شارع المليون منصة عرض جميلات الإبل

لا شيء يلفت الانتباه في الشارع الترابي الممتد على مدى كيلومترين وسط أرض صحراوية على بعد 10 دقائق عن مدينة زايد في المنطقة الغربية· فهو شارع ترابي يربط بين أبراج نقل خطوط الكهرباء، ولا يسلكه إلا بعض ممن يملكون سيارات الدفع الرباعي مضطراً حتى نهاية الأسبوع الماضي· تغيرت حال الشارع مع انطلاق فعاليات مزاينة الظفرة للإبل في المنطقة الغربية في الثاني من أبريل الجاري· بات الشارع مركزا لعقد صفقات ومساومات بملايين الدراهم لبيع وشراء عشرات رؤوس الإبل النفيسة المشاركة في مزينة الظفرة والتي وصل سعر بعضها إلى 6 ملايين درهم· وفجأة صار الطريق الترابي المنسي في وسط الصحراء محط اهتمام المئات من ملاك الإبل الذين جاؤا المنطقة لاستعراض أصايلهم ومجاهيمهم أملا بالفوز بجوائز المهرجان التي تصل قيمة الأعلى فيها إلى سيارة رينجروفر· الشارع الترابي الذي ندر أن تمر به سيارة قبل أسابيع بات من أشهر شوارع المنطقة بعد أن حمل اسم ''شارع المليون''، تعبيرا عن حجم الصفقات التي تعقد على جانبيه، وإشارة إلى مهرجان أبوظبي للشعر النبطي ''شاعر المليون'' الذي حقق نسب مشاهدة عالية في دول الخليج وفي دول عربية عديدة أخرى· تدب الحياة في الشارع في فترة بعد الظهر حتى غروب الشمس· يستعرض ملاك الإبل النفيسة على الشارع الذي يتوسط ''العِزَب''· يتجمهر الراغبون في الشراء حول الإبل المعروضة، وتبدأ الجموع وهم يسايرون الإبل بسياراتهم في مساومة مالك الإبل أو من ينوب عنه على سعر الحلال· ترتفع أصوات أصحاب الإبل وهم يتفاخرون بأنواع إبلهم وأصولها· ويتجول الراغبون في شراء الحلال في الشارع يسايرون الإبل ويتفحصون طريقة مشيتها ومحاسنها وأوصافها· تبحث العيون عن تناسق الجسم وشموخ القامة ولون الوبر ولمعته· بعد ذلك تبدأ المفاوضات والمساومات· مشتر يدفع عشرة ملايين بناقة ويرفض صاحبها بيعها· وآخرون يتصافحون إتماما لإتفاق بيع وشراء· وخلال أسبوع شهد الشارع صفقات بيع إبل قدرها سعيد راشـــد المــــزروعي، نــــائب مدير مهرجان مزاينـــة الظفرة الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة، بـ 40 مليون درهم· ولا يستغرب المزروعي ارتفاع المبالغ التي تباع بها رؤوس الإبل على هامش أكبر تجمع للإبل في العالم الذي استقطب مربي الجمال من كل دول الخليج العربي وتنافست على جوائزه التي تجاوزت 100 سيارة و35 مليون درهم، أنفس الإبل في الجزيرة العربية من الأصايل والمجاهيم· ويتنافس المشاركون على مختلف أنواع الإبل وأعمارها في أشواط صباحيــــة ومسائية، خصص بعضها للعامـــة، فيما بدأت منذ أمس المنافسات في الأشواط المخصصة للشيوخ· وتقوم لجنة التحكيم في ميدان مخصص للمنافسات بتقييم الإبل المزيونة وتحديد أكثرها جمالا وفق قواعد وشروط دقيقة وصارمة· وحسب المزروعي، لا يقتصر الشبه بين الشارع الصحراوي على مشارف مدينة زايد، وبرنامج ''شاعر المليون''، الذي تنتجه أيضا هيئة أبوظبي للثقافة ويبثه تلفزيون أبوظبي مساء كل ثلاثاء، على التسميـــة· فكلاهما ''يحمل بعدا معنويا كبيرا كونهما من مشاريع أبوظبي الرائدة لحفظ الثقافة والتراث، والترويج لهما عالميا·'' وكلاهما حقق شهرة كبيرة: ''ذاك استقطب أفضل الشعراء، وهذا يستقطب أنفس الإبل·''