الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللاجئون في الأردن: أوضاع سوريا لا تطاق

اللاجئون في الأردن: أوضاع سوريا لا تطاق
15 فبراير 2012
الرمثا (ا ف ب) - في غرفة صغيرة داخل شقة متواضعة في الرمثا على الحدود الاردنية مع سوريا، جلس الحوراني بحزن وسط عشرات الاشخاص الذين جاؤوا لتعزيته في وفاة شقيقه الاكبر الذي قتل على يد الجيش السوري السبت، مؤكدا انه فر الى الاردن ليتجنب هذا المصير. وقال الحوراني (26 عاما) الذي نزح قبل خمسة اشهر مع زوجته وطفلته ابنة الثمانية اشهر من قرية المسيفرة التابعة لدرعا، ان “الاوضاع في سوريا اصبحت لا تطاق وما يتم بثه عبر وسائل الاعلام ما هو الا جزء بسيط من حقيقة ما يجري على ارض الواقع”. واضاف الحوراني الذي يرفض الكشف عن اسمه الحقيقي والذي كان يعمل مهندس كمبيوتر “نحن في حيرة من امرنا ولا نعرف ما يخبئه المستقبل لنا، انا دون عمل، واعتاش على المساعدات ولا اعرف ما مصيري”. ويتابع “اخبرني والداي بأن أخي استشهد السبت برصاصتين على يد الجيش مع 17 شخصاً آخرين خلال اقتحام الجيش لقريتنا”. واضاف “اعلموني بأنهم دفنوا الجثة سراً، وان الجيش دهم منزل والدي والمقبرة، بحثا عن مكان دفنه كونه شارك في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام”. وغادر الحوراني وافراد عائلته عبر معبر نظامي الى بلدة الرمثا الاردنية الحدودية مقابل درعا. وهو يعاني كغيره من اللاجئين السوريين الذي فاق عددهم ثلاثة آلاف في الاردن، نقصا في كل شيء من المواد الاساسية. وعلى غرار الحوراني، لجأ مصطفى (24 عاما) الى الاردن قبل ستة اشهر مع شقيقه الاكبر بعد ان تم اكتشاف مشاركتهم في المظاهرات وكتابة الشعارات المناوئة للنظام على حيطان مدينة درعا. وقال مصطفى الذي كان يبيع اجهزة الهاتف بانفعال شديد، ان “ايام بشار الاسد باتت معدودة، الجيش بدأ ينهار، وانا على يقين انه بعد شهر او شهرين كحد أقصى، لن يكون هذا النظام على رأس السلطة”. واضاف، وهو يتابع مع عدد من رفاقه السوريين باهتمام اخبار بلاده من تلفزيون وضع على طاولة صغيرة في شقة مستأجرة في ضواحي الرمثا، بينما كان يحتسي فنجان القهوة “لم يكن امامنا خيار سوى الهروب بعدما اكتشفوا أمرنا، اعلمنا والدينا بالامر وفي الخامس من سبتمبر، عبرنا الحدود بصورة غير رسمية وخلال نصف ساعة كنا في الرمثا”. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قالت مسنة غاضبة “الجميع خائف تركنا بلدنا دون ان نحمل معنا شيئا، فقط بعض الملابس”. واضافت دون ان تكشف هويتها “كل ما نريده هو الحصول على حريتنا”. اما ابو عماد الدرعاوي الذي رفض الكشف عن اسمه كاملا، فيقول وهو يمسك بسيجارة “اعتقلت في بداية الانتفاضة لمدة اربعة اشهر نقلت خلالها بين سجون عدة، وتعرضت للتعذيب بسبب كتابة شعارات على حيطان درعا مثل “أجاك الدور يا دكتور” و”الشعب يريد اسقاط النظام”. واضاف ابو عماد (30 عاما) الذي فر الى الاردن مع زوجته واطفاله الثلاثة “ضقنا ذرعا ولم نعد نتحمل وجود هذا النظام فوق رؤوسنا، لم نعد نخاف، لم يعد في قلوبنا أي خوف”. وقال سائق سيارة اجرة سوري يعمل بين الرمثا ودرعا، فضل عدم الكشف عن اسمه لاسباب امنية، ان “حركة التنقل بين المدينتين اعتيادية، لكنها بطيئة بسبب الاجراءات الامنية التي تتبعها السلطات السورية على الحدود”، مشيرا الى ان “الكل يخضع لعملية تدقيق غير اعتيادية بسبب وجود قوائم تضم اسماء آلاف السوريين الممنوعين من السفر”. ولسكان الرمثا الاردنية منذ القدم علاقات عائلية وقبلية مع سكان درعا السورية، بالاضافة الى التبادل التجاري. ويعتزم الاردن فتح اول مخيم لاستقبال اللاجئين السوريين الاسبوع المقبل. واعلنت الحكومة الاردنية مؤخراً جملة اجراءات للتخفيف عن السوريين الفارين إلى المملكة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©