الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعترف.. لم أستطع حماية الحكام واستقالتي نهائية ولا رجعة فيها

أعترف.. لم أستطع حماية الحكام واستقالتي نهائية ولا رجعة فيها
13 ديسمبر 2007 00:27
أحدثت استقالة علي بوجسيم من مجلس إدارة اتحاد كرة القدم وبالتالي من رئاسة لجنة الحكام صدى واسعاً ليس لدى قطاع التحكيم والحكام فحسب بل امتد الأثر ليشمل الساحة الرياضية الإماراتية نظراً لقيمة علي بوجسيم من ناحية وتأثير ذلك على الجهاز التحكيمي من ناحية ثانية وهذا هو الأهم والأخطر· وكان بوجسيم قد اتخذ قراراً آخر موازياً لقرار استقالته لا يقل عنه في القوة والتأثير وهو قرار سحب ترشيحه من انتخابات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الجديد والتي سوف تجري يوم 15 يناير المقبل، والأثر كان مدوياً لأن علي بوجسيم لم ينتظر اجتماع مجلس الإدارة الذي انعقد بالأمس برئاسة يوسف السركال لكي يتقدم إليه باستقالته بل أعلنها في ليلة أمس الأول ''للاتحاد الرياضي'' بعد أن أخبره الأخير بأن اتحاد الكرة قد أبلغ نادي الوصل بالعقوبة الاستئنافية الجديدة مما يؤكد أن القرار لا رجعة فيه ولا طعن، بل قُضي الأمر! واستكمالاً لما بدأناه تواصلنا مرة أخرى مع علي بوجسيم أمس وقبل اجتماع مجلس الإدارة ببضع ساعات بعد أن نما إلى علمنا أن هناك ضغوطاً كبيرة مورست لكي يتراجع بوجسيم خوفاً من حدوث فجوة في قطاع التحكيم أو خوفاً من حدوث تحرك غير محسوب من قبل الحكام بعد أن استقال رئيسهم ورمزهم· في البداية سألنا بوجسيم سؤالاً محدداً يقول: الناس تريد أن تتأكد من خبر الاستقالة، ومن خبر سحب الترشيح للانتخابات الجديدة، والبحث عن تأكيد الخبر يحمل في مضمونه عدم التصديق بأن شخصا في مكانة بوجسيم سوف يرحل تماماً ويتخلى عن قطاع التحكيم ليس في الفترة المتبقية على وجود الاتحاد الحالي بل لمدة (4) سنوات مقبلة أخرى على الأقل؟! قال علي بنفس نبرة أمس الأول وهو يعلن استقالته بلا تردد وبلا آسف على حد قوله، وقال بوجسيم مجدداً: استقالتي صحيحة 100% وسحب ترشيحي من انتخابات المجلس الجديدة أيضاً صحيح 100% ولا عودة عن ذلك لأنني وصلت إلى قناعة أنني ليس لي خيار آخر سوى الاستقالة والابتعاد فالمسألة في مفهومي وتقديري كانت ولازالت مسألة مبدأ فعندما لا أستطيع أن أوفر الحماية للحكام وأنا رئيس لجنتهم فلابد من الاستقالة والرحيل، واعترف أنني لم أستطع أن أفعل ذلك في الفترة الماضية بخاصة بعد أن اتخذ اتحاد الكرة قراره باعتماد عقوبة لجنة الاستئناف الجديدة والتي تقضي بتخفيف فترة الإيقاف على اللاعب الوصلاوي ماجد ناصر من 13 مباراة إلى 5 مباريات فقط، وإبلاغ نادي الوصل رسمياً· وقال بوجسيم: لم تمارس على شخصي أي ضغوط من أجل صرف النظر عن الاستقالة، وأؤكد هنا ''للاتحاد الرياضي'' الذي أعتز بعلاقتي معه وبمصداقيته أنني لن أتراجع بأي صورة من الصور حتى لو كانت هناك ضغوط سوف أحترمها وأقدرها تماماً لأن الجميع في الوسط الرياضي من مسؤولين وزملائهم في الأساس أصدقاء وإخوان وستظل علاقتي بالجميع علاقة مودة وحب سواء كنت في موقع المسؤولية أو بعيداً عنها، إذن أنا مستقيل بكامل إرادتي ورغبتي وهذا الموقف مبدئي ولن أحيد عنه بأي حال من الأحوال وبأي صورة من الصور· وسألناه وماذا عن ردود الأفعال المتوقعة من جراء ذلك لدى أسرة التحكيم بخاصة أن هناك إشاعة سرت كالهشيم في النار في الساعات الماضية تؤكد أن عقد التحكيم سينفرط بعد هذا