الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحصار يطبق على حياة أهالي غزة مع قدوم العيد

17 ديسمبر 2007 02:20
عاد سعد راشد المواطن الفلسطيني من غزة أدراجه، جاراً الحسرة والألم لعدم تحقيق عادته الدينية في شراء خروف العيد لهذا العام، بعد أن صدم بارتفاع أسعارها بعدة أضعاف عن السنوات السابقة، فضلاً عن نقص كبير في الكميات المتاحة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة· وقال راشد - بينما كان يتفقد خمسة إلى ستة خراف هي فقط الموجودة عند أحد التجار في شمال غزة: ''لقد أطبق الحصار على حياتنا حتى حرمنا من عادتنا الدينية والإنسانية بذبح الأضحية وتوزيعها·· إنها مأساتنا التي نعيشها في المناسبات كافة''· وكأمثاله من مواطني قطاع غزة، استسلم راشد لواقع عجزه عن شراء الأضحية على أمل تغيير الأوضاع العيد المقبل مردداً وهو يهم بالمغادرة: ''بلاش أضحية هذا العام، علينا أن نحمد الله أننا نجد ما يبقينا على قيد الحياة''· وشهدت أسعار الأضاحي ارتفاعات قياسية جراء النقص الحاد في كمياتها بسبب إغلاق إسرائيل للمعابر على خلفية إعلانها في سبتمبر الماضي القطاع ''كياناً معادياً''· ولا تزال السلطة الفلسطينية تقوم بمساع حثيثة مع إسرائيل لتأمين دخول كميات المواشي واللحوم المناسبة لسكان غزة، لاستخدامها في أضاحي العيد· ويحاول علماء الدين المسلمين التخفيف من حدة ألم الناس، حيث قال عضو ''رابطة علماء فلسطين'' عاطف أبوهربيد: ''إن ثواب الأضحية يلحق بالإنسان بمجرد النية، وتعاني غزة على الدوام من مصاعب اقتصادية بسبب تحكم إسرائيل في المنافذ المؤدية إليها كافة، لكن منذ أن استولت حركة حماس على السلطة في القطاع في منتصف يونيو الماضي، بدأ الأهالي يشعرون بوطأة الأزمة أكثر، بسبب شلل المؤسسات وحركة التجارة وارتفاع معدلات البطالة''· وبالرغم من اكتظاظ الشوارع والميادين بالمتجولين، إلا أن أسواق غزة تشهد كساداً وافتقاراً للبضائع بشكل منقطع النظير خيب آمال التجار الذين تزداد مبيعاتهم في هذه الفترة من كل عام· وقال تجار فلسطينيون: إن عمل الكثير من القطاعات تعطل جراء الحصار، باستثناء المواد الغذائية الأساسية التي تضمن سير عجلة الحياة بحدودها الدنيا· وتشير الأرقام الرسمية الفلسطينية إلى أن أكثر من نصف سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر و45% على الأقل من اليد العاملة عاطلة عن العمل· وأمام تصاعد الفقر وتشديد الحصار، تشتكي جمعيات القطاع الخيرية التي تئن تحت ضغط طلبات سكان القطاع الإغاثية قلة حيلتها في تقديم المساعدة لكونها تعاني من الحصار نفسه· وكحال أسواق المواشي والأضاحي غلبت حالة شديدة من الكساد أسواق قطاع غزة كافة الذي يبلغ عدد سكانه 5ر1 مليون نسمة· وكان صوت البائع أبوخليل يدوي في أرجاء سوق الزاوية الشعبي شرقي غزة في محاولة لترويج بضاعته التي رتبها بتنسيق شديد على بسطته لبيع حلويات العيد، دون أن يشفع له ذلك في جذب الزبائن القلائل الذين ارتادوا السوق· ووقف أبوخليل أمام بسطته ينسق المكسرات وقطع الحلويات والشيكولاته ويحمل في يده مكبراً للصوت ينادي به على الزبائن، عله يفتتح نهاره ويبيع شيئاً قبل ساعة واحدة من غروب الشمس عن السوق· وأمام استمرار إحجام الزبائن، قال أبوخليل وعلامات الحسرة بادية على وجهه: ''مافيش فائدة·· هذا العيد من غير حلويات ولا مكسرات، بنادي من طلعة الشمس، لكن عالفاضي''· ويقول محسن ويعمل في محل تجاري لبيع ملابس الشباب: إن هذا العيد لا يحمل فقط كساداً حاداً، بل يضاف إليه نقص كبير في الكميات المعروضة أصلاً· وتساءل أبومحمد جبر وهو صاحب محل تجاري للملابس في شارع عمر المختار أرقى أسواق غزة، عن ماهية مناسبة العيد في ظل هذا الحصار والتدهور الذي وصفه بأنه غير مسبوق، مقترحاً إلغاء هذه المناسبة، هذا أفضل لنا وللناس الذين يجدون قوت أطفالهم بصعوبة''·
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©