الانتخابات الآسيوية «حديث المدينة» في كوالالمبور

بدأ العد التنازلي لصراع «القطبين» بين محمد بن همام والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة قبل الصدام الكبير في الخامسة والنصف فجر الجمعة بتوقيت الإمارات حيث تشهد العاصمة الماليزية اجتماع الجمعية العمومية الثالث والعشرين والذي تتخلله انتخابات مقعد القارة الآسيوية في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا». يذكر أن ابن همام يعمل كعضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي منذ عام 1996، في حين يسعى سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني إلى الحصول على مقعد غرب القارة الصفراء للمرة الأولى. وتحول فندق ماريوت مقر إقامة وفود الاتحادات الأهلية إلى خلية نحل. فلا مجال لأحاديث أخرى بخلاف الانتخابات. وتحول الفندق إلى قرية صغيرة تضم كل الناطقين بمختلف لغات القارة الصفراء. ولا تهدأ الحركة طوال ساعات الليل والنهار. ولأنها حمى الانتخابات فقد سكت الكلام عن انفلونزا الخنازير أو الطقس الساخن جداً والجفاف في ماليزيا. وتبدو الثقة وإن كانت مشوبة بالحذر داخل معسكر ابن همام وأنصاره خاصة بعد أن تردد بقوة أن الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي أصبح يقبض على عدد الأصوات التي تمنحه الأفضلية والنجاح وبالتالي الاحتفاظ بمقعده في تنفيذية الفيفا. يضاف إلى ذلك أن ابن همام يحظى بدعم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «دولة الفيفا» الذي يصل إلى كوالالمبور بعد غد. ويدير محمد بن همام خيوط اللعبة بكل مهارة وحنكة. وثقة ابن همام في الفوز جعلته يلتزم الصمت. ويكتفي بالأحاديث الجانبية والهادئة مع أنصاره الذين يؤكدون أن المعركة أصبحت محسومة لابن همام.. وأن الفوز أصبح مسألة وقت. وفي الوقت نفسه يشير الكثيرون إلى أن الجولة الأخيرة لمحمد بن همام في سريلانكا وأندونيسيا جعلته يضع يديه على أغلب أصوات منطقتي جنوب ووسط آسيا. مع تأييد كبير من الغرب خاصة وبدعم عدد من الدول العربية والخليجية. وقام ابن همام بدعوة رؤساء الاتحادات القارية ومنهم ميشيل بلاتيني وعيسى حياتو لحضور الجمعية العمومية. وهي دلالة يعتبرها الكثيرون أن ابن همام يقبض على المقعد التنفيذي. وفي المقابل ليس معنى هذا أن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رفع راية الاستسلام. بل تبدو فرصته مواتية. خاصة أنه يحظى بدعم كبير من العديد من الدول خاصة الكبار مثل السعودية واليابان وكوريا الجنوبية والكويت. وتملك هذه الدول قدرة كبيرة على حذب الأصوات. وقلب الأمور رأساً على عقب حتى اللحظات الأخيرة. ويقوم سلمان بن إبراهيم بتجهيز «خلطة المفاجأة» من «الطابق العالي» وتحديداً في الدور التاسع بفندق ماريوت حيث حول الكوري تشونج مقر إقامته إلى غرفة عمليات لإدارة الموقف. ويقوم تشونج بتحركات أشبه بمكوكية من أجل نيل التأييد لسلمان الذي عاد من جولته الأخيرة في أستراليا وهو يتحلى بثقة عالية في النفس. السركال لـ»الاتحاد»: معطيات عديدة تمنح الأفضلية لابن همام خبر انسحاب الشارقة مؤسف ولايخدم مصلحة كرة الإمارات كوالالمبور (الاتحاد) - تحدث يوسف السركال نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن