الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دور بلا دور

دور بلا دور
18 ديسمبر 2007 02:58
بين فترة وأخرى نقرأ عن تأسيس دار طباعة ونشر، بعضها عادي وبعضها إلكتروني، وهناك إحصائيات تشير إلى وجود 600 دار نشر في الوطن العربي، لكن غالبيتها توجه نشاطها إلى الكتاب الجامعي التعليمي بسبب سهولة توزيعه ونشره، أو إلى قطاع الترجمة· ورغم ذلك، تقول منظمة اليونيسكو إن الوطن العربي يطبع كتابا لكل 350 ألف مواطن، بينما تطبع أوروبا كتابا لكل 15 ألف مواطن، ولهذا السبب، فإننا لا ندري سبب فرحة الاتحاد العام للناشرين العرب الذي أعلن ضمن تقريره السنوي أن الدول العربية تستهلك من الورق ما يقارب 350 ألف طن، ووصل إلى نتيجة أن حركة التأليف والنشر للكتب تتنامى، ويتغاضى اتحاد الناشرين عن حقيقة أن استهلاك الورق لا يعني تنامي حركة التأليف، واستهلاك الورق قد يكون لطباعة المجلات والصحف والتقارير السنوية والنشرات الداخلية وطباعة الدفاتر والكتب المدرسية وبطاقات الأعياد والبطاقات الشخصية، بل قد يكون الورق الذي تستخدمه الكافتيريات والمخابز للف السندويتشات محسوبا، إضافة إلى تلك الأنواع من الورق التي تستخدم لتجفيف الأيادي في (···) إن مؤسسات التحقق من الانتشار في وطننا العربي الكبير لا تعمل، ولهذا فإن دور النشر العربية مستعدة للكشف عن عدد العناوين التي تطبعها، لكنها تتكتم على عدد النسخ التي توزعها، أنا لم أسمع بأن ناشرا اتصل بأحد المؤلفين ليعلمه بحركة بيع كتابه أو الإعلان عنه، لأن 95% من دور النشر في الوطن العربي علاقتهم بمفاهيم النشر علاقة ناقصة· الكاتب العربي في حاجة ماسة إلى دار عملاقة للنشر والتوزيع، تكون مهمتها طباعة الكتاب والتعريف به وتوزيعه على نطاق واسع، وتتعامل معه كما يتعامل أي تاجر أو مصنع يسعى إلى الترويج عن سلعته وصناعته، وتعرضه في كل مكان يتواجد فيه الناس· لن تنجح حركة نشر أو طباعة أو مشروع ترجمة أو مؤسسة ثقافية أو مشروع ثقافي تتعامل مع الكتاب، دون أن تولي عناية خاصة للتوزيع، شأنها شأن النشاط الثقافي الذي لا ينجح دون ترويج، وعلى السادة الناشرين أن يقوموا بواجبهم المهني، وأن يندمجوا ليشكلوا دور نشر كبيرة، وأن يتوقفوا عن تكرار مقولة بأن الشعوب العربية لا تقرأ، مستندين إلى نسبة الأمية في الوطن العربي، والتي تتضارب حولها النسب والأرقام· نحن نعلم بأن مشروع دار للنشر والتوزيع يتطلب إمكانيات مادية هائلة، وناشر من أصحاب ( دكاكين النشر) لا يمكنه تنفيذ هذا المشروع، ولهذا، فإن المؤسسات الثقافية الكبيرة في الوطن العربي مدعوة لإنشاء هذا المشروع، الذي يحتل أولوية على مشاريع كثيرة لا علاقة لها بالتنمية البشرية· وقبل أن تطلق مشاريع التأليف عليها أن تطلق مشاريع توزيع، إذا كانت ترغب في خلق ثقافة حقيقية في الوطن العربي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©