الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بوليتزر» ودبي .. ما العلاقة؟!

21 ابريل 2016 01:39
أحمد مصطفى العملة للوهلة الأولى ليس ثمة علاقة بين الاثنين، ولكن...! ... مفارقة غريبة ينطوي عليها الأمر عندما نضع قائمة القصص الصحفية التي فازت بجوائز بوليتزر الصحفية، الاثنين الماضي، بجانب قائمة القصص المرشحة للفوز بجوائز الصحافة العربية المرموقة التي أعلنها نادي دبي للصحافة قبلها بخمسة أيام. فمعظم القصص التي فازت بأرفع جوائز صحفية في العالم ، تخصنا نحن، بل إن بعض أحداثها وقعت على مرمى حجر من غرف الأخبار العربية، طوال عام 2015. شملت هذه القصص قضايا اللاجئين العرب، وصعود داعش في العراق والشام، ومعاناة الأفغانيات بعد سنين من حكم طالبان، بجانب قصة مروعة عن صيادين من أقلية الروهينجا (المسلمين) جرى استغلالهم في إندونيسيا. وقد كان من الأجدر أن تظهر مثل هذه الموضوعات في قائمة الأعمال المرشحة لجوائز الصحافة العربية. لكن غيابها يكشف كيف أننا في العالم العربي والشرق الأوسط عموماً، في أمس الحاجة إلى صحافة أكثر مهنية بأداء أفضل. لماذا؟! لثلاثة أسباب.. الأول هو أن حجم الخلل المرعب في المنطقة أضخم من أن تقوم على علاجه بمفردها القوى الفاعلة في مجتمعاتها (سلطة أو معارضة)، لأنها متورطة فيه بطريقة أو بأخرى، والثاني هو أن المؤسسات الرقابية أضعف من أن تقوم بدور حقيقي وفعال، والثالث يتعلق بعدم قدرة فنون ووسائط مثل الأدب والسينما على تصوير أعراض ذلك الخلل وتسليط الضوء عليه، لأن الأمر يفوق قدراتها ، واللحظة حارقة عاجلة ولا تحتمل ترف الانتظار ونضج الإبداع. وعلى الضفة الأخرى من العالم، تكشف التأثيرات المذهلة للتغطيات التي فازت بجوائز بوليتزر ، أكثر عن سحر الصحافة وعظمتها وجبروتها ونفوذها الطاغي، وتكشف أيضا إلى أي مدى كان العالم سيكون أكثر بشاعة وأشد بؤساً، لولا هذه السلطة الطاغية الناعمة الملهمة الكامنة في مهنة المتاعب. وقد استطاع الإعلام العربي المرئي أن يحقق قفزات في أدائه شكلا ومضموناً خلال العقد الماضي، لكنه مازال في جزء كبير منه، يعاني من تحديات تحبط أحيانا سعيه للنفاذ إلى جوهر الأمور. وهنا كان يفترض بالصحافة المكتوبة، أن تسد هذا النقص، على الأقل من باب أنها الوسيلة الإعلامية الأقدم والأكثر خبرة، لكن للأسف، على الرغم من كل الجهود التي بذلت مؤخراً لتطوير المهنة، يؤكد واقعها الحالي أنها ما زالت بحاجة لجهود أكبر.. على الأقل لتتمكن من تغطية صراعات ومآسي تقع أسفل النافذة ، فلا تترك الفرصة للصحافة الغربية لتتفوق عليها في عقر دارها على الرغم من اختلافات اللغة وتباين الثقافة وبعد المسافة. ahamed.moustafa@alitthad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©