الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميشيل ساران: «فنون الطهي» يستفز فضولي بتنوعه المتميز

ميشيل ساران: «فنون الطهي» يستفز فضولي بتنوعه المتميز
14 فبراير 2013 19:42
مر الأسبوع الأول من «فنون الطهي - أبوظبي» حاملاً معه الكثير من تعاليم المطابخ العالمية في تظاهرة سياحية باتت موعداً ثابتاً على أجندة أهم أحداث الضيافة في المنطقة. وتتواصل حتى الـ 20 من الشهر الجاري موائد المهرجان العامرة بتوقيع كبار الطهاة من حملة نجوم «ميشلين» الذين تستضيفهم فنادق الإمارة لإثراء قوائمها بلذائذ الطعم والأصناف. وبينهم الشيف الفرنسي ميشيل ساران، صاحب جائزة التميز الإبداعي في ابتكار أطباق الأرستقراطيين والمشاهير، الذي أبدى سعادة كبيرة بزيارة أبوظبي، مؤكداً أن مهرجان «فنون الطهي» استفزه بتنوعه وشموليته، وكثرة المشاركين فيه ما يوفر طيفاً واسعاً من التجارب التي تغني خبرته في مجال الطبخ. (أبوظبي) - لم يتردد الشيف الفرنسي ميشيل ساران أحد أشهر الطهاة العالميين، بحسب التصنيف الدولي من المجيء إلى أبوظبي بمجرد تلقيه الدعوة من إدارة مهرجان «فنون الطهي». على الرغم من انشغاله بإدارة مطاعمه المنتشرة في باريس وبرشلونة وبراج، متحمسا للتعرف إلى سوق الضيافة في عاصمة الإماراتية التي لمس نموها في مختلف المجالات، ما يجعلها برأيه محط أنظار المتخصصين في مجال خدمات الطهي. نظرة شمولية الشيف العالمي الذي يتألق بنجمتي «ميشلين»، و30 عاما من الخبرة العملية قدم خلال مشاركته في «فنون الطهي» عددا من ورش العمل والجلسات التدريبية. ويقول إن المهرجان يستفز فضوله بالتنوع الذي يشمل برنامجه ومطابخه. وهو يشارك في ابتكاراته الخاصة مع طهاة فندق «الشاطئ – روتانا» لإعداد قوائم طعام منتقاة لرواد مطعم «فينز». وكانت له نظرة شمولية على مختلف وحدات الضيافة في المنشأة السياحية، حيث أبدى إعجابه بمفردات الجودة المتبعة فيها من ضمن المعايير التي تفرضها الهيئات المختصة. ويذكر أنه لا عجب بأن أبوظبي تتبوأ مراتب الريادة على المستوى الدولي في مجال الخدمات، ولاسيما مع نمو القطاع السياحي فيها، وافتتاح أهم العلامات الفندقية المنتشرة على أراضيها. ويقول ساران، الذي يحرص على حضور مهرجانات الضيافة المرموقة، كالتي تقام في أميركا وسنغافورة وإيطاليا، إنه وجد بعدا جديدا في «فنون الطهي -أبوظبي»؛ وهو دقة الإشراف والمتابعة والتنسيق، سواء بالنسبة للفعاليات أو لمشاركات الضيوف الموزعة على أكثر من فعالية في اليوم نفسه. ويشير إلى أنه ممتن جدا لـ «هيئة أبوظبي للسياحة» التي لم تتأخر عن تلبية رغبته في زيارة أشهر المعالم في الإمارة. وعلى رأسها جامع الشيخ زايد الكبير، الذي أذهله بهندسته المعمارية وبأسقفه الشاهقة التي تتدلى منها أكبر الثريات على الإطلاق. وكذلك حلبة ياس، التي وجدها تحفة فنية متلألئة عند الواجهة المائية للإمارة، وعلى مقربة منها مدينة «عالم فيراري» حيث أمضى وقتا مسليا برفقة بعض الأصدقاء. ويضيف أنه وجد جزيرة السعديات جاذبة لكونه من عشاق الشواطئ البكر، حيث المجال واسع لاستقاء الأفكار والاسترخاء التام. نغمات الطهي يتحدث الشيف الفرنسي عن صعوبة المهنة التي بقدر ما تمنح الطاهي مركزا مرموقا وسمعة طيبة، فهي تأخذ الكثير من وقته وتفكيره. إذ لا يكفي العمل على أساس الخبرة لأن ميكانيكية الطهي داخل المطابخ تؤدي مع الوقت إلى الرتابة، الأمر الذي قد يهدد بخسارة الرواد. ومن هنا لابد من التجدد الدائم والبحث عن المزيد من خبايا النكهات، واكتشاف أكبر قدر من التوابل التي تعزز اختراع أطباق مختلفة. ويذكر ساران أن مهنة الطهي أشبه بالنغمات التي قد يستمع إليها المرء على أنها موسيقى، غير أنه لا يطرب بالطبع إلا للمستوى الجيد منها. وبحسب رأيه، فإن ما يميز طاه عن آخر، تماما كالذي يميز بين الموسيقى الكلاسيكية أو الشعبية وبين موسيقي عبقري وآخر يجمع نغمات ويخرجها من البوق من دون تنسيق. وهو يرد بذلك على كل من يقلل من أهمية مهنة الطهي، ويعتبرها مجرد جمع مكونات من المطبخ، ووضعها على النار. وعن قدرة الطاهي المحترف على منح تعاليمه للآخرين من دون الإبقاء على أسرار لمساته الخاصة، يؤكد ساران أن أحدا لا يمكنه استنساخ نفسه. ويذكر أنه مهما كان الطاهي أو صاحب المهنة الابداعية أميناً على نقل رسالته، فمن غير المنطقي أن يستطيع نقل إحساسه حتى لأبنائه وأقرب المقربين منه. ويقول إنه على مدار سنوات خبرته تحدث إلى الكثير من المبتدئين في مجال الطهي، وأجاب على أسئلة المهتمين وجماهير المهرجانات المختصة، غير أنه لم يجد نفسه في أي منهم. وهذا أمر طبيعي، لأن النجاح بقناعته يعني التميز وترجمة الأفكار المختلفة لتقديمها بقالب يشبه شخصية المبدع أيا كان. ويشير ساران إلى أنه لا يبخل بتقديم النصح أو الإرشاد لكل من يطلب رأيه، أو يستفسر عن طريقة إعداده الأطباق. وهذا ما يفعله عادة عندما يشارك في ورش العمل التدريبية حول الطهي، وكيفية التفنن في استخدامات المكونات، وتزيين الأطباق وكل ما له علاقة بالمذاقات المتناسقة. إضافة التوابل والفواكه من أهم النصائح التي يقدمها الشيف الفرنسي ميشيل ساران هي التعرف إلى نوعية التوابل التي يتم استخدامها في الطهي. وكيفية المزج بينها من دون أن يطغى مذاقها على المكونات الأصلية وإلا ضاع الطعم. وهو يوصي بإضافة الفواكه إلى الطعام المالح من باب منحه صبغة مختلفة تطرد الروتين وتفتح الشهية. وهو أكثر ما يستخدم البرتقال مع السمك والتمر مع اللحوم، فيما يتفنن بإضافة التفاح المطهو إلى الحلويات وجعله مادة أساسية لـ»الآيس الكريم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©