الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعياد زمان·· قلوب مشرعة على الحب والفرح

أعياد زمان·· قلوب مشرعة على الحب والفرح
15 ديسمبر 2007 22:06
في كل مرة يأتي فيها العيد، يقارن الإنسان بين هذا العيد وبين العيد في العام الماضي، فالمواقف والذكريات تختلف، حتى الملابس والأطعمة وربما الأماكن تتبدل وتتغير· وربما يأتي العيد نفسه محملاً بالفرح ولا يجد من يفرح بقدومه إلا من بضع مظاهر معتادة لا بد منها، وفي بعض الدول لا يعدو العيد أن يكون اسماً وتاريخاً فقط، لأن الأوضاع لا تحتمل إي احتفال وإن كان دينياً، لكن، ماذا عن الإمارات؟ وهل تتأثر مظاهر العيد بحالة الفرد وهل تغيرت العادات من الماضي إلى اليوم؟ نورة سلطان- تعتبر أحد أهم حفظة التراث في إمارة دبي، وهي عضو في جمعية إحياء التراث، ومدربة للتراث في مركز دبي لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ترى أن للإمارات عادات وتقاليد تراثية وعادات إسلامية، وإن كانت العادات التراثية لا تجد مكانا لها لدى بعض الأشخاص ممن تركوها وراء ظهورهم، إلا أن العادات الإسلامية لا يمكن أن تندثر طالما يوجد بيننا أجيال تلتزم بالدين والعادات المرتبطة به، وبأعياده، ومن هنا يبقى العيد هو العيد بالنسبة لنا· والإنسان الإماراتي مهما مرت عليه من ظروف - إلا في حال وجود حالة وفاة داخل الأسرة- يفرح بقدوم العيد· كان العيد قديما بسيطا جدا لبساطة الحياة، ونظرا لحالات الفقر الكثيرة التي كانت موجودة بسبب قلة الموارد التي كانت مرتبطة بالزراعة أو صيد السمك، فإن الناس كانوا ربما لا يشترون لأنفسهم قطعة من القماش من العام إلى العام التالي، بل إن البعض يخرج (كندورة) العام الماضي التي كان يخبئها ويقوم بصبغها بألوان جديدة ثم يرتديها· أما موعد تفصيل لباس جديد فهو كسوة العيد، بينما الآن هناك الجديد والمتغير من الأقمشة والتصاميم بحيث لا يمر أسبوع على بعض الناس إلا ويشتروا فيه شيئاً جديداً، وأعتقد أن من يشتري الكثير من الملابس والعطور وأدوات الزينة هم أكثر الناس الذين لا يشعرون بلذة الجديد· وكان الرجال يسيرون مسافات طويلة على ظهور الإبل لشراء ما يحتاجون للعيد، واليوم يستطيع أي شخص أن يجد عشرات المراكز والأسواق على مسافات قريبة توفر له ما يحلم به، لذلك أعتقد أن سر البهجة بالعيد لدى البعض دون الآخر تتعلق بما يتاح له في كل وقت· وكان العيد أيضا مناسبة للتكافل الاجتماعي، ففيه يتصالح المتخاصمون وتعود المياه إلى مجاريها بين المتباعدين· وسعادة العيد لم تكن تكتمل إلا بتصفية الخلافات، وترك الأحقاد إكراما لله سبحانه وتعالى وتلك هي أخلاق الإسلام السمحة، ويوجد بيننا اليوم والحمد لله الكثير من العائلات أو الأسر التي لا تزال تتوارث هذه التعاليم السامية وتعمل بها، والأجمل أن تنقلها لأبنائها جيل بعد· ومن العادات الجميلة التي تتوارث حتى اليوم لدى الكثير من الأسر أن يخرج كل من في البيت من الرجال لأداء صلاة العيد، بعد الاستحمام والتطيب وارتداء ثوب العيد، وتكون هذه فرصة أن يتقابل الناس عند المصليات بعد انتهاء الخطبة ليباركوا لبعضهم بالعيد· والبيت الإماراتي يعتبر العيد مناسبة جميلة يحتفي بقدومها، وفي هذه الأيام أضيف لها أن غالبية المؤسسات الحكومية والخاصة أصبحت تضيء الأماكن وتضع ما يشير إلى أننا مقبلون على العيد، ومن ذلك أيضا الفرق التي تقدم الفلكلور الشعبي من عيالة وحربية ورزيف، وهو ما كان يمارس قديما في العيد·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©