موسكو (أ ف ب)
وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بتحقيق «انتصارات» لروسيا خلال تجمع حضره عشرات آلاف المؤيدين استعداداً لانتخابات 18 مارس المؤكد فوزه فيها. وقبل إلقائه كلمته ألقى رياضيون أولمبيون ومشاهير ورواد فضاء كلمات للتعبير عن تأييدهم لبوتين الذي يحكم روسيا منذ نحو عقدين ويسعى للبقاء في الكرملين حتى 2024.
وقال بوتين على وقع هتافات الحشد في ملعب لوجنيكي في موسكو: «نريد أن يكون بلدنا مشرقاً يتطلع إلى المستقبل، لما فيه خير أبنائنا وأحفادنا.. سنبذل كل ما نستطيع لنجعلهم سعداء».
وأضاف «لا أحد يمكنه تحقيق ذلك لنا. وإذا فعلنا ذلك فإن السنوات العشر المقبلة والقرن الحادي والعشرين بأسره سيحتفي بانتصاراتنا المشرقة».
وقدر مراسل وكالة فرانس برس أن نحو 80 ألف شخص كانوا في الملعب قبل انطلاق الفعالية.
وأعلن بوتين الخميس الماضي مساراً جديداً لسباق التسلح مع واشنطن لدى أشادته بجيل جديد من أسلحة روسية «لا تقهر» يتم تطويرها رداً على الخطوات الأخيرة للولايات المتحدة.
ولا تزال نسبة التأييد له مرتفعة جداً فيما الاستطلاعات الرسمية تشير إلى أنه سيحصل على نحو 70 بالمئة من الأصوات هذا الشهر.
من جهة أخرى، طالب بوتين واشنطن بأن ترسل إليه دليلاً دامغاً على أن مواطنيه تدخلوا في الانتخابات الرئاسية وهزئ من الاتهامات التي وجهت لبلاده حتى الآن ووصفها بأنها «صراخ وصياح داخل الكونجرس الأميركي». ووجه مكتب المحقق الأميركي الخاص روبرت مولر الشهر الماضي، اتهامات إلى 13 روسيا وثلاث شركات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 في إطار ما وصفه المكتب بمؤامرة لدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والانتقاص من قدر منافسته هيلاري كلينتون.
وقال بوتين وفقاً لترجمة باللغة الإنجليزية صاحبت مقابلة مع تلفزيون (إن.بي.سي) أذيعت مساء أمس الأول «يجب أن أرى أولًا ما فعلوه. أعطونا مواد.. أعطونا معلومات».
ورداً على سؤال عما إذا كانت موسكو ستتخذ إجراءات بحق هؤلاء الأفراد قال بوتين «لا يمكننا التحرك بناء على ذلك إذا لم ينتهكوا القوانين الروسية». وتابع بوتين «مع احترامي الكامل لشخصكم ومع احترامي الكامل للكونجرس لديكم بالتأكيد أشخاص حاصلون على مؤهلات في القانون. مئة في المئة لديكم». وأضاف أن على السلطات الأميركية إرسال طلب رسمي إلى المدعي العام الروسي. وقال «هذا يجب أن يمر عبر قنوات رسمية وليس من خلال الصحافة أو الصراخ والصياح داخل الكونجرس».
إلى ذلك، ندد الكرملين أمس بتمديد العقوبات الأميركية على روسيا واصفاً إياها بـ «غير القانونية والمؤذية»، في حين وصلت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «لم نكن يوما محركي هذه العقوبات. نعتبرها غير قانونية ومؤذية ليس فقط بالنسبة لشعبي البلدين، انما للعالم بأسره».
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا بعد ضمّ شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 واندلاع النزاع بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وتم تمديد هذه العقوبات أمس الأول لعام إضافي بموجب أمر من ترامب. ويأتي الإعلان عن هذا القرار غداة خطاب بوتين أمام البرلمان عندما أعلن عن «أسلحة لا تقهر» قادرة على تخطي الأنظمة المضادة للصواريخ الأميركية.
وبالرغم من تأكيد بوتين أنه «لا يهدد أحداً»، إلا أن خطابه أثار مخاوف من سباق تسلح جديد بين القوتين العظميين، في ظل علاقاتهما المتوترة بسبب الخلافات المستمرة حول سوريا وأوكرانيا والاتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
إلى ذلك، رفض الكرملين أمس الأول ادعاء الولايات المتحدة بأن روسيا طورت أنظمة أسلحة تزعزع الاستقرار منذ أكثر من عشر سنوات في انتهاك مباشر لالتزاماتها بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى.
ووجهت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض الاتهام الخميس الماضي بعد إعلان بوتين عن مجموعة من الأسلحة النووية الجديدة، قائلا إنها تستطيع أن تصيب تقريبا أي مكان في العالم وتتلافى الدرع الصاروخية التي أقامتها الولايات المتحدة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف أمس الأول إن روسيا نفت بشكل قاطع انتهاكها أي معاهدات دولية للحد من التسلح. ورفض بيسكوف تأكيدا أن كلمة بوتين ستؤدي إلى تفاقم عزلة روسيا وقال إنها ليست إيذانا ببدء سباق تسلح جديد. وأضاف أن «روسيا لا تخطط للانجرار إلى أي سباق للتسلح». yu667
عدد اليوم
