افتتاح معرض للخط العربي في الشارقة

افتتح سعادة عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء الاثنين الفائت بمركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة معرض (تحبير الصوت) الذي تنظمه إدارة الفنون بالدائرة ويشارك به 30 منتسباً ومنتسبة لمركز الخط من جنسيات عدة· ويأتي معرض (تحبير الصوت) الذي حضر افتتاحه هشام المظلوم مدير إدارة الفنون وحشد من الفنانين والمهتمين، نتاجاً لعدة دورات متخصصة في فن الخط العربي، وأشرف عليها كوكبة من أساتذة هذا الفن العريق والمتجذر· يستمر المعرض حتى نهاية شهر يناير من العام المقبل، وهو كما تقول مدونة المعرض : محاولة طموحة لخلق جيل واع لتاريخه الحضاري، ويستلهم من هذا التاريخ أعمالا فنية غنية تمثل التطور الذي وصل إليه فن الخط حتى حقق المكانة اللائقة به بين الفنون العالمية· وتضيف المدونة : يشكل فن الخط العربي دعامة قوية في نشر الثقافة الإسلامية التي كانت وما زالت مصدراً لاستلهام الفنون الأخرى في ثقافتنا المعاصرة، وجميع أوجه الحياة الحديثة، هذا الاهتمام يشكل همزة الوصل في تفعيل هذه الفنون التي تشكل أساساً لثقافة بصرية غنية من خلال العمل المتواصل لتجويدها وتطويرها· احتوى المعرض على أعمال زاوجت بين الخط والتشكيل، وبين المعنى والمبنى، بحيث تحولت الخطوط في معظم الأعمال المقدمة إلى ما يشبه الإيقاع الروحي للقول والخطاب، تداخلت الآيات والأحاديث والحكم والأمثال وتضمنت الكثير من الحوار بين الباطن والظاهر، وبين أسرار الكتابة وشفافية التعبير، ومالت بعض الأعمال نحو التزيين الصرف، وأصبحت مشغولة بالرقش والزخرفة النباتية، في أنساق تتجلى بخوافيها، وتنطق بالمعاني وتجلوها، حتى صارت المعاني كائنات من نور تحلق في بهاء الحرف، وتقفز من جمود الشكل إلى لذة الحال، ومن عراء الكلمة إلى فردوس المضامين· وأثناء جولته في المعرض صرح مدير عام الدائرة الى '' الاتحاد'' بأن معرض (تحبير الصوت) يترجم توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الاهتمام بالتراث الحضاري للأمة الإسلامية بجميع أوجهه وخصوصاً الفنون الإسلامية وعلى رأسها فن الخط العربي الذي يشكل دعامة قوية في نشر الثقافة الإسلامية، وأضاف العويس : إن مشاركة أربع فنانات من اليابان وفنان من كوريا الجنوبية في هذا المعرض المختص بالفنون العربية والإسلامية هو مدعاة لسعادتنا وافتخارنا بجهود مركز الخط العربي والزخرفة بالشارقة في استقطاب فنانين من مناطق بعيدة عن مناخات الفنون العربية والإسلامية، كما أن البذرة التي غرستها إدارة الفنون عند بداية إنشاء مركز الخط بانت ثمارها الواضحة واليانعة في هذا المعرض، وستكون أكثر نضجاً من خلال المعارض المقبلة للمركز '' وأشار العويس إلى أن نماذج من المساهمات اليابانية تم اقتناؤها من قبل جهات ومؤسسات محلية بالإمارة كنوع من العرفان والتقدير لهؤلاء الفنانات كما قال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة : إن دلالة (تحبير الصوت) تذهب مباشرة نحو الإيقاع الصوتي البارز للحرف العربي، لأنه حرف يحمل معماراً موسيقياً و(نبرة تشكيلية) ـ إذا جاز التعبير ـ فالخط العربي على وجه الخصوص يمكن قراءته وكتابته وسماعه أيضا من خلال النطق به وإنشاده وتلاوته، وهي مساهمات لفظية تذهب مباشرة نحو المعنى الديني والروحاني الذي يتوفر عليه الخط العربي بمرجعية قرآنية وأدبية وشعرية وملحمية، وبأنساق تشكيلية وزخرفية وجمالية متعددة المصادر والمنابع· وعن طبيعة وخصوصية المعرض أشار المظلوم إلى أنه يهتم بجانبين أولهما يتمثل في تأكيد التوجيهات والرؤى التي يحركها وعي حاكم الشارقة بأهمية الفنون العربية والإسلامية والتواصل معها من خلال فن الخط والزخرفة المتقاطع مع روحية المكان والبيئة، وذلك من خلال استقطاب الناشئة والشباب من مختلف الجنسيات وإشراكهم في دورات تخصصية في مجال الخط العربي، ومن جهة ثانية فإن معرض (تحبير الصوت) ـ كما يقول المظلوم ـ يعكس التواصل الحضاري والثقافي لأنه شمل أعمالا لفنانين أجانب كنا نعتقد أنهم بعيدون تماما عن هذا النوع من الفنون، ولكن وجود أربع فنانات مسلمات وغير مسلمات من اليابان وفنان من كوريا أثلج صدورنا، وجعلنا نثق بأهمية فن الخط العربي في تذويب المسافات الثقافية، والتعايش السوي بين المرجعيات والأنماط الفكرية والفنية المختلفة·