أعرب وزير الخارجية الإسباني ميجيل أنخل موراتينوس امس عن سعادته بنتائج زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي إلى البلاد وإمكانيات الاستثمار المتاحة للشركات الإسبانية في ليبيا· وجاءت تصريحات موراتينوس للصحفيين لدى خروجه من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، حيث مثل لبحث قضية الشرق الأوسط بعد مؤتمر أنابوليس· وحول زيارة القذافي التي اختتمت أمس بمأدبة غذاء مع ملك أسبانيا في القصر الملكي، أشار موراتينوس إلى أنها تسير بشكل طيب حتى الآن· وأوضح الوزير أن الزيارة نجحت في دعم الحوار الثنائي وامكانيات الاستثمار وتشجيع التواجد الاقتصادي والتجاري في ليبيا· وكان القذافي قد التقى مع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو مساء أمس الاول في قصر مونكلوا، وأعلن الاثنان أن إمكانيات الاستثمار الإسباني في الأسواق الليبية تبلغ 11 مليار و500 مليون يورو·
من جهته، أكد الزعيم الليبي معمر القذافي أمس أنه لا يحمل دروسا يعطيها بشأن الاستعمار، مشددا أثناء حفل استقبال في مدريد، على ''الروابط'' التي تجمع اسبانيا بالمغرب العربي· وقال القذافي بعد ان سلمه رئيس بلدية مدريد المحافظ البيرتو رويز- غالاردون مفتاح المدينة ''لست هنا لإلقاء دروس حول الاستعمار بشكل عام· إن ضفتي (المتوسط) شهدتا غزوات متبادلة''· وفي خطابه الذي بدا فيه ميالا بشدة الى التصالح، أكد الزعيم الليبي أن الاسبان ''لا يعتبرون اجانب'' حين يأتون للعمل في ليبيا· وشدد القذافي على ''الثقافة والدم والجذور التي توحد'' المغرب العربي واسبانيا· وقال ''لدينا، من على الجانبين، الدماء نفسها (··) نحن اخوة واصدقاء، وعلاوة على ذلك جيران في المتوسط''· وبعد حفل استقبال اقيم على شرفه في بلدية مدريد، زار الزعيم الليبي القصر الملكي للمشاركة في مأدبة غداء رسمية مع العاهل الاسباني خوان كارلوس· من جانبهم انتقد صحفيون أسبان أمس زيارة القذافي إلى إسبانيا واتهموا الحكومة الاسبانية بالتضحية بالمبادئ الديمقراطية في سبيل تحقيق مكاسب اقتصادية· لكن بيدرو سولبيز نائب رئيس الوزراء الاسباني دافع عن الزيارة وقال إن العلاقات مع ليبيا ''لم تكن يوما بهذه السهولة'' وأن الطريقة التي تعاملت بها أسبانيا مع القذافي ''تتماشى مع مواقف الاتحاد الاوروبي''· واعترف سولبيز بأن العلاقات مع ليبيا ''تغيرت بشكل جذري'' بسبب عوامل اقتصادية وغيرها تتعلق بقضايا إسلامية· وهذه هي المرة الاولى التي يزور فيها رئيس ليبي إسبانيا·
عدد اليوم
