الضرب في المدارس·· مرفوض بالثلاثة

تغيرت مهام المعلم ودوره التربوي مع تغير الأزمنة، ففي السابق سادت مقولة الأهل للمدرسين ''لكم اللحم ولنا العظم''·· ثم بدأ هذا العظم في الوهن شيئا فشيئا، عندما أعلنت وسائل التربية الحديثة ودراساتها أن العقاب البدني المتعارف عليه ''بالضرب'' يجب أن يخضع لتقنين أكثر أو يلغى تماما، ومن هنا أصدرت وزارات التربية والتعليم في معظم الدول العربية قراراتها بمنع الضرب في المدارس· ومع أن هذه القرارات قد صدرت منذ وقت طويل نسبيا إلا أنها ما زالت غير مفعّلة في كثير من الأحيان وذلك بسبب اختلاف الآراء حولها· ظاهرة العنف والضرب في المدارس كانت مثار جدل ونقاش في كثير من المواقع الإلكترونية والمنتديات المختلفة· تقول ليالي الشرقية، في منتدى ''واحة صحارى'' إنه لا بد من وجود نظام يحمي الصغار من عنف المدارس سواء من قبل المعلمين أو من قبل الطلاب فيما بينهم، فمازلنا نشهد في بعض المدارس استخدام العصا للتأديب، خصوصاً ضد الأطفال الصغار الذين باتوا يترددون في الذهاب إلى المدرسة من شدة الرعب والخوف· لكن الحكيم وهو عضو في نفس المنتدى يرد عليها بقوله إنه يؤيد الضرب غير المبرح كنوع من أنواع العقوبة ولمرحلة عمرية معينة، ولكن هذا الأسلوب هو واحد من بين عشرات الأساليب التي يستطيع بها المدرس أن يعاقب الطالب المشاغب· أما النقيب مجودي فيرى أن موضوع الضرب ما زال يستدعي الكثير من ''اللت والعجن'' لكي نصل إلى قرارات تربوية مناسبة لتقديم أجيال لا يشوبها الخوف من سيطرة المعلم وجبروته· و من موقع ''مدوّنة رشيد''، يقول خالد عسراوي، إن الضرب له آثار جسيمة على نفسية الطالب، ولا يستبعد أن تصبح تصرفاته عدوانية مع من حوله· ويؤيده في هذا الرأي سلطان الزيدي، بقوله: لو كان الضرب يفيد لكان استخدمه الرسول الكريم القائل ''ما وضع الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه''· هذه القضية نوقشت أيضا على موقع ''منتديات القلب'' حيث ترى المشاركة ملك أن الضرب كان يتم في العصور الماضية أما الآن فقد حل أسلوب التفاهم ضيفاً عزيزاً بيننا لنبتعد عن أساليب الضرب والعنف، فالمعلم يمثل دور ولي الأمر في المنزل والطالب يأخذ هذه الشخصية المميزة ليمثل دورها، لهذا يجب أن يكون التعامل مع الطلاب بتفاهم وبضوابط مع تجنب الضرب· ويقول المميز في نفس المنتدى، أنا ضد الضرب عندما يكون المعلم في حالة عصبية لأنه قد يضرب الطالب في أماكن خطيرة كالعين والوجه، أو في حال عدم تنفيذ الواجبات المدرسية، ولكنني معه عندما يكون من قبل المرشد الطلابي، الوكيل، أو مدير المدرسة لغاية تأديب الطالب الذي يتطاول على زملائه أو يدخن على سبيل المثال· ومن جهة أخرى يرى المميز أن منع الضرب قد سبب الكثير من الانحراف في سلوكيات الطلاب مما أفقد المعلم هيبته واحترامه· ومن منتديات الحلم، تقول زيزي، إن الطالب عهدة وأمانة في عنق المدرس لإنشاء جيل صالح متسامح ومن هنا عليه أن يكون لطيفا معه، أما الضرب فهي عادة همجية نتمنى ألا تعود· ويقول صالح الربيع في ''منتديات تعليم الشرقية'' إن الضرب في المدارس ظاهرة لا زالت موجودة حتى اليوم بالرغم من منعها، والحقيقة أن الدراسات النفسية أثبتت أن الثواب أقوى وأبقى أثراً من العقاب في عملية التعليم، وأن الضرب يترك أثراً على جسم الطفل ونفسيته بل ورغبته في الدراسة والتعلم·