استهلاك دول أوبك من النفط ينمو 4,4% خلال 2008

توقعت مؤسسة بحثية أن ينمو استهلاك دول أوبك من النفط بنسبة 4,4% خلال العام 2008 -أي بنحو 370 ألف برميل يومياً- بحيث ستكون تلك الدول ثانية بعد الصين فقط من حيث معدل نمو الاستهلاك على المستوى العالمي· وتوقعت مؤسسة ليمان برازرز العالمية في تقرير حديث أصدرته مؤخراً حمل عنوان ''تدفقات البترودولار تنعش الطلب'' أن تنافس دول الخليج النفطية الصين من حيث قوة الطلب على استهلاك النفط في العام 2008 وما يليه في ظل الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها دول المنطقة مستفيدة من التدفقات النقدية الكبيرة جراء ارتفاع أسعار النفط· ويقدر التقرير معدل الزيادة في الاستهلاك اليومي لدول الخليج من النفط بحوالي 195 ألف برميل (105 آلاف برميل للسعودية وحدها في العام الجديد) نتيجة زيادة متطلبات توليد الطاقة، وتزايد الطلب في قطاعات البتروكيماويات والصناعة· وحسب التقرير فإن طفرة البترودولار الحالية حفزت موجة نشاط كثيفة على صعيد المشروعات الجديدة في دول المنطقة التي تسعى إلى تنويع اقتصادياتها، وتقليص الاعتماد على النفط، وتركز دول المنطقة برامجها الاستثمارية على قطاعات عدة منها الأصول الثابتة، ومشروعات البنية الأساسية، وتوليد الطاقة والبتروكيماويات، وهي في غالبيتها مشروعات تحتاج إلى معدلات عالية من الطاقة مستفيدة من تدفقات البترودولار من جهة، وتوفر النفط بأسعار مدعمة من جهة أخرى· ويشير التقرير إلى أن الزيادة السكانية تعد أيضاً من أسباب تزايد استهلاك الطاقة في دول المنطقة حيث يبلغ متوسط النمو السكاني في دول الخليج 3,7% سنوياً، في حين أن المتوسط العالمي يقدر بحوالي 1,2%· ويشير التقرير إلى أن أسعار النفط زادت 4 أضعاف في الفترة من 2002 إلى ،2005 ومن المنتظر أن ترتفع إيرادات دول أوبك النفطية من 658 مليار دولار في 2007 إلى 762 مليار دولار في 2008 وفقاً لإحصائيات إدارة معلومات الطاقة· وقد نما الناتج الإجمالي الحقيقي بنسبة كبيرة وصلت إلى 5% في المتوسط خلال الفترة من 2002 إلى ،2006 وهو معدل يمثل ضعف المتوسط التاريخي للنمو، وبلغ معدل النمو في دول مجلس التعاون الخليجي الرئيسية مثل الإمارات والكويت وقطر والسعودية 7% سنوياً في المتوسط، وقد أسهمت الإيرادات النفطية بصورة كبيرة في تغذية توسع القطاعات غير النفطية· ويعتقد التقرير أن اقتصاديات دول المجلس قد تواصل النمو القوي خلال المرحلة المقبلة على الرغم من مؤشرات التباطؤ الاقتصادي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ''أويسد''، ويشير التقرير إلى أن قطاع توليد الطاقة الذي ينمو بمعدل 7% سنوياً منذ العام 2002 مقابل 2,5% عالمياً يعد في صدارة القطاعات المستفيدة من الطفرة الاقتصادية على المستوى الإقليمي· وترى ليمان برازرز أن قطاع البتروكيماويات سيلعب أيضاً دوراً رئيسياً في تعزيز الطلب الإقليمي على النفط، وتسعى السعودية على سبيل المثال إلى الوصول بإنتاجها من البتروكيماويات إلى 100 مليون طن في العام 2015 مقابل 60 مليون طن حالياً وتتمتع دول المنطقة بأفضلية في هذا المجال بفضل الأسعار التفضيلية للغاز·