مؤتمر إعمار دارفور يجمع 850 مليون دولار

أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن جملة المبالغ المالية التى تعهدت بها الدول والمنظمات التي شاركت في المؤتمر الدولي للمانحين لتنمية وإعادة اعمار دارفور وصلت الى 850 مليون دولار. وقال ابو الغيط، في البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد امس في القاهرة، إن المبلغ كفيل بتقديم الكثير من الدعم “وأثق انه عندما تستقر الأوضاع بشكل واضح في إقليم دارفور سوف يأتي الكثير من الدول والتي أكدت أنها تنوي تقديم الدعم الذي كانت تقدمه من قبل ومن بينها أميركا”. وأضاف أبو الغيط أن المشاركة الواسعة فى هذا المؤتمر والتعهدات التى تم الاعلان عنها تعكس مدى الالتزام الدولي والرغبة في دعم السلام والاستقرار والحرص على مسار التنمية خاصة في ضوء التطورات الايجابية التي شهدتها جهود المصالحة بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة في دارفور. وأشار أبو الغيط إلى أن أزمة دارفور هي في الأساس أزمة نقص تنمية وأن جملة التعهدات بلغت حوالى 850 مليون دولار قدمها البنك الاسلامي للتنمية وقطر والبرازيل والمغرب واستراليا والجزائر وبعض المنظمات غير الحكومية النشطة. وأوضح أن هناك عددا من الوفود المشاركة في المؤتمر والكثير قال انه ينوي تقديم الدعم المالي طبقا للاليات القائمة لديها ومنها دول كثيرة من بينها مصر التي لديها أسلوبها الخاص في تقديم المساعدات وكذلك أميركا التي ستقدم حوالي 528 مليون دولار في السنوات القادمة وكذلك النرويج وكندا 100 مليون دولار وفرنسا 75 مليون دولار والسعودية 40 مليون دولار. وتضمن البيان الختامي موافقة المؤتمر على الاقتراح القطري بإنشاء بنك تنمية دارفور يكون الآلية التي تستخدم كل الاموال والدعم وتوجيهه الى القطاعات الستة التي اعلنتها الحكومة السودانية لتنمية واعمار دارفور. وذكر البيان الختامي أن الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي ستقوم برفع تقرير عن المؤتمر الى مجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي سينعقد في طاجيكستان في شهر مايو المقبل على أن تقوم المنظمات والدول التي لم تستطع أن تقدم تعهداتها بأن تتقدم بمقترحاتها في هذا الصدد الى الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وترأس وفد الامارات في المؤتمر محمد سيف السويدي مدير عام صندوق ابوظبي للتنمية بالانابة الذي أكد حرص دولة الامارات على المشاركة في هذا المؤتمر الهام الذي يهدف الى مواجهة التحديات التي تواجه السودان في مجال التنمية وخاصة في اقليم دارفور. وقال ان دولة الامارات شريك استراتيجي لحكومة السودان على مدى السنوات الماضية لمساعدتها في التغلب على تحديات التنمية وان صندوق أبو ظبي للتنمية قدم نحو مليار و700 مليون دولار للحكومة السودانية على مدار السنوات الماضية، وكما كنا شركاء في السابق سنكون شركاء في المستقبل مع حكومة السودان لإحلال التنمية والاستقرار والامن في دارفور وفي انحاء السودان وخلق فرص عمل وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين السودانيين. واضاف بأن هناك قائمة بمشاريع تنموية في دارفور تشمل مجالات الصحة والتعليم والمياه والزراعة والثروة الحيوانية والاسكان والتخطيط العمراني والتنمية الريفية وصناعة الاسمنت والطرق والتصنيع الزراعي ومشاركة الامارات ستتحدد بعد مراجعة قوائم هذه المشروعات وتحديد الجهات سواء الحكومية أو المدنية لتنفيذ خطة تنمية واعمار دارفور. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط قد أكد في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي عقد برئاسة مصرية تركية مشتركة أن مصر دعمت وسوف تدعم أي جهد إقليمي أو دولي يصب في مصلحة تسوية الأزمة في دارفور. وأعرب عن يقينه من أن استقرار وتنمية دارفور هي الضمان الحقيقي الوحيد لعودة اللاجئين والنازحين وعودة أبناء السودان إلى الوطن وهي الخطوة الأولى لخروج هذا البلد الشقيق من مأزقه الحالي. وقال أن هذا المؤتمر نقطة فاصلة في مسيرة الخروج النهائي من ازمة دارفور. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن التضامن والتكامل الهادف إلى إعادة إعمار وتنمية دارفور عمل مطلوب وعاجل وهو ما تقوم به الجامعة العربية بالفعل. وقال إن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي سيشهدها السوادن قبل منتصف الشهر القادم وارتباطها الوثيق بالاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوب السوادن في بداية 2011 تستوجب تكثيف الجهود وتنشيط التحركات لتسوية المشاكل العالقة ليتم تحقيق المطلوب بما يخلق ويؤسس مناخ السلام والاستقرار للسوادن وجيرانه.وقال أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إن الصراع في إقليم دارفور ألحق أضرارا بالإنسان والبيئة وتوقفت حركة التنمية وتفكك البناء الاجتماعي من خلال حركة النزوح الجماعي التي أظهرت ممارسات جديدة لم يعرفها الإنسان في دارفور من قبل. وقال إن التعهدات التي أعلنت في المؤتمر هي تعبير عن جهد جماعي للمساعدة في تنمية وإعمار دارفور وسنتيح للمانحين الحرية الكاملة في تنفيذ تعهداتهم مباشرة أو عبر شركاء آخرين أو بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي. وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن تركيا تدعم كل الجهود الرامية إلى حل قضية دارفور وتحقيق السلام والاستقرار في السودان.وأكد الدكتور أحمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية أن البنك قرر المساهمة خلال السنوات الخمس القادمة بتمويل مشروعات في دارفور يتوقع أن تصل إلى 355 مليون دولار. وقال الرئيس الجنوب الأفريقي السابق تابو مبيكي رئيس اللجنة رفيعة المستوى من أجل السودان لقد حان الوقت لوضع نهاية للحرب في دارفور وأنه ينبغي تحسين المعيشة للمواطن الدارفوري وعلينا تهيئة الظروف حتى نرفع الظلم عن أبناء هذا الإقليم، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا للجنة الأفريقية سيعقد يوم 25 ابريل المقبل من أجل العمل على حل مشاكل الإقليم. مقتل وإصابة العشرات باشتباكات قبلية في دارفور سناء شاهين (الخرطوم)- قتل عشرات المدنيين في صراع قبلي بمدينة كاس التابعة لولاية جنوب دارفور وصف بأنه الأعنف منذ بداية العام الحالي. وتزامن الصراع الذي استخدمت فيه أسلحة نارية وبيضاء مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، برئاسة الرئيس عمر البشير لمناقشة الأوضاع الأمنية في الإقليم إلا أن مأساة الصراع لم تفسد التفاؤل في أوساط الوزراء بقرب حلول السلام في دارفور. وطالب الرئيس عمر البشير أبناء دارفور بنبذ النزاعات القبلية التي أعاقت مسيرة التنمية والسلام في الإقليم مشيرا إلى أن البعض يستغل معاناتهم ويتاجر بها. وأشار إلى أن منظمة تدعي إنقاذ دارفور قامت بجمع الأموال لصالح أهل دارفور وصرفتها في نشاط معاد للسودان. فيما حذر وزراء بالجلسة من إهمال معالجة إشكالية الصراع القبلي ورأوا أنه أحد مكامن الخطر في أزمة دارفور.