الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض الشارقة الدولي للكتاب·· ما له وما عليه

معرض الشارقة الدولي للكتاب·· ما له وما عليه
19 ديسمبر 2007 00:35
هو معرض للكتاب في الأساس، لكنه إضافة إلى ذلك محفل للفعاليات الثقافية المتعددة، ندوات فكرية وأمسيات شعرية وورشات فنية وقصصية للأطفال والناشئة، وعروض للفيديو الثقافي عبر الأقراص المدمجة والبرمجيات ووسائط المعرفة المختلفة، والعروض المسرحية الموجهة لفئة الأطفال والشباب، وهو ما يجعل من هذا المعرض مهرجانا احتفاليا يستقطب فئات المجتمع كافة· على هذا النحو تواصلت للعام السادس والعشرين فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بين 5 و14 ديسمبر الجاري· شهد المعرض تظاهرات ثقافية متنوعة ومتعددة، وكانت التظاهرة الأبرز في المعرض هي الاحتفاء بالشاعرة العربية الراحلة نازك الملائكة رائدة القصيدة العربية الحديثة، حيث قرأنا الملصق الخاص بهذه التظاهرة الذي يحتوي قصيدتها ''صوت الشاعر'' التي تقول فيها: مغرق في خياله شارد العينين مستـسلــــم إلـــى الأحـــــــلام يذرع الضفـة الجميلـة مفتـونـا بصوت الأمواج والأنسام ويــرى اللجـة الرهيبـة سحــرا وينابيــــع فضـــن بالإلهــــام وفي المعرض جرى تكريم عدد من المؤلفين للكتاب المحلي، وكان أبرزهم الروائي علي أبوالريش عن روايته ''ك·ص: ثلاثية الحب والماء والتراب''، كما جرى تكريم الدكتور شهاب غانم لأفضل كتاب في مجال الإعداد والترجمة عن كتاب يضم مجموعة شعرية إماراتية حملت عنوان ''القهوة والتمر''، بينما جرى تكريم دار موتيفيت للنشر في دبي في مجال أفضل كتاب محلي مطبوع في الإمارات عن كتاب ''ثعابين من الجزيرة العربية'' الصادر باللغة الإنجليزية· وضمن سياق تكريم دور النشر كرم المعرض مؤسسات محلية وعربية، حيث نالت منشورات جوائز أنجال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ودار اليربوع للكتب مناصفة الجائزة الأولى، في حين تم تكريم دار العلم للملايين البيروتية في المجال العام لدور النشر العربية، وهذه الدار كانت أبصرت النور في العام ،1945 وهي حسب بيان التكريم ''منذ ذلك التاريخ لا تزال في حركة دائمة من النمو والتوسع والازدهار، وقد استطاعت بالتعاون مع عدد من دور النشر اللبنانية·· أن تكرس مدينة بيروت عاصمة للكتاب العربي ومنارة للثقافة العربية على امتداد العالم العربي من محيطه إلى خليجه، لا بل تجاوزته للانتشار عبر القارات جميعها· أرقام وإحصاءات شاركت في المعرض ما يقارب 60 دولة عربية وأجنبية، وما يقارب 530 دار نشر ما بين الدور المشاركة بشكل مباشر وبين التوكيلات والاستضافة، حيث بلغت عناوين الكتب الجديدة المشاركة في معرض هذا العام حوالي 8920 عنوانا، بينما شاركت في المعرض مجموعة من دور النشر المتخصصة بكتاب الطفل وبلغ عدد العناوين التي شاركت بها 3358 عنوانا عربيا و 3916 عنوانا أجنبيا، وفي حين بلغت مشاركة الكتاب الأجنبي حوالي عشرين ألف عنوان، فقد بلغت العناوين العربية تسعة وعشرين ألف عنوان· وبالنسبة إلى قسم الكتاب الإلكتروني فقد بلغ عدد القسم العربي 29203 والقسم الأجنبي ·25143 وفي قراءة