادي والعشرين· وأصبح بعض كبار مصممي السيارات هناك يراهنون على أجيال جديدة ورقيقة تحاكي الروبوتات في ذكائها وخفة حركتها· ولعل الأهم من كل ذلك أن المحللين ذهبوا إلى وصف بعض المصممين اليابانيين المحدثين بالإغراق في الليبرالية والتحرر من القيود والثوابت القديمة التي كانت تحكم فن تصميم السيارات· ومن ذلك مثلاً أن بعض السيارات الجديدة خرجت عن القاعدة المألوفة منذ تم ابتكار النماذج الأولى من السيارات في نهاية القرن التاسع عشر وحتى الآن، والتي تقضي بتوجيه السيارة بالعجلتين الأماميتين فقط· حدث ذلك عندما طلع الإداري الداهية ذو الأصل اللبناني كارلوس غصن والذي يشغل الآن منصب المدير العام التنفيذي لشركتي نيسان اليابانية ورينو الفرنسية، على جمهور معرض طوكيو بمفاجأة مدوّية عندما ظهر إلى جانب السيارة الكهربائية الجذابة (بيفو2) الأكثر شبهاً بالسيارات التي يتلاعب بها الأطفال· ويمكن وصفها بأنها مجرّد صندوق صغير مليء بالتشكيلات الهندسية البارعة؛ ويتم توجيهها بالعجلات الأربع مما يسمح لها بالدوران حول نفسها من دون أن تحتاج إلى مساحة إضافية· وهي توفر بذلك الكثير من المشاكل المتعلقة بالتوقف أو الانطلاق في الأماكن والشوارع المكتظّة بالسيارات· وتثبت هذه السيارة أن عهد السيارات الديناصورية الضخمة ولّى إلى غير رجعة ليحل محله عصر السيارات الكهربائية الصغيرة والمرنة والنظيفة· ولعل الأهم من كل ذلك أن (بيفو2) مدفوعة بمحرك كهربائي فقط لتشبه بذلك سيارات ملاعب الجولف؛ وهي بلا صوت ولا رائحة على الإطلاق ومعدل تلويثها للبيئة يبلغ مستوى الصفر تماماً· وقدمت نيسان أيضاً سيارة كهربائية أخرى أكبر حجماً مخصصة لراكبين تدعى (آر دي بي إكس) وتعج بالتراكيب التشكيلية العصرية· ولم تكن نيسان وحدها هي التي تلمّست لنفسها هذا الخط التطوري والتحرري في بناء السيارات الروبوتية العصرية، بل كان لشركة سوزوكي أن تدلي بدلوها في هذا الاختصاص عندما عرضت سيارة كهربائية رائعة تزن أقل من 200 كيلوجرام تحت اسم (بيكسي) يمكنها أن تستضيف راكباً واحداً فقط هو السائق، أو السائقة· ويمكن للمرء أن يتصور حال الشوارع لو كثر فيها هذا الطراز بأنها أشبه بمستعمرات النمل ذي الحركة المتقاطعة والسريعة· وأثبتت تويوتا أيضاً أنها قادرة على تسجيل اسمها الرنّان في مثل هذه المبادرات التطورية فقدمت سيارة كهربائية بالغة الصغر ثلاثية العجلات وذات مقعد واحد تحت اسم (آي-ريل) i-Real تخلو من المقود ويتم توجيهها بطريقة مشابهة لطريقة توجيه الكراسي الكهربائية التي يستخدمها المعاقون عن الحركة· وتتفق آراء الخبراء الذين تابعوا هذه التطورات على أننا أصبحنا على أبواب عصر السيارات الكهربائية الرشيقة التي يمكن شحنها بالطاقة من أي زرّ منزلي· وهو العصر الذي ستختفي فيه تماماً أصوات زئير المحركات وروائح الغازات الخانقة التي تقذف بها مئات ألوف السيارات الضخمة التي تملأ الشوارع
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©