الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عروض الأزياء·· من الأرض إلى الفضاء

عروض الأزياء·· من الأرض إلى الفضاء
15 ديسمبر 2007 22:04
منذ بدأت الرحلات الفضائية المأهولة إلى مدار حول الأرض أو إلى القمر، لم يكن أي من رواد الفضاء يخشى من تعطل بذلته الفضائية التي تقيه من الانخفاض الشديد في الضغط الجوي ودرجة الحرارة وغياب الأوكسجين· وتتألف البذلة النموذجية من رداء مخيط بإحكام ومصنوع من مادة مرنة شديدة القدرة على مقاومة التمزّق، وتتضمن غازاً مضغوطاً بقوة لتكييف الضغط الداخلي مع ذلك الذي يحققه لنا الضغط الجوي الطبيعي ونحن على سطح الأرض· إلا أن الخبراء يعتقدون أن مثل هذه البذلة مناسبة لإنجاز مهمات قصيرة في الفضاء لا تتعدى الخمسة أو العشرة أيام، لكنها لا تصلح للقيام برحلة إلى المريخ قد تستغرق ست سنوات· ويبدو أن ''دافا نيومن'' أستاذة علوم الفضاء في معهد ''ماساشوسيتس'' التكنولوجي في بوسطن لا ترتاح كثيراً للرصانة التي تظهر بها بذلات رواد الفضاء، ولهذا تتساءل: لماذا بقيت ألبسة الفضاء حتى الآن مجرّد أدوات علمية لأداء أغراض معينة؟ ولماذا لا ندخل عليها التعديلات التصميمية الجميلة حتى تصبح كالأزياء النسائية التي تقام لها العروض وتحظى باهتمام ألوف المصممين والمبدعين؟ لم تكتف ''دافا'' بالسؤال، بل قامت بالفعل بابتداع أول الأزياء الفضائية الموشّاة برسوم وأشكال جميلة· ولكن الأمر هنا لا يتعلق فقط بالنواحي الجمالية، بل تكمن الأهمية القصوى في أن تكون البذلة الفضائية مصممة على أساس تحمُّل الضغوط المنخفضة أو (الضغوط الصفرية) التي تسود جو المرّيخ ولمدة قد تصل إلى سبع أو ثماني سنوات على اعتبار أن قطع المسافة بين الأرض والمريخ يتطلب 3 سنوات ذهاباً ومثلها إياباً· دافا أطلقت على أحدث (موديل) من البذلات الفضائية النسائية اسم (بايوسوت) أو اللباس الحيوي، وهي منسوجة من خيوط بوليمير نصف مرن وتتميز بقدرتها العالية على تحمل الضغوط بالغة الانخفاض التي تسود الفضاء الكوني وسطوح كواكب وأقمار المجموعة الشمسية· وتطلب دافا من متابعي أخبار ابتكاراتها الجديدة التريّث قليلاً لأن الانتهاء من تصميم بذلتها الجديدة يحتاج إلى بحوث تستمر لعشر سنوات مقبلة إلا أنها تؤكد أن بذلتها الجديدة التي تتألف من طبقتين، يمكنها أن تتحمل ضغوطاً داخلية عالية لحماية الجسم· ومن المعروف أن بذلة رائد الفضاء لو انثقبت أثناء وجوده فوق سطح المريخ فسوف يواجه جسمه ضغطاً منعدماً يؤدي إلى غليان الدم في العروق فضلاً عن انخفاض هائل في درجة الحرارة قد يصل إلى 200 درجة تحت الصفر المئوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©