تميز بحب الوطن

تتردد على مسامعنا منذ الصغر مقولة ''كن متميزاً عن الآخرين'' وكثيراً ما كان والدي يقولها ببساطة رجل لم ينل من العلم قدرا كبيرا ، لكن له من تجارب الحياة الكثير· واليوم ومع كل هذا التطور والتقدم ومرور قطار الحداثة والعولمة في حياتنا اليومية أدركت معنى أن أكون متميزاً عن الآخرين· إن التميز ليس مستحيلاً، فقط نحن بحاجة إلى أن نعرف كيف نصل ونسير على الطريق، مهما كانت المسافات بعيدة فعلينا بالاستمرار· وعلينا في البداية إدراك أساس مهم للغاية، وهو أن نتعلم أن النجاح لا يعتمد على المهارات العملية وحدها بل الجزء الأكبر منه يعتمد على المهارات الشخصية والأفكار والأخلاق والمرونة في العطاء والتواصل ومدى نجاح الشخص المتميز في إقامة اتصال ناجح وفعال ومؤثر مع الآخرين وقدرته على التخطيط لحياته واتخاذ القرارات وتنفيذها· والأهم العلاقة بالله أيها المتميز، إذ تترتب عليها أمانة العمل والقول ونقاء القلب والسريرة، فكما هو مهم لك أن تهتم بالجانب الصحي والمهني والعائلي والاجتماعي في حياتك فمن المهم للغاية أن تهتم بالجانب الروحاني في حياتك، ولا تهمله لأنه يقودك إلى الراحة في بقية الجوانب· وأعلم أيها المتميز والمتميزة أن النجاح بداخلك أنت، وعليك أن تراه داخلك أولاً قبل أن يتحول إلى واقع ملموس، فكم من شخص حقق التميز بكثرة الأوراق والملفات، ولكن دون أخوة وصحبة حقيقية، فأين هم الآخرون وبالأخص الأحباء من نجاحك وتميزك؟ ·والنجاح الثاني هو نجاحك الذاتي بغرس حب الوطن والانتماء له فهو الذي يمدك بالقوة كي تسير في الحياة بثقة، فعليك أن تعتزّ بأصلك وأهلك وبلدك، لأنها الخلفية التي أتيت منها وتبني عليها أساسات حياتك وثوابتك فيها· كم من متميز صار بلا هوية أو انتماء وذلك لأنه لم يضع في حسبانه تميزه أولاً بحبه لوطنه وانتمائه لترابه· هدى جمعة غريب الحوسني موجهة تربوية بمنطقة أبوظبي