الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ربيع حار لسحر خليفة إلى الألمانية

ربيع حار لسحر خليفة إلى الألمانية
7 ابريل 2008 01:42
صدر حديثا باللغة الألمانية رواية ''ربيع حار'' للكاتبة الفلسطينية سحر خليفة، والتي لاقت استحسانا من القارئ الألماني، وذلك لما تحمله الرواية من طابع محلي، إذ دائما ما تحمل أعمال سحر خليفة هموم شعبها التي تعيشها، تتفاعل معها، تشخصها، تنتقدها، وتسعى إلى التغيير، حيث تتمركز روايتها ''ربيع حار'' في غالبيتها في نابلس مسقط رأس الكاتبة، وتمتد إلى بعض المناطق الأخرى في الضفة الغربية المحتلة كلما دعت الحاجة أبطالها إلى ذلك· في مقدمة الرواية تحاول سحر خليفة أن تعالج مأساة جيل يعاني التخبط والتشتت والضياع واللامبالاة وجنوحه نحو الخيال واللهاث وراء القيم الاستهلاكية، مجسداً بشخصيتي العمل الرئيستين: مجيد وأحمد القسام بالتضاد مع شخصية الأب الواقعي العصامي الوطني والمنغمس في الهم اليومي للناس، والذي ينسجم مع طبيعة عمله كصحفي وكإنسان من مواليد وجيل النكبة، فالشابان من جيل الانكسارات يحملان وعي الهزيمة، لا يجدون أنفسهم في آخر المطاف إلا قنابل موقوتة أمام ضبابية المستقبل· فالأخ الأكبر مجيد القسام يشغله في البداية هاجس الظهور والشهرة إلى شخصية يتبدل موقعها وموقفها عبر مقتل ابن الوشمي، إحدى شخصيات الرواية، إلى تغييره وتطرفه وانخراطه بالعمل الفدائي وإصابته خلال الحصار ومعاناته الجوع والعطش، إلى شخصية انتهازية لم تحترم ذاكرتها وإنما عملت على المتاجرة بهذا الماضي للوصول، فاقداً الحس الإنساني، مديراً ظهره للأهل وللحبيبة، فالذي يخون وطنه يخون حبه، ومن لا يملك الوفاء لوطنه لا يملك الوفاء لحبه· وعلى النقيض من ذلك كان تبدل وتحول شخصية أخيه أحمد القسام، الشخصية التي تشكل بؤرة السرد، وأرادت الكاتبة الإعلاء من شأنها والانحياز إلى قيمها، عندما احتلت مقدمة الرواية، فتقدمه للقارئ ذاك المراهق الضعيف الخائف الهش المرتبك؛ ومما يدلل على حالة الارتباك هذه حالة التأتأة، إلى أن يتم احتجازه عند اليهود على أنه مشروع عمل استشهادي، وهذه الواقعة كانت أشبه بمحرض ومحفز ساهمت في صحوته وإنضاج وعيه ليلتحم بالواقع ولينغمس بالهم اليومي، وينخرط بالعمل الإنساني كمتطوع لمساعدة الجرحى والمصابين· إن رواية سحر خليفة تحمل رسالة حب، رسالة سلام للفلسطينيين والاسرائيليين معا، مع أن الرواية مليئة بأحداث العنف التي يمارسها الاحتلال، ويفرضها على الشعب الفلسطيني، هذا العنف الذي تمثل في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وبناء مستوطنات يهودية عليها، كما تمثل أيضا في عمليات اقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وقتل البشر، وتدمير البيوت والمزارع والمرافق الاقتصادية والبنى التحتية، هذا الاحتلال البغيض يحمل مسؤولية كل ما يجري في الأرض الفلسطينية من أعمال عنف يمارسها، والتي خلقت بدورها أعمال عنف مضاد، والمؤلفة لا تقول ذلك مباشرة، لكن طريقة سردها لعملها الروائي بفنية عالية توصل القارئ إلى هذه النتيجة·
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©