الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخت الزوج·· ظالمة أم مظلومة ؟

أخت الزوج·· ظالمة أم مظلومة ؟
15 ديسمبر 2007 22:00
العلاقة بين أخت الزوج والزوجة، كانت وما زالت علاقة يشوبها توتر دائم، خصوصا عندما تفرض الظروف على الزوجة أن تقيم مع زوجها في بيت أهله، والواقع يقول إن الزوجين يعانيان الكثير من أطراف أخرى في حياتهما، منها الصديقات والحماة وشقيقات الزوج، وقد يكون تدخل أخت الزوج أقوى من تدخل الحماة، خاصة إن كانت الشقيقة متزوجة، وتعاني من مشاكل زوجية مع زوجها أو غير متزوجة تحاول إثارة الدسائس والمكائد والتدابير سواء كان بقصد أو بدون قصد· فهل هذه هي الصورة الحقيقية لأخت الزوج؟ وهل جميع الشقيقات سيئات ومدمرات؟ وهل ترغب هذه الشقيقة بفرض رأيها وهيمنتها على زوجة أخيها؟ ''أخت الزوج تعتبر زوجة أخيها بمثابة إنسانة غريبة ودخيلة على البيت، وتظل طوال حياتها العدو اللدود للزوجة''، هكذا بدأت ريهام عبد الغني حديثها ثم تابعت: ''رغم صلة القرابة التي تربطني بأخوات زوجي (بنات عمتي) إلا أنهن يحرجنني دائماً، ويبرزن عيوبي أمام الجميع، خاصة حين لا يكون زوجي موجوداً، ولا يبدين لي أي احترام ويعاملنني كأنني خادمة، لقد صبرت على إساءاتهن ولم أضجر منهن باعتبارهن في سن صغيرة وخبرتهن في الحياة قليلة، ولم تفلح شكواي لزوجي في شيء، فهو في كل مرة يؤكد أن النساء أقدر على حل مشاكلهن، وأن تدخله سيعقد الأمور''· الحماة أرحم وتقول شيرين إبراهيم: ''في وقتنا الحالي أصبحت أخت الزوج بديلة عن الحماة، بل هي أمرّ من الحماة، أنا شخصيا انفصلت عن زوجي منذ (5 سنوات) بسبب شقيقة زوجي التي استقبلتني في البداية بحفاوة وترحيب، ثم انقلبت علي عندما رأت كل من في البيت يمدحون أخلاقي وتصرفاتي وجمالي، لقد شعرت بالغيرة لأنها تريد أن تكون الأولى في كل شيء، ولا تحب أن ينافسها في ذلك أحد، فما كان منها إلا أن بدأت في تخطيط المكائد والمؤامرات والمقالب، ولم تتوانَ عن اللجوء إلى السحر والشعوذة من أجل أن يطلقني أخوها وكان لها ما أرادت، لقد انتصرت عليَّ وخسرت أنا حياتي''· هذه بعض الاتهامات الموجهة لأخت الزوج، فكيف تدافع أخت الزوج عن نفسها، وهل غالبية الأخوات يحكن الدسائس والمؤامرات؟ مظلومة تقول شمسة الظاهري بانفعال شديد: ''دائما يقع اللوم على الأخت، وتتهم بأن كل المصائب والمشاكل التي تحدث في البيت تحدث بسببها، وكأنه لا يوجد أحد في المنزل غيرها''· وتضيف: ''بمجرد أن تدخل زوجة الأخ يكون شغلها الشاغل السيطرة على كل من في البيت صغيراً كان أم كبيراً، وتتصرف وكأنها الملكة المتوجة في البيت، وهذا ما أعاني منه، فزوجة أخي تحب التدخل في شؤوننا الخاصة والعامة، حتى في إخوتي الصغار الذين يخافونها كثيراً، بينما يقف أخي متفرجاً، وذات مرة طفح بي الكيل فأوقفتها عند حدها، وأعلمتها أن هذا بيتنا ولا يحق لها التدخل في شؤوننا