الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نافذة على القلب ثقافتنا!

نافذة على القلب ثقافتنا!
14 ديسمبر 2007 23:29
من أجل ثقافة حرة قائمة على المبادئ الإنسانية نشأت الوزارات والمؤسسات والهيئات الثقافية التي من شأنها أن ترتقي بالجوانب الثقافية من فن وفكر وعلوم ، ومن أجل أن تنمو محاورها وأبعادها من خلال الأنشطة المختلفة والإفرازات الثقافية المحلية أو الخارجية، فلدى المؤسسات الثقافية دائما إستراتيجية تقوم عليها وتنتهجها! ولنا أن نستشف مسار ثقافتنا من خلال المعطيات الماثلة أمامنا وما نتمناه حق مشروع في خضم الاهتمام المنقطع النظير بالثقافة! فها هي بعض المؤسسات أصبحت في عرفها تشبه المعسكرات الثقافية وبهذا أصبحت بعيدة كل البعد عن المصطلح الثقافي فلا تقوم بالعمل المهذب في الابتكار والتجديد! مؤسسات ثقافية سلطوية تنبذ المؤسسات الثقافية الأخرى مما ينبئ بالعقم الإداري الأحادي الرأي والذي لا ينسجم مع الأنماط الثقافية الحقة التي مبدأها الحوار، فتعمل على عزل المثقف وتهميش مؤسسات ثقافية ذات تاريخ مهم على مستوى الساحة فلا تقيم لها وزنا، فتتنصل من العلاقات الثقافية وكأنها وحدها تقوم بالفعل الثقافي تلتف حول نفسها تخطو كثيراً نحو مسافات غريبة فكأن مزمار الحي كما يقال لا يطرب!! إذن ثقافتنا المحلية في إطار الحوار المفقود! وكأن هناك مؤسسات تترصد بالأخرى! تشعرك بالمعسكرات المتأهبة! كأن الهيمنة رغبتها ومسلكها أما دور وزارة الثقافة كما نستشف فهو دور منافس مع الجهات الثقافية الأخرى فلا نرى دوراً تنسيقياً في ترجمة التطلعات إلى حيز الوجود! بل تتباعد خطوطها مع المؤسسات الثقافية الأخرى !! ومن المفترض أن تهيئ الوزارة المناخ الثقافي اللازم لترجمة مبدأ التعاون ما بين المؤسسات الثقافية!! ولنا أمثلة كثيرة بخصوص التباين الثقافي، فالمشاركات الثقافية الخارجية ذات سمات مختلفة فكل مؤسسة لها خطوطها فلا تنسجم مع المؤسسات الثقافية الأخرى فهذا التباعد الروحي لا يمثل ثقافتنا الواحدة الواعدة والتي نشأنا على سماتها وتجلياتها! والمثال الآخر الذي يراود كل معني بالشأن الثقافي حول معرضي أبوظبي والشارقة للكتاب السنوي، فلماذا لا يتم معرض واحد كل عام تحت مسمى معرض الإمارات الدولي للكتاب شأنه في ذلك الدول العربية والعالمية، فلا يضير إذا ما تم على غرار مدينتين أو أكثر!! وبهذا يجعلنا نشعر بأن ثقافتنا من شأنها المساهمة في خلق الروح الواحدة وإن تعددت الأهداف تبقى السمة المشتركة من خلال الأنشطة الثقافية المختلفة والتمثيل الخارجي وما سواها من الأهداف الثقافية البعيدة كل البعد عن الإفرازات الضعيفة غير القادرة على التحرر من القيود البالية بل على عكس ذلك فمن المفترض بأن الثقافة تقوم على مبدأ التحرر والشفافية والموضوعية في منهجها وعلى هذه الأسس والمبادئ يجب أن تصبح!!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©