أحمد السعداوي (أبوظبي)
«الصنبور الذكي»، ابتكار يوفر كميات هائلة من المياه حال استخدامه، حيث شاركت به مدرسة المشاعل الوطنية، مؤخراً في «مبتكر 2018» الذي نظمته دائرة التعليم والمعرفة على كورنيش أبوظبي، وأحدث صدى طيبا بين عديد من القطاعات المجتمعية والجمهور، لما يحققه من أهداف الاستدامة والحد من الإسراف في استخدام المياه اعتماداً على تقنيات بسيطة وغير معقدة يمكن تعميمها في كافة المنشآت في المجتمع، سواء المنازل أو المدارس أو المستشفيات وغيرها من المباني، حيث شارك في المشروع طالبتان بالصف الثاني عشر، بذلتا جهوداً متواصلة على مدة عدة أشهر حتى يظهر الابتكار إلى النور ويجري تطبيقه عملياً بنجاح لافت.
وتقول الطالبة ياسمين فؤاد، إن الابتكار يستهدف ترشيد استخدام المياه والاستفادة منة بأقل تكلفة وكمية ممكنة، من خلال تطبيق معين على الهاتف المحمول، به خيارات متنوعة تبعا لاستخدامات الشخص، من غسل الأيدي، الاستحمام، الوضوء، وغيرها من أغراض استخدام المياه، ويتم توصيل التطبيق بشكل معين بصنبور المياه ليحسب كمية المياه المستهلكة لكل غرض من الأغراض والتحكم في كميتها.
توقيت محدد
وتوضح أنه باستخدام الصنبور الذكي، يبدأ في تغيير عاداته الاستهلاكية، وعلى سبيل المثال إذا كان عادة يستحم في فترة من 20 إلى 40 دقيقة، فيقوم بفتح التطبيق عبر «البلوتوث» دون استخدام الإنترنت، فيقوم باختيار توقيت محدد كأن يكون 30 دقيقة، ثم يتوقف الماء بعدها تلقائيا لمدة 5 دقائق، وتدريجيا يقوم بتقليل هذه الفترة الزمنية، وخلال هذه الفترة ينهي عملية الاستحمام، وكل دقيقة لها عدد معين من الليترات، مثلاً عملية الوضوء تستعمل 1/4 لتر في الدقيقة والاستحمام من 2 إلى 3 لتر في الدقيقة، وهكذا يحدث وفر هائل في المياه إذا عرفنا أن المعدل العالمي لاستهلاك الفرد خلال الاستحمام من 10 إلى 20 لترا في الدقيقة.
وقالت حبيبة إبراهيم إن أصعب مراحل تنفيذ الصنبور الذكي، تمثل في ضرورة إيجاد شريحة ملائمة لتنفيذ الفكرة، وهو ما توصلوا إليه بعد جهد كبير، غير أن تكلفة تلك الشريحة التي تركب أسفل كل صنبور حوالي 30 درهماً فقط، وهو رقم زهيد جداً لا يقارن بالتوفير المادي الهائل لمن يطبق الفكرة في منزله أو منشأته أيا كان نوعها.
خبرات جديدة
وأضافت كان التطبيق والشريحة، وهما العنصران الرئيسان في الصنبور الذكي، وبعد الانتهاء من المشروع وتجربته بنجاح تم الاشتراك به في فعالية مبتكر 2018 التي أتاحت لنا الفرصة لاكتساب خبرات جديدة ودعم مجتمعي لافت، وبالفعل وجدنا تشجيعا من جهات متعددة نظرا لأهمية الفكرة وطالبونا بتسجيل الفكرة.
وذكرت غادة المغربي، المشرفة على المشروع مع الطالبات، إن وسائل الترشيد لاستهلاك المياه عديدة منها ما يعتمد على سلوك الأفراد، ومنها ما يعتمد على ابتكارات تساعد الأفراد في الترشيد، ومن الممارسات اليومية والتي تؤثر بشكل كبير في المحافظة على المياه عدم ترك صنبور المياه مفتوحا أثناء الاستعمال.
عدد اليوم
