«الصحة العالمية» تحذر من موجة «ثأرية» لانفلونزا الخنازير

صرحت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» أمس ان انفلونزا الخنازير قد تتراجع قبل ان تعود للظهور بقوة لا سابق لها. وقالت ان نسبة الوفيات في العالم تستقر على ما يبدو لكن الفيروس يمكن ان يسبب موجة ثانية من الإصابات من أجل «الثأر». وأضافت تشان «إذا حدث ذلك، فإنه سيكون اسوأ وباء سيواجهه العالم في القرن الحادي والعشرين». وتابعت «نأمل ان يختفي الفيروس والا سنواجه وباء على نطاق واسع. لا اتوقع ظهور وباء. ولكن إذا حدث ذلك ولم نكن مستعدين، له فإنني أكون قد فشلت في مهمتي». وأكدت تشان «أفضل ان تكون هناك استعدادات مبالغ فيها على ان يحدث العكس». كما أبلغت تشان صحيفة «الباييس» الاسبانية أمس، بأن «مستوى الإنذار السادس لا يعني بأي حال اننا نواجه نهاية العالم. من الضروري توضيح ذلك لأننا حين نعلن عن المستوى السادس فسيثير ذلك حالة فزع غير ضرورية». وأضافت «فيروسات الانفلونزا لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير كما انها خادعة جدا..يجب ألا تملؤنا الثقة أكثر من اللازم. يجب ألا نعطي الفيروس الفرصة لأن يمتزج بفيروسات أخرى. لذا فإننا في حالة تأهب». وحذرت تشان من الثقة المفرطة إذ ان الشتاء على مشارف نصف الكرة الأرضية الجنوبي وهو موسم تزداد فيه عادة الإصابة بالانفلونزا. واردفت «يجب أن نتوخى الحذر للغاية. لا يمكن لاحد ان يتنبأ بما يمكن أن يحدث إذا بلغت الانفلونزا ذروتها في دول الجنوب ووصل هذا الفيروس الجديد..الذي سيصل إلى هناك بدون شك». وقالت المسؤولة الدولية ان من السابق لأوانه التكهن بعدد السكان الذين سيصابون بالسلالة الجديدة من الانفلونزا بعد ان توقع الاتحاد الأوروبي إصابة 40% من السكان بالعدوى. وكانت المنظمة قالت إن مختبراتها رصدت 985 حالة إصابة بالسلالة ايه «اتش1 ان1» من الإنفلونزا في 20 دولة وقالت إن هناك 25 حالة وفاة مؤكدة بالفيروس. فيما أكدت تشان للأمم المتحدة مساء أمس، أن عدد الحالات المؤكدة بلغ 1003 إصابات في 20 دولة مضيفة بقولها «لا دلائل على ان العالم عرضة لوضع مماثل لوباء الانفلونزا عام 1918» عندما قتل الوباء عشرات الملايين من البشر. غير أن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض أفاد أمس أنه تم التأكد حتى الآن من إصابة 929 بالمرض خارج أوروبا و79 حالة إصابة داخل أوروبا. إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أمس، ان منظمة الصحة العالمية لا تعتزم رفع درجة التأهب بخصوص الوباء إلى أعلى درجة إذا ظل الوضع كما هو بالنسبة للسلالة الجديدة من فيروس الانفلونزا مشيرا إلى معلومات تلقاها من مارجريت تشان. وقال كي مون انه يعتزم ان يعقد اجتماعا للمانحين والقطاع الخاص في جنيف في غضون أسبوعين للمساعدة في ضمان حصول دول العالم على الموارد الكافية لمكافحة وباء الانفلونزا. الى ذلك حذر أحد المعاهد العلمية المتخصصة في الصحة الحيوانية بألمانيا، من انتقال انفلونزا الخنازير من الإنسان إلى الخنزير. وقال توماس ميتنلايتر رئيس معهد فريدريش لوفلر لأبحاث صحة الحيوان بجزيرة ريمس الواقعة في بحر الشمال «معهد الأبحاث القومي في ألمانيا»، أمس بأن هناك إجراءات خاصة ينبغي اتخاذها للحيلولة دون انتقال مثل هذه العدوى إلى الخنازير وإلا تحولت إلى مخزن للفيروسات. وذكر ميتنلايتر أنه فضلاً عن ذلك يتزايد التهديد بنشأة خليط من فيروسات الانفلونزا، يشمل الأنواع الثلاثة وهي انفلونزا الخنازير والطيور والإنسان. وأضاف أن مربي الخنازير ينبغي أن يحرصوا بشدة على الا يدخل أشخاص غير العاملين بالحظائر، إلى اماكن التربية، كما ينبغي أن يحرصوا على عدم دخول أفراد مرضى إليها. وقال ميتنلايتر إنه حتى الآن لم يتضح بعد كيف يتصرف فيروس ايه «إتش 1 إن 1» داخل جسم الخنزير.