الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اعرفي حقوقك

21 مارس 2010 20:35
من الطبيعي أن يشار إلى الرجل، وإلى الثقافة الذكورية المتسلطة عندما يكون الحديث عن المرأة وحقوقها، أو معاناتها القهر أو التمييز أو العنف بأي شكل من أشكاله، وعادة ما نتجاهل دور المرأة نفسها، ونغفل حتمية استنهاض إرادتها، وشحذ وعيها بما يجب أن تعيه وتدركه، فالمرأة نفسها أحد العوامل الرئيسية لكثير من أنواع العنف والاضطهاد في كافة المجتمعات، وعلى امتداد سجلات التاريخ الإنساني، وذلك لتقبلها أي شكل من أشكال العنف واعتبار التسامح والخضوع والخنوع أو السكوت عليه كرد فعل لذلك، وهو ما يجعل الآخر يأخذ في التمادي والتجرؤ أكثر فأكثر. وقد تتجلى هذه الحالة أكثر عند فقد المرأة من يُلتجئ إليه، ومن يقوم بحمايتها ويساندها، في ظل أسباب ثقافية ومجتمعية بالية كالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه، وما يتمتع به من حقوق وواجبات. وهذا الجهل قد يكون غالباً من الطرفين المرأة والمُعنِّف لها» الرجل»، فجهل المرأة بحقوقها وواجباتها من طرف، وجهل الآخر بهذه الحقوق من طرف ثان، وهو ما قد يؤدي إلى التجاوز وتعدي الحدود، بالإضافة إلى تدني المستوى الثقافي للأسر والأفراد، والاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين بالأخص إذا كانت الزوجة هي الأعلى ثقافياً، وهو ما يولد حالة من التوتر وعدم التوازن لدى الزوج كردة فعل له، فيحاول تعويض هذا النقص باحثا عن المناسبات التي يمكن انتقاصها واستصغارها بالشتم أو الإهانة أو حتى القسوة والضرب. ومن ثم يجدر الانتباه إلى الأسباب التربوية والنفسية التي تكون أسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد هي التي تولد لديه العنف، إذ تجعله ضحية له حيث تشكل لدى المعتدي شخصية ضعيفة وتائهة وغير واثقة. وقد يكون الفرد شاهد عيان للعنف كالذي يرد على الأمهات من قبل الآباء، بحيث ينشأ على عدم احترام المرأة وتقديرها واستصغارها، فتجعله يتعامل بشكل عنيف معها.ولا نغفل العادات والتقاليد والأفكار المتجذرة في ثقافات الكثيرين والتي تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى، وهو ما يؤدي ذلك إلى تصغير وتضئيل الأنثى ودورها، وفي المقابل تكبير وتحجيم الذكر ودوره. حيث يعطى الحق دائما للمجتمع الذكوري للهيمنة والسلطة وممارسة العنف على الأنثى منذ الصغر، وتعويد الأنثى على تقبل ذلك وتحمله والرضوخ إليه، إذ إنها لا تحمل ذنبا إلا أنها ولدت أنثى. ولا يخفى ما لوسائل الإعلام من دور يساهم به في تدعيم وتكريس هذا التمييز، وتقبل أنماط من العنف ضد المرأة في البرامج التي تبث استغلالها بشكل غير سليم. ولا أظن أن أي جهد لمكافحة هذا التمييز لا يمكن أن يؤتي ثماره بشكل ملموس، دون أن تعي المرأة نفسها بحقيقة دورها، وبما يمكن أن تسهم به من إيجابية وفاعلية قبل أن تتطلع إلى دور الرجل في نفس الاتجاه، فالعلم بالحقوق لا يعني الخنوع بأي حال من الأحوال. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©