الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد حمزة: نطارد الغيوم.. ونستدرج المطر

محمد حمزة: نطارد الغيوم.. ونستدرج المطر
5 مايو 2009 23:02
رصد الكوارث، ومطاردة الأمطار، وتوقع الزلازل والعواصف لها عاشقوها، يسهرون الليالي ويجوبون البلاد للوقوف على تفاصيل ما تتسبب فيه حالة الطقس عن طريق ترددات يلتقطونها بأجهزة خاصة، وهذه هواية لها هواتها من مختلف أنحاء دولة الإمارات، وذلك تحت لواء جمعية تضم ضمنها مجموعة من الشباب الهواة سواء مواطنين أو وافدين، وهي جمعية هواة اللاسلكي. فما قصة هذه الجمعية وكيف تكونت؟.. وهل بالفعل يمكنها كشف الزلازل أو كارثة طبيعية قبل أن تحدث لتفادي خسائر بشرية أو مادية..؟ التفاصيل في هذا الحوار مع محمد حمزة أمين سر الجمعية والذي يقول: «جمعية هواة اللاسلكي تنضوي تحت لواء الاتحاد العالمي لهواة اللاسلكي والاتحاد العالمي ينظم ويصدر لوائح قانونية تخص الجمعيات، وجمعية هواة اللاسلكي بالإمارات تنشط تحت لواء مظلة هيئة الاتصالات وتعمل هذه الأخيرة بتنسيق مع الجمعية في مجال إصدار التراخيص الخاصة بأجهزة اللاسلكي للهواة، وهذه الهيئة تعمل بتنسيق مع الجمعية في استخدام الترددات لهواة الدولة، وهناك ترددات على العالي وهي مجموعة من ترددات على درجة عالية من البث، وهناك الترددات المحلية على مستوى الدولة، ويأتي دور الجمعية في تنظيم هواة اللاسلكي داخل الدولة والقيام بدورات واختبارات للمتقدمين للاختبار، وتعمل الجمعية على تنشيط الهواية بين فئة الشباب وأيضا المقيمين في الدولة من الهواة المرخصين منها المشاركة ضمن الخطة الوطنية للكوارث». ويضيف محمد حمزة: «من المساهمات المميزة التي ساهمت فيها الجمعية بشكل فعال، المشاركة ضمن الخطة الوطنية للكوارث وكانت البداية انطلاقا من إعصار «جونو» الذي ضرب عمان ووصل لسواحل الإمارات، شاركنا في هذا الحادث الطارئ، وكانت هناك محطات في الجمعية وخارجها، حيث جهزنا فريق عمل، وكونا شبكة اتصال بين الهواة تعمل على توصيل الأخبار للأحوال الجوية لصالح العامة وذلك عن طريق خلق حلقة بين هواة اللاسلكي، اعتمدت طريق التخابر بين أعضاء الجمعية كل من النقطة التي يتواجد فيها، عن طريق جهاز مخصص لرصد ترددات الكوارت ورصدها». تنسيق لرصد الكوارث ويفسر محمد حمزة دور الجمعية داخل الدولة ويقول: «اليوم يتم التنسيق بين الجمعية وهيئة تنظيم الاتصالات لوضع برنامج خاص لحالة الطوارئ ضمن خطة مدروسة وترددات يتم اعتمادها على مستوى الدولة واعتمادها لدى الاتحاد الدولي لهواة اللاسلكي، وتكوين فريق عمل أو لجنة مختصة من الهواة ووضع منسق عام في الاتحاد الدولي حيث سيصبح ممثلا واحدا للاتحاد الدولي يحضر الاجتماعات الدولية الخاصة بالكوارث الطبيعية سواء داخل الإمارات أو خارجها. والجمعية ليس لها دخل مادي رغم أنها تتطلب معدات للقيام بكل أنشطتنا في رصد الكوارث لاستكمال الخطة الوطنية في حالة وقوع كوارث طبيعية». الأمطار الأخيرة ويتحدث محمد حمزة عن الدور الذي قامت به الجمعية خلال