الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أميركا تشرك العشائر في رسم سياستها

أميركا تشرك العشائر في رسم سياستها
13 ديسمبر 2007 01:27
حذر خبراء من مخاطر السياسة الأميركية الجديدة في العراق بإشراك أبناء العشائر المتمردين السابقين في محاربة المسلحين المتطرفين التابعين لشبكة ''القاعدة، على استقرار البلاد في المستقبل· وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور نبيل محمد يونس لوكالة ''فرانس برس'' إن ذلك يمثل ''مغامرة خطرة''· وقد سعى قادة الجيش الاميركي منذ سقوط بغداد والاطاحة بنظام الرئيس العراقي الأسبق الراحل صدام حسين يوم 9 ابريل عام 2003 الى التعاون مع العشائر محاولا اتباع اسلوب الأتراك العثمانيين والبريطانيين الذين حكموا العراق· وكان تأثير العشائر خلال الحكم العثماني واضحأ جدا لكن دورها تهمش تدريجيا إبان الاحتلال البريطاني وتراجعت اهميتها بعد الاستقلال خلال عهدي الحكم الملكي الوطني والنظام البعثي السابق لكنها استعادت جزءا من مكانتها أواخر ثمانينات القرن الماضي عندما سعى صدام حسين الى كسب تأييدها· وقال القائد الأميركي اللفتنانت كولونيل مايكل ايزنشتات في مقال نشرته ''المجلة العسكرية'' التابعة للجيش الاميركي في شهر أكتوبر الماضي ''إن النتائج كانت متفاوتة بسبب الفهم المحدود لتركيبة العشائر المعقدة''· وذكر ان الاشهر الاولى بعد اجتياح البلاد ابرزت ''تاثيراً واضحاً للشيوخ والقبائل بدرجة مبالغ فيها''· ورأى أن القادة العسكريين الاميركيين ارتكبوا أخطاء في تعاملهم مع العشائر لدى دخولهم العراق· وقد تعاون هؤلاء مع شيوخ عشائر عينهم النظام السابق لكنهم يفتقدون الى المصداقية لدى عشائرهم· في المقابل، برز وجهاء محليون كمصادر مهمة للمعلومات والتشاور، حيث ساعدوا مثلاً في ملاحقة عناصر النظام السابق· وبمطلع العام الحالي حشدت العشائر الآلاف من ابنائها، بينهم متمردون سابقون، في محافظة الانبار بهدف ملاحقة متطرفي تنظيم ''القاعدة'' وساهمت العملية في تحقيق نتائج غير متوقعة عبر هزيمة المسلحين المتشددين وخفض مستويات العنف هناك· وقال ايزنشتات ''إن الأنبار أظهرت أن بإمكان العشائر لعب دور حاسم أحياناً''· وفي وقت لاحق، تم تطبيق تلك السياسة في بغداد ومناطق أخرى وسط البلاد كما يمكن تطبيقها في محافظات الجنوب حيث تنشط ميلشيات مسلحة· لكن الخبراء يحذرون من أن اللجوء إلى عشائر تريد الاحتفاظ باستقلالها وتقدم الولاء لمن يدفع أكثر تتضمن مخاطر أيضا· وقال يونس، إن سياسة واشنطن مع العشائر تسير وفق مبدأ ''فرق تسد'' من خلال تجزئة البلاد وتشجيع قوى محلية على حساب حكومة مركزية قوية· وأضاف محذرتاً ''ما دام الاحتلال مستمراً، ستكون مصالح الميليشات العشائرية ضد الاحتلال عاجلاً أم آجلا''· كما حذر أحد مهندسي سياسة قوات التحالف مع العشائر، القائد العسكري الأسترالي الكولونيل ديفيد كيلكلن، من''الخطر جراء تعزيز الميليشات على حساب المؤسسات والمجتمع المدني''· وقد عكست مجلة ''السياسة الخارجية'' الفصلية الاميركية ''فورين بوليسي'' في سبتمبر الماضي قلقا مماثلاً قائلة ''إن أوفياء اليوم قد ينقلبون بكل سهولة إلى أعداء الغد''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©