القرار الجريء، وربما يصل الأمر إلى حد الإضراب؟! قال علي بوجسيم: أريد أن يفهم الجميع وبخاصة من سيحاول الاصطياد في الماء العكر أنني أعي ما أفعل تماماً، وكانت استقالتي التي هي تعني موقفي الشخصي كانت بمثابة أقل رد فعل من الممكن القيام به إزاء أزمة الحكام الأخيرة وما تعرضوا له من أذى من جميع النواحي وبعد أن تقاعسنا عن حمايتهم وحفظ ماء وجههم، وأتمنى أن يفهم الموقف على هذا النحو دون زيادة أو مزايدة! ويضيف بوجسيم: أنا حريص جداً ربما كنت حريصاً أكثر من أي شخص آخر على استمرار الدوري بآليته وبحكامه، وما كنت بالطبع اريد حدوث خلل في المنظومة الكروية بأي صورة من الصور، وأطمئن الجميع أن جهاز التحكيم سوف يعمل بنفس الآلية وبنفس الصورة التي كان عليها بل يزيد، وبالطبع أنا أرفض تماماً أي شكل من أشكال العصيان أو الإضراب، فهذه الأشكال الاحتجاجية ثقافة لا نرضاها في بلادنا ولا أعتقد مطلقاً أن الأمر من الممكن أن يصل إلى هذا الحد، والشائعات التي تمت في هذا الخصوص تبقى مجرد شائعات وربما تولدت لدى الآخرين من جراء الضرر الشديد الذي لحق بأسرة الحكام جراء الأزمة الأخيرة وبخاصة بعد قرار لجنة الاستئناف، وأنا حريص كل الحرص على استمرار الشرعية التحكيمية، والجهاز الذي يدير الحكام سيظل قائماً وسيقوم بواجباته خلال المرحلة المقبلة بلا تصدع، وفي نفس الوقت ما كنت بالطبع أريد من وراء استقالتي وضع اتحاد كرة القدم في حرج، هذا لم يكن في تقديري على الإطلاق· الخروج من الأزمة وأضاف بوجسيم: حتى نخرج من هذه الأزمة بعد استقالتي وبعد ابتعادي اقترح على الأخ يوسف السركال بضرورة أن يلتقي شخصياً وفي أقرب فرصة ممكنة بكافة الحكام العاملين بالاتحاد ويكون هدف هذا الاجتماع هو تطمين الحكام بأن هذا الموقف لن يتكرر في المستقبل، ولن يكون ذلك مجرد كلام بل من خلال إجراءات سوف أقترحها على السركال، وهي تأخذ خطين متوازيين الأول يتعلق ببعض مواد لجنة المسابقات التي لابد وأن تتغير لكي تشدد العقوبات على أي لاعب تسول له نفسه القيام بما قام به الحارس ماجد ناصر بأي صورة من الصور والثاني يتعلق بالمواد الحاكمة للجنة الاستئنافية بحيث تحكم هذه اللجنة من خلال قانون اللعبة وليس القانون المدني الذي يتعامل مع الخارجين على المجتمع والمجرمين· لابد وأن يحدث ذلك - يقول بوجسيم - حتى يأخذ الحكام المأمن من الآن وحتى تكون الصورة واضحة أمام الجميع من أجل المستقبل، هذا هو الإجراء الذي أقترحه على السركال من أجل حفظ ماء وجه الحكام وحتى يعودوا إلى الملاعب وهم أكثر ثقة وأكثر قدرة على تأدية مهامهم الصعبة· وفي ختام هذه التصريحات قال علي بوجسيم ''للاتحاد الرياضي'' إنه حرص على حضور اجتماع اتحاد الكرة ولن يعتذر، بل سيواجه الأمر وسوف يتقدم باستقالته رسمياً وسوف يسحب - رسمياً أيضاً - طلب ترشيحه للانتخابات الجديدة من اللجنة المختصة بهذه الترشيحات ومن حسن الحظ - يقول بوجسيم - إن وقت الإغلاق لم يتبق له سوى ساعات وأقصد إغلاق الباب أمام المرشحين وعدم حدوث تعديلات على الأسماء المتقدمة، وهذا الموعد سيحين بعد 48 ساعة فقط وهو يوم 15 ديسمبر الحالي· وأكد على أنه سوف يحرص على توديع زملائه في مجلس الإدارة وتوديع زملائه في لجنة الحكام، فهم جميعاً أحبة وأصدقاء ويجب علينا جميعاً احترام قرارات بعضنا البعض واحترام مواقفنا، فالاختلاف في الرأي لا يفسد أبداً للود قضية على الأقل من جانبي الشخصي· محمد عمر بنبرة حُزن: ضربة في الصميم لقطاع