الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«موت الرضع المفاجئ».. لغز طبي

«موت الرضع المفاجئ».. لغز طبي
21 ابريل 2016 04:25
خورشيد حرفوش (القاهرة) «متلازمة الموت المفاجئ للرضع» أو «متلازمة موت المهد» أحد أكبر ألغاز طب الأطفال. ورغم وجود استدلالات طبية متفرقة يعتمد عليها الباحثون في تعميماتهم، إلا أنها لا تخرج عن كونها مجرد افتراضات غير جديرة بالثقة، ولا قيمة لها كدليل. حول المتلازمة، يقول الدكتور حسن سالم، استشاري الأطفال حديثي الولادة، إن «موت المهد» أمر نادر الحدوث، لكنه لا يزال السبب الأكثر شيوعاً للوفاة بين الأطفال حديثي الولادة، ويبلغ ذروته خلال الشهرين الثانيين من العمر، وتنخفض المخاطر كلما كبر الطفل، مشيراً إلى أن 90% من حالات موت المهد تقع بين الأطفال دون الشهر السادس، وقلّما يحدث موت المهد بعد عمر السنة. ومن النادر جداً أن يتكرر في العائلة نفسها. ويضيف أنه يلاحظ أنه يحدث غالباً، أثناء النوم الليلي في المهد أو حتى أثناء القيلولة في أي وقت من النهار، كما أنه شائع أكثر خلال مواسم البرد رغم أن الأسباب غير مفهومة. كما يلاحظ أن معدل حدوثه أعلى لدى الأطفال الذين يكون عمر أمهاتهم أقل من عشرين عاما عند الإنجاب. ويوضح أن تسميته مرتبطة بتشخيص يصف الموت غير المتوقع للطفل الذي يتمتع بصحة جيدة من دون أي إنذار أو سبب واضح يحدد سبب الموت بدقة. وحول الحالات التي ترتفع فيها نسبة الوفاة بهذه المتلازمة، يقول سالم إنها ترتفع بين الأطفال المبتسرين (غير مكتملي النمو)، والتوائم. وكذلك يصيب الذكور بنسبة أكبر من الإناث (الذكور 60% والإناث 40%). وعن التفسيرات التي وضعت لفهم المتلازمة، يذكر أنها مرتبطة بمجموعة من العوامل التي تؤثر على الطفل في هذه المرحلة الحساسة من تطوره تتعلق بوجود مشكلة في جزء من الدماغ مسؤول عن التحكّم بعمليتي التنفس والاستيقاظ. كما أنه لوحظ ارتفاع طفيف في نسبة الوفيات بين الأطفال، الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية مقارنة بمن يعتمدون على الرضاعة الطبيعية، لكن ربما ذلك يرجع لعوامل غير مقننة طبياً لعلاقة الأمر بالناحية المناعية، أو الوراثية التي لم تحسم بعد، مضيفاً أن باقي العوامل البيئية وتأثيراتها لا يمكن الجزم بها بصفة حاسمة من دون تحديد العوامل الوراثية والجينية للوالدين، والفسيولوجية والعصبية للطفل الرضيع على وجه الدقة. ويوضح أن كل التوصيات تصب في خانة الاجتهادات، وتطوير وزيادة وعي الأسرة والمجتمع والمؤسسات الطبية والعلاجية بأهمية تهيئة بيئة صحية وآمنة للطفل الرضيع، والعمل على خلوها من أية مؤثرات ضارة مبكرة على الرضيع ما يحقق درجة عالية من الأمان والصحة والسلامة. حول الاحتياطات الواجبة للحد من خطر المتلازمة، تقول الدكتورة زينب الجباس، أخصائية طب الأطفال إنه مع غياب التفسير العلمي والطبي لمتلازمة موت الرضيع المفاجئ، تنهض الجهود الطبية في اتجاه الحد من التأثيرات البيئية السلبية التي قد يكون لها دور في حدوث الموت المفاجئ للرضيع سواء كان على مستوى المؤسسات الصحية والمستشفيات، أو على مستوى الأسرة والمجتمع. وتوضح أن أهمية توعية الأمهات تتركز في الجدد منهن، واللاتي تنقصهن الخبرة في مجال رعاية المولود. وتتابع أن هذه الجهود تتمثل في نشر ثقافة المتابعة الصحية للأم والرضيع بعد الولادة، وأهمية الاعتماد على الرضاعة الطبيعية إلا في حالات مرض الأم، والتقيد بتطبيق تعليمات النظافة والتعقيم ونوعية الحليب المستخدم في حالة الاعتماد على الرضاعة الصناعية. وتوعية الأسر والمجتمع بكيفية الحد والوقاية من التلوث البيئي بكل مسبباته وأشكاله، وخاصة التدخين في مكان نوم الرضيع، أو رش غرف المنزل بمبيد حشري، أو استخدام المنظفات الكيميائية أو الاستخدامات المنزلية للعطور أو غير ذلك من أدخنة المطابخ أو أي ملوث بيئي محتمل، والتدقيق في جرعات وطرق التحصين واللقاحات الدورية ضد أمراض الطفولة. فضلاً عن بيئة نوم الرضيع والأغطية والملابس المستخدمة، ودرجة حرارة الغرفة التي يجب أن تكون بين 16 و20 درجة مئوية، وعدم ترك الطفل يتعرض للحرّ الشديد. وتشدد على أهمية أن ينام الطفل في غرفة جيدة التهوية صيفاً، والتدفئة شتاء، وتنصح بتعريضه لأشعة الشمس المباشرة من فترة لأخرى حسب درجة حرارة الجو، وعدم تغطية رأس الطفل أثناء النوم لتجنب الإفراط في التدفئة وتجنب الاختناق أثناء النوم. والتأكيد على اتباع الطريقة الصحيحة لنوم المولود على ظهره، وتجنب وضعه على بطنه، ومراقبة نومه باستمرار للتأكد من وضعيته خلال ساعات الليل. وملاحظة أي تغير مفاجئ في درجة حرارة جسمه باستمرار، والاستعانة الفورية بالطبيب المختص عند وجود أي تغير في العلامات الحيوية للطفل الرضيع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©