سعيد ياسين (القاهرة)
صالح الحريبي.. من أشهر الأصوات الغنائية التي برزت في تاريخ الفن الكويتي، ويصنف على أنه من المجددين والمطورين في الأغنية العاطفية، حيث أسهم في تطوير هذا اللون الغنائي مع مجموعة من زملائه، منهم شادي الخليج وعوض الدوخي وغريد الشاطئ.
ويعد أحد القلائل الذين أجادوا الغناء التراثي العربي على اختلافه، وحافظ على الأعمال النادرة للتراث الكويتي، وقدم المقامات العربية والشرقية لكبار الفنانين العرب، منهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكارم محمود، كما غنى الطرب العراقي واللبناني والسوري، وامتلك- بحسب المتخصصين- خامة صوت جميلة وقدرة على التلوين، مصحوباً بأداء تعبيري عال.
بداية المشوار
ولد الحريبي عام 1945، وعشق الغناء منذ صغره، وبرزت موهبته منذ كان طالباً في مدرسة الخليل بن أحمد الابتدائية في منطقة كيفان، وكان عضواً فاعلاً في النشاط الموسيقي المدرسي، وساعده حماسه للغناء وصوته الجميل وذكاؤه في اقتحام المجال الفني بقوة، حيث بدأ مشواره وهو في السابعة عشرة، وحصل على تذكرة المرور إلى عالم الغناء من بوابة أغنيات عبد الوهاب، ومنها: «يا وابور قولي رايح على فين»، و«عندما يأتي المساء».
وسجل عام 1963 أول أغنية له في استديو الموسيقى في الإذاعة الكويتية مع الفرقة الموسيقية، وهي «ليش بس يعني» من كلمات وألحان يوسف المهنا، وواصل حضوره بعدها في الإذاعة الكويتية التي كانت تضع ضوابط على إذاعة أو تسجيل أي أغنية، ثم وافقت اللجنة المكلفة بانتقاء الأصوات على دخوله التلفزيون، وصعد سلم النجاح بثبات حتى تربع على القمة، ومثلت أغنيته «برق تلألأ» من كلمات حسن الهزاني، وهي من الأغنيات الشعبية، نقطة تحول كبيرة في تجربته الفنية، وظهر في مسلسل «درب الزلق» الذي يعد من أشهر وأبرز المسلسلات الخليجية والعربية، وعرض في أغلب محطات التلفزيون عام 1977، وقدم فيه أغنية «على بلد المحبوب وديني» التي ضاعفت من شهرته وانتشاره، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى الخليجي والعربي.
«سين جيم»
وكان لحضوره الغنائي في المسلسل، من خلال الأغنية، مفعول السحر، وأخذت بيده وتعرف إليه كثيرون من خلال هذا الظهور الدرامي الوحيد، الذي أغناه عن أي ظهور آخر، وشارك بعد ذلك بالغناء في برنامج المسابقات «سين جيم»، وغنى فيه العديد من ألوان الغناء العربي، ومن أغانيه: «أعز كتاب وصلني»، و«سقى غيث الحيا مزن تهاما»، و«اسمك حبيبي»، و«تاج حسنك»، و«اسأل مرة»، و«المجرشة»، و«يا صاحبي»، و«هب الهوى وناداني»، و«صيد العصاري»، و«يا ريم»، و«تحريتك سنين طويلة»، و«العين هلت دمعها»، و«علموك شلون تنساني»، و«ياذا الحمام»، و«شموع الحب»، و«هو حبي»، و«وعدتك»، و«قولوا لحبيبي»، و«يا قلبي من أنت».
وتوفي عن 71 عاماً، بعد صراع مع المرض، يوم الجمعة 18 مارس 2016.
غناء القصيدة
الحريبي من أشهر الذين اتجهوا إلى غناء القصيدة، حيث قدم كثيراً منها في السبعينيات والثمانينيات، كما اهتم بالتواشيح والأناشيد الدينية، ويرجع ذلك إلى عمق ثقافته وإحساسه المفرط بالمقامات الموسيقية، حيث أثرى الساحة طوال أكثر من نصف قرن بأجمل الأغنيات في الحفلات العامة أو الجلسات الخاصة.
عدد اليوم
