الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«لينا» يبحث عن الحرية.. و«لحيالة» يعيش في الإعصار

«لينا» يبحث عن الحرية.. و«لحيالة» يعيش في الإعصار
3 مارس 2018 23:17
السيد حسن (الفجيرة) لكي تنال حريتك لا بد أن تدفع الثمن، الحرية يدفع ثمنها أشخاص، وتدفع أثمانها أوطان، وكانت على مدى التاريخ هي المطلب الرئيس لعشاقها، وكم من تراب خضبته دماء الأحرار في كل بقاع العالم، وهذا هو صلب الفكرة للعرض المسرحي لدولة جاميكا «من الذي سيغني ل لينا» والذي قدم مساء الجمعة الماضي على خشبة مسرح دبا الفجيرة، ضمن عروض مهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الثانية، وهو من تأليف جانيس لي ليديل، وإخراج فاي ايلينغتون، وأداء الممثلة ماكيدا سولون. وتضافرت جهود فريق العمل وهم من جنسيات أميركية وأفريقية وبريطانية، ليقدموا لنا مفهوم الحرية الذي بات معلوماً لدى الجميع. الحرية مرة أخرى والعرض يحكي قصة سيدة سمراء، حاول مديرها الأبيض اغتصابها، فدافعت عن شرفها بكل قوة، حتى كاد الأمر أن يكون قاب قوسين أو أدنى، فتخلصت منه بالقتل، وهنا جاءت الرمزية في العرض بين لونين كانا ولازالا على مر التاريخ يتصارعان، الأبيض هذا المتعجرف الذي ينظر إلى اللون الأسود وكأنه ملكاً له. ونجح العرض فكرة وإخراجاً وبشكل عفوي وإنساني، في طرح تلك القضية التي بدأت من الجزء لتناقش الكل، من حادثة شخصية في إحدى ولايات أميركا، إلى قضية رأي عام تعم جميع أنحاء الولايات المتحدة وقت العنصرية. وكان لخصوصية البشرة السوداء أداء متمكن، وبرعت المؤدية في تقريب وجهة نظرها بشكل جيد وملفت في بعض سرديات العرض، وقد شعرنا بها وأحسسنا بمشكلتها العويصة. أداء موفق إلى حد كبير، تمكن فيه المخرج - كاتب النص – أن يصل إلى أغوار شخصيته النصية من خلال أداء الممثلة على خشبة المسرح. لحْيالة وقدمت سلطنة عمان في ذات اليوم العرض المسرحي «لحْيالة» من تأليف وإخراج محمد خلفان وتمثيل عبدالحكيم الصالحي، وتقوم فكرة النص على الإعصار الذي ضرب سلطنة عمان قبل سنوات، وما ترتب عليه من مآس إنسانية نتيجة تصدع البيوت وانهيارها، سيما تلك البيوت الواقعة على الشاطئ مباشرة. والنص في شكله بسيط، ولكن فكرته تلقي الضوء على إهمال البعض في علاج المشكلات الكارثية، ما يترتب عليها وقوع مآس للبشر، وقد عُوض ببيوت خشبية مؤقتة للعيش بها بدلاً من بيته الذي جرفه الوادي مع وقوع الإعصار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©