العديد من القضايا التي تشغل الساحة المحلية والقارية في الفترة الحالية.. خاصة فيما يتعلق بالمنافسة الشرسة بين القطري محمد بن همام العبدالله رئيس الاتحاد الآسيوي، والبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، لنيل مقعد القارة الآسيوية في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي يوم الجمعة المقبل.. وكذلك انسحاب الشارقة من بطولة دوري الأبطال. قال السركال أرى أن الطرفين المتنافسين يعملان بقوة والانتخابات مثل مباريات الكرة وبالتالي من الصعب التكهن بالنتيجة قبل ضربة البداية.. وهناك خمسة أيام قبل إجراء الانتخابات.. ولكن مازلت عند رأيي بأن المعطيات تعطي الأفضلية لمحمد بن همام.. فهو رئيس الاتحاد الآسيوي.. ويدرك جيداً متطلبات المنصب.. ويتواجد في الفيفا وعلاقاته معروفة ومتشعبة.. وفي المقابل الشيخ سلمان لا تنقصه العلاقات.. ومعه كتل ليست بسيطة.. والمواجهة لن تكون بالفارق الكبير. قلت للسركال إن الفترة التي سبقت الانتخابات شهدت تبادل «حرب الكلمات» بين جميع الأطراف مما ينذر بتقسيم القارة الصفراء إلى تكتلات.. ورد بأن الاتحاد الآسيوي مر في تاريخه بمواقف متشابهة في الانتخابات.. ولكن الأيام كفيلة بعلاج كل شيء.. وصحيح أن الضرب كان تحت الحزام هذه المرة مثل حالات سابقة والانتخابات تأخذ هذا المنحنى.. ولكن أقول إنه مهما كانت العاصفة.. فالأيام كفيلة بعلاجها. وكان لابد من سؤال السركال عن قرار الشارقة بعدم مواصلة المشوار الآسيوي رغم أن الفريق تبقى أمامه جولتان فقط لإنهاء المشاركة بعد الخروج المبكر للهزيمة في أربع مباريات متتاليات.. وقال في الحقيقة إن الخبر مؤسف.. ولا يخدم كرة الإمارات.. إذا لم يضرها.. وأتمنى ألا تكون نتائج هذا القرار سلبية على كرة الإمارات. وأضاف: من المؤكد أن أهل الشارقة أدرى بشعابها.. ولكن الشارقة فريق ضمن منظومة أندية الإمارات.. ومثل هذا القرار سوف يؤثر على باقي الأندية.. وأنا لا أريد أن أستعجل الأمور.. لأننا لا نعرف الأسباب التي أتمنى أن تكون مقنعة للاتحاد الآسيوي.. ولو أن بطولة دوري أبطال آسيا في نسختها الأولى للمحترفين.. ولكن رد فعل الاتحاد الآسيوي لا أتوقعه أن يكون بسيطاً. وفي شأن توقعاته لهوية بطل النسخة الأولى لدوري المحترفين الإماراتي أشار السركال إلى أن الأهلي والجزيرة مؤهلان للقب بعد أن قدما أفضل المستويات في المسابقة خلال الموسم الحالي وبالطبع الفائز في علم الغيب.. ولكن الناديين يستحقان التتويج باللقب. وحول مشكلة الغياب الجماهيري عن الملاعب رغم أن المسابقة دخلت في رحلة الأمتار الأخيرة قال السركال إن هذه القضية لا يمكن عرضها من خلال الآراء الشخصية وبالتالي لابد من وضع الحلول والمقترحات من خلال دراسة بشكل يضمن حضور الجماهير إلى الملاعب. وحول ما صرح به محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة بعدم استمراره في منصبه بعد نهاية فترة عمل الاتحاد الحالي قال إن الرميثي شخصية قيادية يجب أن نتمسك بها.. وأنا أعرف مدى الضغوط التي تمارس على رئيس الاتحاد.. ومن هذا المنطلق أتمنى أن يكون ما صرح به الرميثي نتاج ردة فعل في مرحلة معينة وليس عن قناعة وأنا شخصيا أطالب الرميثي بالاستمرار.