الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النظام الرقمي عصب مؤسسات الألفية الثالثة

النظام الرقمي عصب مؤسسات الألفية الثالثة
16 ديسمبر 2007 23:45
إذا كانت الثمانينات تتميز بالنوعية، والتسعينات تتميز بإعادة التنظيم، فإن سنوات العقد الأول من القرن 21 تتميز بالسرعة بما في ذلك سرعة التحرك في العمل وإدارته، وتوظيف مساهمة سرعة تدفق المعلومات في تحقيق أهداف المؤسسة بالشكل المطلوب· وسيكون بمقدور أي مؤسسة أن تعمل في عصر الأرقام (Digital Age) فقط عندما تقوم تلك المؤسسة بتأسيس نظام جديد تماماً، يماثل الجهاز العصبي في الإنسان في ربطه بين العقل بالمؤسسة ومختلف الأطراف، ذلك النظام الذي يجعل تلك المؤسسات قادرة على العمل بسهولة وفاعلية في آن واحد، ويجعلها قادرة على الاستجابة في الحالات الطارئة والعاجلة بشكل سريع، ويجعلها قادرة على التفاعل مع من تقدم لهم الخدمة واتخاذ القرار المناسب بالسرعة المناسبة من دون عجل أو إبطاء· إن مؤسسات العقد الحالي الناجحة هي تلك التي تستخدم الأدوات الرقمية لإعادة اكتشاف الطريقة المثلى للإدارة، وحتى تتمكن أي مؤسسة من استثمار المعلومات الرقمية بشكل أمثل عليها اتباع مجموعة من الطرق، منها على سبيل المثال لا الحصر: التأكيد على أهمية الاتصال عبر البريد الإلكتروني الذي أصبح عنصراً أساسياً في جهاز المؤسسة العصبي الرقمي، ويكشف ''بيل جيتس'' صاحب شركة مايكروسوفت أنه يجد شخصياً في مثل هذا البريد تميزاً من حيث إنه يكشف لنا قضايا واتجاهات تؤثر على العاملين في الشركة· إن تأسيس نظام يمكّن جميع العاملين في المؤسسة من معرفة كامل جوانب الإنجاز فيها والاشتراك في إعطاء الرأي حولها بسهولة ويسر يقدم إنجازات مذهلة لتلك المؤسسة، وهنا تجدر الإشارة إلى قانون ''أعرف بياناتك'' كقانون أساسي لنجاح أي مؤسسة، والذي يتلخص في جمع بيانات المؤسسة في كل خطوة تخطوها، ثم معرفة ما تعنيه البيانات التي تم جمعها، وإذا كانت تلك البيانات تتدفق عبر النظام الرقمي من البداية فإن تلك البيانات ستؤدي إلى اتخاذ خطوات إيجابية في سير العمل· فعلى سبيل المثال: صنعت شركة ''كوكا كولا'' ماكينات تقديم المشروبات في الشوارع بطريقة تمكنها من جمع معلومات حول البيع في تلك الشوارع عن طريق تليفونات الجوال أو الإشارات الضوئية غير المرئية التي تستقبل في مركز التعبئة الذي يقوم بدوره بتحليل المعلومات أولاً بأول ويخرج في زمن قصير جداً ورقة صغيرة تعطى لسائق النقل الذي يتعرف بواسطتها إلى الأماكن التي توجد بها هذه المكائن والتي تحتاج إلى التعبئة في اليوم التالي من دون الحاجة للمرور عليها جميعاً· ومن الطرق الأخرى في استثمار الأدوات الرقمية هي استثمارها في العلاقات الإنسانية لتشكيل فريق عمل يعمل كوحدة واحدة مثلما قام به ''جاكو ناصر'' المدير التنفيذي في شركة فورد الأميركية للسيارات الذي كان يرسل عبر البريد الإلكتروني إلى جميع موظفي شركة فورد في جميع أنحاء العالم رسائل متواصلة يشاركهم فيها الجيد والسيئ في الشركة، ونقاط النجاح وجوانب الفشل في الشركة، بحيث لا يتم مراقبة أو منع هذه الرسائل من الوصول إلى أيدي جميع موظفي الشركة، وكان الهدف هو تكريس فكرة أن جميع موظفي المؤسسة يعملون مع بعضهم بعضاً كيد واحدة، يختلفون أحياناً ويتبنى بعضهم فكرة الآخر ويبني عليها ولكنهم يعملون كفريق واحد لتحقيق هدف مشترك يشعرون جميعاً به، مما يؤدي بلا شك إلى ارتفاع مستوى الإنجاز في العمل· ليس هذا فحسب بل هناك من الشركات من استخدمت النظام الرقمي للتعامل مع الشكاوى بشكل فوري وفي استخدامه للتسويق بدلاً من المندوبين وذلك من خلال شبكة الإنترنت التي تستطيع وبكل يسر وسهولة الدخول إلى الأسواق العالمية والوصول إلى أعداد هائلة من المتسوقين مما يجعل العمل من خلالها أكثر فعالية، فعلى سبيل المثال كانت شركة ''دل'' الأميركية للكمبيوتر واحدة من أوائل الشركات التي استحدثت نظاماً عالمياً رقمياً لبيع منتجاتها، وقد وصلت مبيعاتها منذ أن استحدثت هذا النظام أكثر من 18 مليار دولار أميركي، وقد ارتفع معدل مبيعاتها من مليون دولار أسبوعياً إلى مليون دولار يومياً، وبسرعة فائقة ارتفعت مبيعاتها إلى 3 ملايين يومياً ثم خمسة ملايين يومياً والآن تصل مبيعاتها إلى 14 مليون دولار يومياً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©