الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراقيون في البصرة··· وإرث الفساد وتعدد الولاءات

العراقيون في البصرة··· وإرث الفساد وتعدد الولاءات
18 ديسمبر 2007 03:18
أُقيم في البصرة يوم الأحد الماضي حفل رمزي إلى حد كبير، إيذانا بتسلم العراقيين لمسؤولية الأمن في المحافظة من القوات البريطانية، التي كانت قد انسحبت من المدينة في شهر سبتمبر الماضي· وهذه المناسبة تسلط الضوء على رغبة واستعداد وقدرة الحكومة المركزية والجيش العراقي، على بسط نفوذهما على أغنى المحافظات العراقية في النفط، وأهمها من الناحية الاستراتيجية وتخليصها من قبضة المليشيات المتنافسة· وهذه المليشيات تنقسم إلى مليشيات موالية لإيران، وإلى منظمات إجرامية، ومنظمات تطرف ديني رفعت في الأسابيع الأخيرة من وتيرة عمليات القتل التي تمارسها ضد النساء والأقليات والشخصيات العلمانية· في الأسبوع الأخير على سبيل المثال تعرض رجل مسيحي وشقيقته لإطلاق النار في أحد شوارع البصرة من قبل مسلحين يرتدون زي الشرطة· وتسليم البصرة للقوات العراقية سيكون هو التسليم السادس والأكثر أهمية حتى الآن من بين حالات التسليم التي تمت في المحافظات ذات الأغلبية الشيعية في وسط وجنوب العراق؛ وإذا ما أضيف إلى ذلك المحافظات الكردية الثلاث، فإن القوات العراقية أصبحت الآن هي الجهة المسؤولة عن الأمن في 18 محافظة· ''إن الإرث الذي تركته القوات البريطانية في البصرة هو العصابات الإجرامية، وقوات الشرطة المتعددة الولاءات والفاسدة، والحدود المفتوحة المستباحة من قبل الجميع''، هذا ما قاله مسؤول عسكري عراقي كبير في المحافظة؛ وخلال حفل التسليم الذي تم يوم الأحد أول مــن أمــس قــال الميجـــور جنــرال (لواء) ''جراهام بينس'' قائد القوات البريطانية في البصرة إنه كان واثقا من أن القوات العراقية ستكون على قدر المسؤولية، مضيفا: '' إن لحظة التسليم كانت بالنسبة له بمثابة لحظة عاطفية''، لأنه كان قائد اللواء البريطاني الذي دخل البصرة منذ أربع سنوات في مهمة مثيرة للجدل، لم تحظ سوى بدعم شعبي محدود في بريطانيا· ويذكر أن بريطانيا قد فقدت 174 عسكريا في البصرة منذ ،2003 وذلك بعد أن تغير الموقف تجاه تلك القوات؛ ففي البداية كان ينظر إليها على أنها قوات تتبع أٍسلوبا ناعما في التعامل مع سكان تلك المحافظة ذات الأغلبية الشيعية في الجنوب، ولكن بعد ذلك تم حصر الرؤية بها كقوة احتلال مما عرضها لهجمات منتظمة من قبل المليشيات القوية، وسوف يبقى قرابة 4500 جندي بريطاني في قاعدة جوية تقــع بالقرب من مطار المدينة المدني، ويتوقع أن هذه القوة سوف يتم إنقاص عددها إلى 2500 جندي بحلول الربيع القادم· لم يضع الفريق ''موحان حافظ'' وقتا في استعراض عضلاته حيث قاد عقب حفل التسليم مباشرة عرضا عسكريا أقيم في قصر الرئيس السابق صدام حسين الذي تم إخلاؤه من قبل القوات البريطانية في سبتمبر· ولكن الفريق ''موحان'' أمامه مهمة شاقة -يبدو أنها قد فصلت على مقاسه- وهي مهمة إنهاء صراع على السلطة والنفوذ المحتدم بين الأحزاب الشيعية في المدينة، حيث يتنافس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وجناحه العسكري لواء بدر الموالي لإيران، مع حزب الفضيلة الذي يتولى شؤون الحكم في المحافظة وحركة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وجناحه العسكري جيش المهدي والذي يعتبر أكبر قوة على أرض الواقع· وقد تم تقسيم قوات الشرطة ومعظم مؤسسات المدينة إلى إقطاعيات سيطر على كل واحدة منها فصيل، أو حزب، أو مليشيا من المليشيات المشار إليها· وقد أدى ذلك إلى توفير أرضية مناسبة للعصابات والمهربين والمتطرفين الذين يرتبطون بمصالح مالية مع هذه القوى· ومن المعروف أيضا أن المحافظة بها وجود إيراني قوي، كما تعاني من الصراع البين شيعي للسيطرة على وسط وجنوب العراق· ويذكر أن 25 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم يوم الأربعاء الماضي في حوادث تفجير وقعت في محافظة ميسان المجاورة والتي سلمت فيها القوات البريطانية مسؤولية الأمن فيها إلى العراقيين في شهر إبريل الماضي· ويأتي هذا الهجوم عقب صدامات دموية وقعت في كربلاء والديوانية في الصيف وعمليتي اغتيال لاثنين من المحافظين الجنوبيين· في الوقت الراهن هناك عملية إعادة ترتيب الولاءات داخل المنظمات الشيعية، وهي عملية قد تكون دموية أحيانا كما يقول ''فخري كريم'' -الناشر الصحفي في بغداد ومستشار الرئيس العراقي جلال طالباني-· وهو ما يؤكده سكان البصرة وبعض المسؤولين الكبار فيها الذين يقولون: إن الوضع الآن أكثر خطورة عما كان عليه في شهر أغسطس الماضي قبل أن ينسحب البريطانيون من المدينة· ويضيف: إنه من بين الـ17 ألف شرطي في البصرة هناك 14 ألفا لهم ارتباطات بالمليشيات، كما أن البعض الآخر لديه ارتباطات بالأجهزة السرية الإيرانية، وأن تدريب القوات البريطانية لقرابة 10 آلاف شرطي في الجنوب لم يحقق تقدما يذكر في تغيير ولاءاتهم· ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
المصدر: البصرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©