الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رفيق شامي يمزج سحر الشرق بحاضر الغرب

رفيق شامي يمزج سحر الشرق بحاضر الغرب
19 ديسمبر 2007 01:44
حصل الاديب السوري رفيق شامي مؤخرا على جائزة ''نيل زاكس'' للادب والتي تمنحها مدينة دور تموند الالمانية وتبلغ قيمتها 15 الف يورو وهي تحمل اسم الشاعر الكبير نيل زاكس الحاصل على جائزة نوبل؛ ومن الأسماء الأدبية العالمية التي حصلت على الجائزة ''الياس كانتي'' و ''كريستا فولف'' و ''ميلان كونديرا''· وجاء في حيثيات لجنة التحكيم في منحها للجائزة أن ''رفيق شامي وسيط مرح بين العوالم''، وأضافت اللجنة أن حكاياته ورواياته ومقالاته العديدة تفيض بالصور المعبرة والخيال الأخاذ ، وأنه شيد بأعماله الأصيلة جسرا للتواصل بين الشرق والغرب· ورفيق شامي يكتب باللغة الألمانية ويعتبر واحد من أكثر الكتاب نجاحا في ألمانيا، وقد بيعت من أعماله ملايين النسخ، كما ترجمت إلى ما يزيد عن عشرين لغة منها اللغة العربية، أما الجوائز التي حصل عليها من ألمانيا وخارجها فهي تقدر بالعشرات، كان آخرها جائزة نيلي زاكس التي منحتها له مدينة دورتموند تقديرا لجهوده في نشر التفاهم والسلام بين الشعوب · ولد رفيق شامي في دمشق عام 1946 م واسمه الحقيقي سهيل فاضل، وعندما بلغ الخامسة والعشرين غادر مسقط رأسه قاصدا ألمانيا، حيث درس الكيمياء وحصل فيها على الدكتوراه ، لكنه هجر الكيمياء سريعا وتوجه إلى الكتابة الإبداعية، وارتكزت شهرة شامي على حكاياته الشعبية الخيالية التي تخاطب الصغار والكبار معا، وهو يمزج في أعماله بين سحر حكايات الشرق وحاضر ألمانيا منحازا في مواقفه للبسطاء، أما لغتة فهي مفعمة بالصور والتشبيهات الشرقية غير المألوفة لدى القارئ الألماني، ومن أشهر أعمال شامى ''يداً مليئة بالنجوم'' و ''وحكاء الليل'' ومن آخر أعماله روايته الضخمة ''الجانب المظلم من الحب ''التي يصور فيها قصة غرام بين فتى وفتاه من عائلتين متعاديتين· ويقول رفيق شامي في وصف عمله الجانب المظلم من الحب إن كل أديب يكون عنده ''وليد مفضل'' يذهب إليه بعد الانتهاء من عمله، و بعد أن يكون قد حصل على ما يكفيه من المال يخلو إلى نفسه ويكتب فيه يوماً وراء يوم، ولذلك فإن هذا العمل هو ''ثمرة ثلاثين عاما من الكتابة في عمل يعشقه قلبه''· والعمل الذي يعشقه قلب رفيق شامي هو حكاية حب وقعت أحداثها في وطنه الأم سوريا، حب بين شاب وفتاة من عائلتين متعاديتين هما عائلة مشتاق وعائلة شاهين، ويتناول شامي في عمله العداء الذين يقوم بين أفراد لا يكاد يعرف أحدهما الآخر؛ لكن وقوع حادثة عارضة بينهما تسببت في نشر الكراهية بين العائلتين، وما أن وقع ''وقع الفأس على الرأس'' وجمع الحب بين شاب وفتاة من العائلتين تصبح العلاقة محرمة في عرف الجميع، حتى لو لم يكن بينهما سوى المشاعر والنظرات، ولا تنتهي العلاقة على الطريقة الأميركية نهاية سعيدة، بل يكون الموت سيفا مسلطا على رقاب المحبين· ويصدم شامي القارئ الغربي الذي تعلم منذ الصغر أن القتل شيء شنيع وأنه جريمة لا تعادلها أخرى، فالحكواتي يقول له إن القتل في الشرق لا يتم في جنح الظلام لأن الجاني يكون في أغلب الأحيان أخ الفتاة، هذا الجاني يستل سكينه أو يصوب مسدسه على الملأ ويقتل أخته التي بادلت شابا مشاعر الحب، لأنها تكون بذلك قد دنست شرف العائلة حسب رأيه، أما الناس فتتفرج ولا تتدخل بل ربما أيده الكثيرون في ذلك، ويحكي أن هذا أصابه بالأسى وتمنى وهو شاب أن يكتب آنذاك حكاية تحارب هذه التقاليد ولكنه اكتشف انه لا يمكن كتابة هذا الشيء في لذلك المجتمع· ورغم سنوات الغربة الطويلة إلا أن رفيق شامي دائما ما ينتابه شعور الحنين إلى الوطن الأم ''سوريا''، ففي موقع قناة ''أيه آر تي'' الألمانية على الانترنت يقول رفيق شامي في وصف علاقته بمدينة دمشق التي تكنى باسمها: ''في كل صباح· ما لم أكن أعلمه، حقيقة ، وما لم أكن لأصدقه أبداً· لم أكن أعلم ما هي الغربة· لم أكن أعلم أنه عند استيقاظي، في كل صباح، تفكيري الأول، قبل أن أستعيد مداركي وقبل أن أفكر بزوجتي وبولدي، تفكيري الأول سيكون لدمشق، كل صباح منذ 36 عاماً''· وفي تأثير دمشق على كل أعماله، يشبّه رفيق شامي نفسه بـ''الزيز'' الذي يدور في آخر الخيط، ودمشق بالطفلة التي تمسك الخيط، ويخبرنا كيف كان يصلي للعذراء مريم ألا تقطع الأيام رجله المربوطة بالخيط·
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©