السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تكاتف ·· متطوعون مواطنون·· نجدة للمحتاج وعنوان للعطاء

تكاتف ·· متطوعون مواطنون·· نجدة للمحتاج وعنوان للعطاء
16 ديسمبر 2007 00:41
بات متطوعو برنامج ''تكاتف'' الاجتماعي الذي تحتضنه مؤسسة الإمارات، ركيزة أساسية تساهم في نجاح مختلف الأنشطة والفعاليات المحلية على مستوى الدولة، تراهم حاضرين في أرجاء المكان، في التنظيم، يخططون، ينسقون، يقومون بأعمال التسجيل، ويرشدون الزوار والمشاركين، منطلقين في ذلك من إيمانهم العميق بالعمل التطوعي النافع في بناء المجتمع· وفي المستشفيات، تراهم يهبون لمساعدة المرضى، يزرعون البسمة على شفاه الأطفال، ويوقدون جذوة الأمل في نفوس المرضى، يواسونهم ويخففون من آلامهم، وإذا نزلت بالوطن نازلة، أو بجزء من أجزائه الحبيبة، هبوا كأنهم رجل واحد، يعينون المحتاجين، ويغيثون المستغيثين، ويدفعون الضرر عن المتضررين· فعلى مساحات الوطن المعطاء تنهض مجموعة من الفتية والفتيات من أبناء زايد الخير، تعرفهم بسيماهم وجباههم السمراء، وتزين زنودهم شارات حمراء، يفيضون ألقاً وحماساً، إنهم شباب وفتيات يسكنهم حب الوطن، والانتماء إلى قيمه العربية الأصيلة، إنهم شباب شبوا على قيم البذل والعطاء، وترعرعوا على حب الوطن· روح التطوع لقد ظهر برنامج ''تكاتف'' إلى حيز الوجود كمبادرة طموح تهدف إلى تنمية روح التطوع، وتمكين الشباب، والاستفادة من جهودهم وطاقاتهم في تلبية احتياجات المجتمع، فهو يسعى إلى ترسيخ ثقافة البذل والعطاء، وجعلها منهج حياة، وسمة أساسية من سمات الشخصية الوطنية الإماراتية· لقد كانت البداية مجرد حلم، حلم ترسخ واقعاً ملموساً وجميلاً مع بدايات عام ،2007 لقد كان برنامج ''تكاتف'' نتاجاً لفكرة عظيمة وسامية لطالما راودت فكر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحظيت بمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، حيث قامت رؤية سموه على ضرورة تمكين الشباب، وفتح المزيد من الفرص أمامهم للمشاركة في خدمة المجتمع، والمساهمة في تحقيق تقدمه وازدهاره· الالتزام بالمسؤولية ويرتكز برنامج ''تكاتف'' على مجموعة من القيم الرئيسة التي تتمثل في الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، والأخلاق والوحدة الوطنية، وتعزيز الوعي العام، والتعاطف مع قضايا وتحديات الآخرين، فهو جهد منظم لرفع وتعزيز مستوى الوعي العام باحتياجات المجتمع، وتمكين الأفراد، وتطوير مهاراتهم، وتعزيز الشعور بالولاء للمجتمع· وكما أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، في مناسبات سابقة، فإن برنامج ''تكاتف'' يعتبر نموذجاً متميزاً للعمل التطوعي، واستلهام قيم البذل والعطاء لمؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، والذي أكد أهمية الإنسان، وحقه في الحياة الكريمة· قيم راسخة ويعبر برنامج ''تكاتف'' للتطوع الاجتماعي عن قيم اجتماعية مستقرة وراسخة في التراث الثقافي والحضاري في الدولة، ويعكس الشعور بالولاء والانتماء والتضامن الاجتماعي، ويعبر عن حس راقٍ بالمسؤولية الاجتماعية تجاه مختلف أفراد وشرائح المجتمع· وترى ميثاء الحبسي، مديرة برنامج ''تكاتف'' أن هناك أوجهاً متعددة لرد العطاء للمجتمع، فهناك من يقدم المال، ومنهم من يفضل تقديم الجهد، وآخرون يجودون بأوقاتهم وطاقاتهم في خدمة المجتمع، مشيرةً إلى أن مؤسسة الإمارات آثرت أن يكون برنامج ''تكاتف'' مظلة تلتئم في إطارها هذه الأوجه كافة، وذلك انسجاماً مع رؤية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان القائمة على تمكين الشباب، وتقديم فرص التطوع المناسبة· وأكدت الحبسي أن هناك آلاف المتطوعين الشباب الذين أعربوا عن حماسهم ورغبتهم في التطوع لخدمة المجتمع، ولكن الشيء الوحيد الذي كان ينقصهم هو وجود فرص التطوع الملائمة التي تمكنهم من تحقيق تطلعاتهم؛ ولهذا فقد كان على برنامج تكاتف مهمة إيجاد مثل هذه الفرص المناسبة التي تستجيب لطموحات الشباب، وتحقق طموحاتهم في المشاركة والمساهمة في خدمة المجتمع· وقالت الحبسي: إنه ولتحقيق تطلعات المتطوعين قام برنامج ''تكاتف'' بالتواصل مع المؤسسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية العاملة في الدولة، وإجراء البحوث والدراسات والمسوحات التي تتعلق بتحديد احتياجات المجتمع، وتحديد أولويات الدعم أو البرامج والمشاريع الأولى بالدعم والرعاية، ومن ثم ربط المتطوعين مع فرص التطوع المناسبة· مشاريع مستقبلية وعن المشاريع المستقبلية لبرنامج ''تكاتف''، كشفت ميثاء