الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناتو في أفغانستان··· ثلاث مراجعات على وجه السرعة

الناتو في أفغانستان··· ثلاث مراجعات على وجه السرعة
17 ديسمبر 2007 01:29
أفاد مسؤولون أميركيون ومن دول التحالف، أن إدارة ''بوش'' وحلف الناتو في أفغانستان قد شرعا في إجراء ثلاث مراجعات لمهمتهما في أفغانستان، شملت كلاً من الجانب الأمني وجهود مكافحة الإرهاب، إضافة إلى بسط الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية· وأفادت المصادر نفسها أن هذه المراجعات التي شملت الهرم القيادي لهذه المهمة، من قمته إلى قاعدته، قد فرضها القلق العميق من احتمالات فشل المهمة هناك· ومن جانب آخر تأتي المراجعات نفسها اعترافاً بالحاجة الماسة للمزيد من تنسيق الجهود بين الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو، في قتالهما المشترك ضد قوات طالبان وتنظيم القاعدة، ومن أجل وقف إنتاج وتجارة الأفيون، التي تشكل مصدر الدخل الرئيسي لتمويل عمليات التمرد، كما تهدف إلى دعم حكومة ''كابول'' وبسط شرعيتها وسيطرتها على البلاد· وذكر مسؤولون كبار في إدارة بوش، أن هذه الجهود لا تخلو من خوف عظيم من جانب الإدارة في ألا تفلح باجتثاث كل من تنظيم القاعدة وحركة طالبان إثر هجمات 11 سبتمبر، مع العلم بأن هذا الهدف يمثل أحد أهم أركان التركة السياسية لإدارة بوش· لكن وخلافاً لما اتسمت به مراجعة العملية الأميركية الجارية في العراق قبل عام مضى، وما أسفرت عنه من زيادة كبيرة في عدد القوات الأميركية هناك، فإن مراجعة المهمة الأفغانية هذه لم تعلن بعد، ولا يتوقع لها أن تتمخض عن أي زيادة في عدد القوات الأميركية المنتشرة هناك؛ والسبب أنه لم يبق ما يكفي من الجنود الأميركيين لنشرهم أصلاً في أفغانستان· وأصبح لزاماً على إدارة بوش الآن إيجاد منسق دولي، ليتولى مهمة تنسيق مجمل الجهود الجارية، إلى جانب مواصلة الضغط على حلف الناتو لتوفير المزيد من الجنود لتصعيد الحرب ضد التمرد الذي جعل هذا العام الأكثر عنفاً منذ طرد طالبان وحلفائها في تنظيم القاعدة من أفغانستان في ديسمبر من عام ·2001 على الصعيد العسكري، يجري الآن تقييم لهذه العملية من قبل الجيش الأميركي، بعد أن أمر الأدميرال ''ويليام جي· فالون'' -قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط-، بإجراء مراجعة شاملة للعملية الأفغانية، بما فيها الملاحقة السرية لقادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ووصف ضابط عسكري أميركي كبير هذه المراجعة بأنها تمثل ''تقويماً لاستراتيجيتنا الحالية ولأدائها''· ولذلك فهي تستهدف معرفة ما إذا كنا قد بذلنا ما يكفي من الجهد، أم علينا بذل المزيد منه، فيما يتصل بتوسيع نفوذ السلطة الشرعية في ''كابول''، وتحقيق التنمية الاقتصادية، إلى جانب معالجتنا لتعقيدات الوضع الأمني التي ظللنا نتصدى لها منذ الإطاحة بحكومة طالبان وإلى اليوم· إلى ذلك ذكر مسؤولون من وزارة الخارجية الأميركية أن ''آر· نيكولاس بيرنز'' -وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية- ينشغل هو الآخر بإجراء مراجعة داخلية للجهود الدبلوماسية والمساعدات الاقتصادية التي قدمتها أميركا لحكومة ''كابول''، أي مراجعة مجمل أشكال ''القوة الناعمة'' التي أسهمت بها بلاده، وهي قوة لها أهميتها ودورها إلى جانب الجهود العسكرية المبذولة هناك· في حين كانت المراجعة الثالثة لاستراتيجية حلف الناتو الذي تولى المهمة الأمنية هناك منذ العام الماضي، وأصبح موضعاً لانتقادات المسؤولين والمشرعين الأميركيين، بسبب ما يأخذونه على الناتو من عدم بذل ما يكفي من الجهد للسيطرة على الوضع الأمني· وقد حصل وزير الدفاع الأميركي ''روبرت جيتس'' -خلال اجتماع عقد لقوات التحالف الدولي يوم الجمعة الماضي في اسكتلندا-، على التزام من حلف الناتو بتوفير ما يسميه كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية بـ''خطة أفغانستان المتكاملة''· وعن هذا الالتزام صرح ''جيف موريل'' -السكرتير الصحفي للبنتاجون الذي كان مرافقاً لروبرت جيتس في اسكتلندا- بأن الهدف من الخطة، أن ننظر إلى ما بعد العام المقبل ،2008 وأن تدرك كافة الأطراف أن هذه مهمة بعيدة المدى· وأوضح أن الخطة ستبدأ بالاعتراف بما أنجزناه في أفغانستان في جوانب إرساء الحكم وإعادة الاعمار، إلا أنها ستبين الأهداف التي نطمح إلى تحقيقها خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مع وضع الخطط اللازمة لتحقيق تلك الأهداف· هذا ويتوقع لتقويم الناتو أن يكتمل ويقدم أمام اجتماع لرؤساء التحالف الدولي يعقد في العاصمة الرومانية ''بوخارست'' في موسم الربيع المقبل، بينما يتوقع اكتمال بقية تقارير التقويم الأخرى في وقت مبكر من العام المقبل· وعلى رغم التفاؤل الذي عبرت عنه تصريحات مسؤولي واشنطن العلنية فيما يتصل بإمكانية الفوز بالحرب الأفغانية، إلا أن ''روبرت جيتس'' ذكر للكونجرس في جلسة له الأسبوع الماضي، إنه من الضرورة أن يحاط هذا التفاؤل بالحذر· يذكر أن قوة المساعدات الأمنية التي يقودها الناتو، تتألف من حوالي 40 ألف جندي، من بينهم 14 ألف جندي أميركي، إضافة إلى قوة أميركية مستقلة منتشرة في أفغانستان قوامها 12 ألف جندي، تضطلع بمهام متخصصة في مكافحة الإرهاب· ورغم امتناع ''جيتس عن تسمية الحلفاء الذين لم يفوا بتعهداتهم بتوفير المزيد من الجنود والمدربين الأمنيين والطائرات العمودية للعمليات الجارية في أفغانستان، إلا أنه أشار إلى إيفاء كل من بريطانيا وكندا وأستراليا بما تعهدت به من التزامات· محررا الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©