الأمطار الأخيرة المحملة بالرعد والبرق وقال: «خلال الأمطار الأخيرة التي عرفتها الإمارات رخصنا ترددين لهواة اللاسلكي، ونسقنا مع مطار دبي للمراقبة الجوية لأنهم يتوفرون على ترددات خاصة بالطيران يبث من خلالها الأحوال الجوية، والجمعية بصدد التنسيق معهم حتى يصير لنا داخل الجمعية تردد يومي، وهناك كذلك تردد يومي في الجبال البعيدة وفي المرتفعات، ويقوم بهذه الأعمال شباب هواة من مختلف أنحاء الدولة. هؤلاء يتم التواصل فيما بينهم ويتم توصيل أخبار حالة الطقس لبعضهم البعض من كل الأماكن النائية، كما يعملون على متابعة الغيوم ومطاردتها وتصويرها عن طريق الفيديو، وحدث أن خبّرنا أحد الهواة أن هناك أمطارا محملة بالبرد، وكان الخبر صحيحا فعلا، والتوقع في محله عن طريق التصوير اللاسلكي بالأجهزة ذات الترددات، وفي ما يخص الأمطار العاصفية التي عرفتها الإمارات مؤخرا التي كانت محملة بالرعد والبرق، رصدنا ذلك عن طريق جهاز خاص بذلك، وهذا الجهاز عندما يعطي مؤشر قوة البرق ما بين 2 أو 3 نعرف أن مسافة البرق بعيدة عن الأرض، وإذا سجلنا مؤشر درجته 9 إلى 15 (DB ) نعرف أن مسافة درجة البرق قريبة ومسافتها تتراوح بين 100 إلى 80 كلم، وإذا زاد المؤشر عن 15 DB يكون قريبا ومسافته ما يقرب 40 كلم. وقوة البرق التي ضربت برج دبي تراوح مؤشرها بين 15و 20 DB وكان قريبا جدا». عائق الصواعق ويشرح محمد حمزة ويقول: «إن العمارات الشاهقة والأبراج العالية يوضع في أعلاها عائق للصواعق، لأنه أقرب مكان يضرب فيه البرق، وذلك حتى تمتص قوته ويساعد على عدم إصابة البناية أو يضرب أحد الأشخاص بالشوارع، وهو عبارة عن عمود عازل يمتص قوة البرق وينزلها في الأرض، كما يمتص قوة الشحنة الكبيرة الناجمة عن الغيمة المحملة بشحنة ركامية كهربائية عالية، وطبعا هذه الشحنة بالنسبة للشخص الذي يتوفر على جهاز اللاسلكي يمكن أن تشل حركته ولذلك يجب أن يفصل الجهاز على الهوائي حتى لا يتأثر، بحيث لو كان قريبا من هذا الجهاز قد يتأثر إذا كان البرق على مسافة قريبة، وكذلك الشأن بالنسبة لمستخدمي الهواتف المتحركة لأنه تكون به ذبذبات ويمكن لشحنات البرق الكهربائية العالية أن تؤثر على الهاتف وعلى حامله ويصعقه البرق. وإذا كان البرق على مستوى قريب فإن الشخص القريب من الأشجار ننصحه بأن الأرض بها شحنات كهربائية، هذه الشحنات تكون قوية في أماكن الأشجار دائما، وصواعق الرعد والبرق تضرب دائما بجسم به شحنات كهربائية عالية مثل البنايات والهواتف المتحركة والأشجار والبشر، ويبحث البرق عن أقرب أجسام يفرغ بها شحناته وطاقاته الكهربائية العالية الموجودة في الغيمة الركامية، هذه الغيمة التي غالبا ما تكون محملة بشحنات كهربائية عالية، تأتي بالبرق والبرد والأمطار، ولما يضرب البرق على سطح الغيمة ينتج عنه حرارة عالية فيذوب الثلج ويسقط على شكل برد صغير أو على شكل أمطار لأن الغيمة الركامية بها كتل من الثلج تنزل وتتناثر وينتج عنها برد صغير أو كبير».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©