للتوزيع الموضوعي لمحتويات المعرض نجد العلوم الاجتماعية تتقدم الموضوعات كلها في عدد المنشورات المعروضة، متقدمة على الكتاب الإسلامي والأدبي، حيث بلغت عناوين علم الاجتماع بفروعه المختلفة حوالي 2334 عنوانا، في حين وصلت عناوين الكتاب الإسلامي حوالي 1670 عنوانا، وبلغ الأدب 1253 عنوانا بالعربية، أما باللغات الأجنبية فنجد أن الآداب تتقدم كل المنشورات فهي تبلغ 6944 عنوانا، بينما يبلغ عدد الكتب الإسلامية باللغة الأجنبية 2846 عنوانا، وتحتل الكتب الطبية باللغة الأجنبية حيزا يصل إلى 1325 عنوانا· جولة ميدانية ندخل المعرض ونتجول في أجنحته العربية فنكتشف أن لبنان ومصر وسوريا هي الأكثر مشاركة على المستوى العربي، فهي الأكثر حضورا من حيث الأجنحة وعدد دور النشر والعناوين، ففي الهيئة العامة المصرية الكثير من العناوين الجذابة عن تاريخ مصر وثقافتها وشعرائها وأدبائها، وكذلك الأمر في دور النشر اللبنانية بدءا بدار الريس والفارابي والعلم للملايين وسواها، ورغم الشكوى الدائمة من قلة الإقبال وضعف المبيعات إلا أن البعض يتحدث عن نفاد بعض الكتب كما هو الحال مع مندوب دار الفارابي الذي قال إن كتاب الناقد اللبناني محمد دكروب ''السنديانة الحمراء'' قد نفدت نسخه التي جلبها معه للمعرض، وإنه لم يكن يتوقع لها أن تنفد في هذا المعرض· وفي المقابل فهناك استمرار للشكوى من بعض الناشرين الذين يؤكدون أن المعرض ليس سوى مناسبة للقاءات والعلاقات العامة والتواصل مع المكتبات ودور النشر في الإمارات على قلتها، ومحاولة إيجاد عقود للنشر المشترك· هنا يتحدث ناشر سوري عن ضعف الإقبال والشراء، بل يشير إلى تمييز من قبل إدارة المعرض التي تميز بين الناشرين في موضوع شراء الكتب، حيث لا أحد يعرف كيف يتم توزيع المليون درهم التي تخصصها حكومة الشارقة للشراء من الناشرين، فهناك دار يخصص لها ألف درهم ودار أخرى يخصص لها عشرة آلاف، وهو ما يدعو للتساؤل حول المعايير التي يتم بناء عليها الاختيار· وفي المعرض نتابع أيضا ما يتم التركيز عليه من كتب، ففي الفضاء العربي نجد تركيزا على الكتاب الأدبي وخصوصا الرواية، في حين أن البارز في المعرض هو الكتاب الديني الإسلامي، وكذلك الكتاب الإلكتروني الذي تبرز في إنتاجه دور النشر الإسلامية التي تعتني بتقديم أقراص مدمجة من القرآن الكريم والأناشيد والخطب الدينية لأسماء باتت شهيرة على الفضائيات العربية، وربما كان الإقبال الأشد في المعرض هو على هذه الدور ومنشوراتها الورقية والإلكترونية· وهناك ظاهرة تتمثل في ازدياد حجم الترجمة من الأدب العالمي، وخصوصا أدب أميركا اللاتينية من رواية وشعر وقصص، فهناك دور نشر تكاد تتخصص في هذا الجانب كما هو الحال مع دار ورد السورية التي أسسها ويديرها مجد حيدر نجل الروائي السوري المعروف حيدر حيدر، فهي تقدم مجموعة كبيرة من العناوين المترجمة في مجال الرواية· كما شهد المعرض مجموعة من توقيعات الكتب كان آخرها توقيع الشاعر والروائي الإماراتي ثاني السويدي للطبعة الرابعة من روايته ''الديزل'' التي كانت قد صدرت طبعتها الأولى منتصف التسعينات·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©