الحبسي أن هناك العديد من المشاريع المستقبلية التي نتطلع إلى تنفيذها خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث تنوي مؤسسة الإمارات التوسع في برنامج تكاتف للمستشفيات الذي تم تطبيقه على نحو تجريبي في مستشفى الشيخ خليفة في يونيو الماضي، بحيث يشمل العديد من المستشفيات والمراكز الطبية الأخرى، وذلك في ضوء النجاحات التي حققها البرنامج في مستشفى الشيخ خليفة، والجهود الكبيرة التي بذلها المتطوعون في تقديم الخدمات الطبية المساندة، من قبيل تقديم الإسعافات الأولية، ومرافقة المرضى، لا سيما الأطفال منهم، والقيام بتنظيم الملفات، وغيرها من الأعمال· كما يتوقع أن يقوم المتطوعون بالمشاركة في تنظيم المخيم الخاص ببرنامج توطين - أحد مبادرات مؤسسة الإمارات - الذي يعقد في إمارة رأس الخيمة، حيث يهدف هذا المخيم إلى تطوير المهارات القيادية للشباب، من خلال عمليات التدريب، وتطوير المهارات التي تحسن من فرص العمل والتوظيف في الدولة· واقع الحياة لمختلف الفئات كشف سعيد الحمادي - أحد أوائل المتطوعين في برنامج ''تكاتف''، والمشاركين في العديد من الأنشطة والفعاليات التي انعقدت تحت لوائه - أن بدايته مع برنامج ''تكاتف'' كانت من خلال أحد الأصدقاء الذي تحدثوا عن البرنامج، وعن دوره في مساعدة الآخرين، والأثر الجميل الذي يتركه هذا النوع من الأعمال في النفس وفي المجتمع بشكل عام· وأكد الحمادي أن مشاركته في العمل التطوعي أتاحت له فرصة الاطلاع على واقع الحياة التي تعيشها فئات عديدة من شرائح المجتمع، والتفاعل والاندماج في قضايا الناس، ومعايشة همومهم اليومية، والتعرف إلى طموحاتهم وتطلعاتهم، واكتساب المزيد من الخبرات والمعارف التي ما كان بالإمكان اكتسابها بعيداً عن البرنامج، والأنشطة التطوعية التي يقوم بها في خدمة المجتمع· التزام وطني بالمشاركة أكد المتطوع علي العماري أن انضمامه إلى برنامج ''تكاتف'' كان إيماناً منه بأهمية البرنامج، ودوره في تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد التنمية والرفاه الإنساني، قائلاً: ''إنني أرى وطني وهو يلج مرحلة جديدة من التقدم والإنجاز، ويسير بخطى ثابتة ومتسارعة في معارج التقدم والمجد، إنني أشعر بالتزام وطني للمشاركة في برنامج (تكاتف)، والمساهمة في رسم ابتسامة عريضة على محيا الوطن''· تحقيق المعجزات قالت عبير أميري، إحدى المتطوعات في برنامج ''تكاتف'': ''إن برنامج تكاتف عبارة عن ترجمة عملية لبعض من أفكار ورؤى الـفريق أول ســــمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يرى في التطوع عطاء وقدرة على تحقيق المعجزات''· إنجازات البرنامج لقد توالت إنجازات ''تكاتف'' منذ تأسيسه مطلع العام الجاري، وبدأ البرنامج يترك آثاره ومآثره في أرجاء الدولة كافة، وفي كل مكان ينبض بالحياة، ويعد بمستقبل مجيد· تولى برنامج ''تكاتف'' المشاركة في تنظيم معرض أبوظبي الدولي السابع عشر للكتاب، الذي انعقدت فعالياته في معرض أبوظبي الدولي الجديد للمعارض، وقد حظيت هذه المشاركة بإشادة واستحسان جمهور القراء والمثقفين والعارضين، وكانت هذه المشاركة الكبيرة مقدمة نحو مزيد من النجاحات والإنجازات المضيئة· وكانت من أبرز هذه الإنجازات مشاركة المتطوعين في حملة التوعية العامة ضد مرض السكري التي نظمها ''مركز أمبيريال لندن كوليدج للسكري'' بالتعاون مع مؤسسة الإمارات تحت شعار ''السكري· معرفة· مبادرة''، والتي بذل المتطوعون فيها جهوداً مضنية، فكانت النتيجة دقة في تحقيق الأهداف، وروعة في التنظيم، فاقت الخيال وكأنها أشبه بلوحة فنية رسمتها ريشة فنان· أما بالنسبة لدور البرنامج في تنظيم المعارض والمؤتمرات وحملات التوعية العامة، فهو دور رائد يستحق وقفة للتأمل واستخلاص العبر، لقد شارك برنامج ''تكاتف'' في تنظيم العديد من الأحداث والمناسبات والفعاليات التي تم إطلاقها في الآونة الآخيرة، حيث قام المتطوعون بالمشاركة في تنظيم ''ماراثون السكري'' الذي نظمته مؤسسة الإمارات مؤخراً بالتعاون مع مركز امبيريال كوليدج لندن للسكري، كما يشارك المتطوعون حالياً في حملة ''انفيروفون'' لإعادة جمع الهواتف المتحركة المستخدمة، وتدويرها بشكل آمن لحماية البيئة· وأخيراً، فقد بذل المتطوعون جهوداً كبيرة، تفوقوا فيها على أنفسهم، وقدموا وأبدعوا، وكان ذلك جلياً من خلال تنظيم مهرجان الشرق الأوسط للأفلام السينمائية الذي عقد مؤخراً في قصر الإمارات، بالإضافة إلى المشاركة في تنظيم حملة التوعية العامة حول سرطان الثدي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©