التحكيم سعيد عبدالسلام: تصاعدت أعمدة الدخان من أجواء التحكيم بعد أن علم الحكام باستقالة المونديالي علي بوجسيم رئيس اللجنة بسبب اعتماد قرار لجنة الاستئناف بتخفيض عقوبة ماجد ناصر حارس الوصل إلى خمس مباريات فقط حيث قال الحكم الدولي محمد عمر لم نكن نتصور أبداً أن تصدر لجنة الاستئناف هذا القرار ومن وجهة نظري الشخصية كنت أتوقع لو حدث تخفيض للعقوبة أن تكون 12 مباراة بدلاً من 13 لكي تتناسب مع الواقعة ، خاصة أن هناك لاعبين ارتكبوا نفس الجرم الذي ارتكبه ماجد ناصر وتم ايقافهم لمدة عام· وقال إن ما حدث يعد ضربة قوية للحكام والتحكيم ، فنحن كحكام دوليين لدينا الخبرة في التعامل مع مثل هذه الأمور ، أما بالنسبة للحكام الصاعدين فبالطبع يتساءلون في مثل هذه المواقف عن الحماية التي يجب أن تتوفر لهم من اتحاد كرة بصفته الدرع الواقي لهم · فالحكم يريد حقه فقط وصون كرامته ، فنحن ليس لدينا أي امتيازات سوى أننا نقوم بواجبنا الوطني· وتابع محمد عمر لو أن هذا الأمر قد تعرض له حكم دولي لتدخل الاتحاد الدولي بشكل مباشر كونه مظلة الحكام الدوليين ، لكن الواقعة حدثت مع حكم درجة أولى الذي يجب أن يحميه اتحاد الكرة· وبالنسبة لاستقالة بوجسيم أشار محمد عمر: حقيقة كنت أتوقع هذا القرار من رئيس اللجنة لمعرفته به رغم أن بعض زملائي عارضوا رأيي عندما توقعت ذلك ، والآن من الممكن أن تستجد أشياء أخرى، منذ دخول علي بوجسيم ورئاسته للجنة الحكام وقضاة الملاعب يشعرون بحالة من الارتياح لأنه واحد منهم وله تاريخ طويل وناصع البياض،والكل يتساءل ماذا لو كان رئيس اللجنة من خارج الحكام ، بالتأكيد ستكون هناك مشكلة لأنه لن يشعر بشجون الحكام ولن يعي الكثير بأمورهم وهنا يصبح الأمر أشبه بالكارثة وبوجسيم يعرف أن الجو غير ملائم ولا يمكن أن يستمر طالما أنه كرئيس لا يستطيع حماية الحكام· وأضاف قرار بوجسيم الخاص بالاستقالة قوي وفي مكانه الصحيح رغم أنه خسارة كبيرة للحكام والتحكيم الإماراتي سواء على النطاق المحلي أو الخارجي نظراً لخبراته العريضة وعلاقاته القوية المترامية الأطراف ونحن كحكام دوليين سنتأثر بهذا القرار· وعن توقعه للسيناريوهات المنتظرة قال الحكم الدولي من الخطأ بالنسبة لي كمحمد عمر أن أنسحب من سلك التحكم لأنني أشبه بالجندي الذي لا يجب عليه أن يرمي بسلاحه تحت أي ظرف من الظروف ، وبالعكس نحن مع اتحاد الكرة في خندق واحد والاتحاد هو المسؤول عن حمايتنا ، أما إذا تخلى عنا في الأوقات الصعبة فهنا يصبح الأمر مشكلة كبيرة· وقال أيضاً : الأمور الآن انتهت والقرار صدر لكننا نريد قرارات قوية ورادعة تجاه اللاعبين الذين يفكرون في الخروج عن النص وأتمنى أن يكون ما حدث درساً قاسياً للحارس ماجد ناصر وباقي اللاعبين ، لكننا ننتظر من اتحاد الكرة الجديد قرارات صارمة وحماية فالظروف العالية تظهر الغيوم في الجو· وعن نصيحته للحكام الصاعدين والشبان قال محمد عمر: ما حدث يعد غلطة كبيرة ودرس يجب على الجميع الاستفادة منه، والحكم قد يتعرض لمواقف كثيرة عليه الاستفادة منها ،وبالتالي لا أشجع الحكام الشباب والصاعدين على ترك التحكيم لأنه أشبه بالجندي الذي لا يجب أن يرمي سلاحه ، فالتحكيم لابد أن يصاحبه شجاعة ومثل هذه الأمور لابد أن نتقبلها بقوة ونواجهها بشجاعة· وفي النهاية قال: إن اتحاد الكرة هو مظلتنا وعليه أن يرد لنا كرامتنا وكم أسعدنا تعاطف الشارع الرياضي معنا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©