العائلية''· حروب صامتة أما هند المنهالي فأكدت لنا تجربتها الشخصية أن أي تدخل من جانبها في حياة أخيها لن يكون له أي عائد يذكر، بل ربما يكون له أثر سلبي، تقول: قد تنشب مشاجرات عائلية، وتقوم حروب صامتة في بعض الأسر، وتتشكل الأحزاب، وتتفرق الأسر فقط لتدخل أحد الأطراف في حياة الآخر وذوقه، ففي إحدى المرات تدخلنا أنا وأختي وقدمنا النصيحة لزوجة أخي، من منطلق أنها بمثابة أخت لنا، بأن تنتبه أكثر لبيتها ولزوجها، فما كان منها إلا وأن أخبرت أخي بما دار بيننا، فغضب من موقفنا واتهمنا بأننا نخرب حياته''· دور الأزواج إن كانت هذه هي آراء الزوجات والشقيقات، ماذا يقول الأزواج عن تدخل أخواتهم في شؤونهم؟ يقول رامي أبورية: ''شقيقتي غير موجودة في بيتي، والحمد لله، ولكن في حال حدثت أي مشكلة لن أتدخل بالطبع، فالنساء أقدر على حل مشكلاتهن فيما بينهنّ، وعلى حد قول المثل: ''يا داخل بين البصلة وقشرتها ما نابك غير ريحتها''· بينما يشير خالد علي إلى أن ''معظم المشاكل التي تقع بين الزوجة وأخت الزوج تحدث نتيجة اختلاف الآراء، ورغبة كل منهما في السيطرة على المنزل، خاصة إذا كانت الأخت هي ''البكر''، والزوجة العاقلة في نظري هي التي تحاول كسب حب وود الأخت وإبعاد نفسها عن أي شيء يمكن أن يؤثر على علاقتها بزوجها''· أما سامح حسن محمود وصديقه ولاء الدين مصطفى فيؤكدان أن ''تعامل النساء مع بعضهن مليء بالغيرة والحسد وتدبير المكائد والدسائس لبعضهن، فالزوجة الجديدة غالبا ما تنفجر أمام شقيقة الزوج، خاصة لو كانت في سنها وجميلة، وربما تحاول تقليدها في كل صغيرة وكبيرة، والصداقة بينهن مستحيلة، لأسباب منها، عدم رغبة شقيقة الزوج في إفشاء أسرارها أمام زوجة أخيها لأنها لا تعرفها جيداً في بداية الأمر، ومع مرور الأيام تكبر هذه الرهبة في نفسها، ويكبر الحاجز بين الاثنتين حتى يتحول إلى خط أحمر يصعب تجاوزه، وتتسم العلاقة بحساسية كبيرة من الصعب السيطرة عليها''· دور المختصين يقول عبد السلام درويش (رئيس التوجيه الأسري بمحاكم دبي): ''يبدو أن تدخل أخت الزوج في حياة أخيها الزوجية يشكل مصدر قلق وإزعاج للكثير من الزوجات، وقد يؤدي إلى نشوب الكثير من المشاكل ثم الانهيار والفشل، وربما يأتي تدخل شقيقة الزوج في حياته لأسباب مختلفة، لكن تدخلها يكون كبيراً وواضحاً في حال كانت أخته الكبيرة وهو الأخ الأصغر، أي أنه تربى على يديها فباتت أقرب الى الأم بالنسبة إليه، وهو يعتبر نفسه مدينا لها وأنها صاحبة فضل عليه، وأحيانا يكون التدخل للتقليل من قدر الزوجة، أو الحب الزائد للأخ، وضعف شخصية الزوج وتسلط الزوجة عليه، مما يدفع الأخت للتدخل والسيطرة عليه''· ويضيف درويش: ''من خلال عملي واجهت عدة حالات نتج عنها تدخل الأخت في حياه أخيها، حتى أنها أجبرته على طلاق زوجته في بعض الحالات''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©