الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق·· تراجع العنف وبقيت الجروح النفسية!

العراق·· تراجع العنف وبقيت الجروح النفسية!
20 ديسمبر 2007 02:18
على مدى أجيال قادمة، سيتعين على العراقيين معايشة آثار الجروح البدنية والمعنوية لعشرات الآلاف من الذين أصيبوا إصابات حادة في أعمال العنف الذي يعصف ببلادهم منذ 4 سنوات· ومن بينهم آلاف بترت أعضاؤهم والعديد منهم من الأطفال· فالتاريخ والوقت والمكان الذي تغيرت فيه حياة علي عبدالله محفور في ذاكرته· كان يوم 24 من نوفمبر ·2005 صباح يوم خميس، وهو في الثالثة عشرة من عمره·· يدير والد علي ساحة انتظار للسيارات في جنوب بغداد· وفي ذلك اليوم وافق على أن يترك ابنه الوحيد يبدأ العمل وحده لأول مرة· كان فخوراً به·· ذهب علي إلى العمل، وفي الضحى خرج لتناول الإفطار وصادفت لحظة خروجه انفجار سيارة ملغومة، ودمرت الشظايا إحدى ساقيه وإحدى عينيه وأمطرت صدره بالجروح· حكى علي قصته، وهو ينتظر ساقاً صناعية جديدة في مركز بغداد للأطراف الصناعية إحدى عيادتين للأطراف الصناعية في العاصمة العراقية· وقال: ''جئت لاستبدل القديمة؛ لأنها صغرت وأصبحت أعرج، وأنا أسير''· وسجل مركز بغداد وحده 2700 حالة تركيب أطراف صناعية منذ ·2003 وتكلفة العناية بها كبيرة خاصة في حالات الأطفال الذين يحتاجون لاستبدال الأطراف الصناعية باستمرار مع نموهم· وقال قاسم محمد نائب مدير المركز: ''نحن نعنى في الأغلب بالأطفال·· نحاول أن نوفر لهم الأطراف الصناعية بأسرع وقت ممكن·· ونتطلع لمساعدتهم على العودة للمدارس ولحياتهم الطبيعية''· وإلى جانب التكلفة الفعلية، يكون هناك أثر نفسي كبير· وقال حسين مجيد واحد من نحو 20 أخصائي أطراف صناعية في ورشة المركز، حيث تصنع الأطراف باستخدام آلات قديمة وقوالب الجص واللدائن والصمغ ''بعضهم يأتي يائساً لكننا نحاول زرع الأمل في قلوبهم؛ لأن 50 % من العلاج نفسي''· وقال سعد الشبوت ''65 عاماً'': إنه يشعر الآن بالقدرة على التكيف بعد عامين من فقد ساقه في انفجار قنبلة في سوق الشورجة في بغداد· وقال في غرفة الانتظار بالمركز: ''وصلت في لحظة إلى الرغبة في الانتحار لكني أفضل الآن''· وأضاف: ''أنا مدير في الخطوط الجوية العراقية·· وكنت على وشك النقل لرئاسة فرع الشركة في القاهرة لكني ألغيت النقل·· كيف أذهب بلا ساق؟''· وحتى الأطباء يتأثرون عاطفياً بالحالات· فتذكر صادق علي الأخصائي النفسي بالمركز الذي يساعد الضحايا على التكيف مع حياة العجز شاباً عالجه منذ شهرين بعد أن فقد أطرافه الأربعة· وقال: ''كنت على وشك البكاء أمامه لكني خفت أن يجرحه ذلك·· كانت معنوياته مرتفعة وتقبل مصيره''· وعادة ما يحتاج الجرحى لعمليات جراحية متطورة قبل تركيب الأعضاء، لكن العراق شهد نزيفاً للعقول، إذ فر الأطباء المتخصصون بعد أن استهدف المسلحون والخاطفون والعصابات الأطباء· وقال أحد أبرز الجراحين في هذا المجال في بغداد والذي طلب عدم نشر اسمه أو اسم المستشفى الذي يعمل به: ''كان لدي عشرة أطباء تخدير الآن لدي ·''4 وتابع: ان المستشفى بإمكانه أجراء عشر عمليات أسبوعياً انخفاضاً من ما بين 14 و15 عملية أسبوعياً قبل الحرب·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©