الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعديات تحتضن «آرت سكيب» للفنون المعاصرة

السعديات تحتضن «آرت سكيب» للفنون المعاصرة
21 مارس 2010 20:27
احتضنت جزيرة السعديات مساء امس الاول جمهورا واسعا جاء من مختلف الإمارات، ضيوفا ومقيمين، ليشهد معرض الفنون المعاصرة “آرت سكيب مدينة” الذي يعكس مشاهد ولوحات فنية وجمالية تبين التحولات التي حدثت في المدن العربية خلال القرن الماضي وبدايات القرن الجديد، وقد نظمت هذا العرض المتنوع الجميل “شركة التطوير والاستثمار السياحي” التي تعمل على إعمار هذه الجزيرة التي ستكون منارة عالمية تضم أحدث ما أبدعته المخيلة الإنسانية من روائع فنية ومعمارية وأثرية لأجمل ما في المدن العربية والعالم. وهذا المعرض حضره معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي حيث قام بجولة اطلع فيها على النماذج والمجسمات المعروضة للمشاريع التي يجري العمل لإقامتها على هذه الجزيرة. وكان معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قد شهد عددا من الفعاليات الفنية وعروض الرسم والموسيقى والخط، إضافة إلى الحكواتي الذي قدم حكاية إنسانية هادفة عن العلاقات الإنسانية والأخوية بين الغني والفقير في مصر والعراق كرمز للعلاقة الأخوية القائمة بين أبناء الأمة العربية جميعها. ورشة عمل لرسوم الأطفال وقد تضمن المعرض ورشة عمل لرسوم الأطفال وألعابهم، كما ضم في جانب آخر لوحة من الخطوط الفسفورية اشترك فيها إنجازها كل من الفنانين المتميزين: الخطاط الإماراتي محمد مندي والخطاط الصيني حاجي نور الدين، وقد وضعت هذه اللوحة المشعة في غرفة معتمة ينظر إليها من خلال شقوق مستطيلة في جدار الغرفة. ومن الفقرات الفنية الجميلة التي استمتع بها الحضور تلك الأنغام العذبة التي عزفتها فرقة زرياب الموسيقية، وقد جاءت مزيجا من الألحان العربية وموسيقى الجاز اشترك في أدائها كل من باسكال على الإيقاع، رامي على الجيتار، خليل على القانون، وهاروكا على الكمان، وهم من لبنان وسوريا واليابان. وكانت شاشات العرض المنتشرة في مركز الزوار بمنارة السعديات قد قدمت مشاهد من تطور بعض المدن والصحارى العربية، وخاصة في الإمارات بين الماضي والحاضر. وكان لنا لقاء مع الفنان محمد مندي، يقول: “كنا قد أقمنا ورشة عمل بالألوان والفرشاة بين فن الخط العربي والخط الصيني، واليوم تجربة جديدة وهي التخطيط بالفسفور لتظهر هذه الخطوط في اللوحة من خلال فتحات جدران غرفة مغلقة عبر شقوق مستطيلة ضيقة، ليبين حركة الحرف، وكيف يكتب مع الموسيقى، وإن شاء الله سوف نطور هذه الفكرة بحيث تظهر حركة الحروف بدون ما تشوف اللوحة، إنها تجربة جيدة وحلوة، وهذا التعاون مع الفن الصيني دليل أن تراثنا العربي فيه نكهة، وإن شاء الله في المستقبل سيكون لي معرض في الصين، يتضمن اسم الصين بأنواع الخطوط العربية، وبشتى التكوينات الإسلامية، ومن الممكن أن أكتب الكلمات الصينية عن تراثهم، وهذه الفكرة لا تصلح إلا للصين، وستكون إهداء لمتحف شنغهاي”. ويقول الفنان حاجي نور الدين: “أنا سعيد جدا بهذا العمل الفني المشترك الذي قمنا به في أبوظبي وآمل أن تتطور التجربة لأن في تاريخنا قبل 1300 سنة دخلوا الإسلام بالصين وكانوا يكتبون بالريشة والفرشاة بأسلوب صيني، وهذا فن تقليدي عندنا، والتاريخ يعرف هذه الرسومات الفنية من الخط. فن الموسيقى ومن الرسم إلى الموسيقى لنستمع إلى الفنان خليل الغادري عازف القانون في هذه الأمسية الفنية يقول: “اليوم الفرقة قدمت معزوفة مناسبة مع الأجواء الموجودة للقصة التي قدمها الحكواتي والتي تدور بين الإمارات ومصر وبغداد، والوطن العربي بشكل عام، هذه قصة لشخصين واحد فقير والثاني غني يلتقيان في جو من التفاهم وتنشأ بينهما علاقة أخوية حميمة من الألفة والمحبة حيث الغني يساعد الفقير، ويصاب الغني بالفقر وتدور الأحداث حول التعاون الإنساني والتراحم والمحبة، وتهدف الحكاية إلى بناء الخير والتعاون بين الأخوة كما تؤكد على أن الإنسان مثل ما يزرع يحصد، والمقطع الموسيقي جاء يناسب هذه الأجواء. سيد رجب ممثل وحكواتي من مصر ضيف على هذا المعرض يقول: “قصة الحوادث الشعبية المستنبطة من ألف ليلة، أخذها زي ما يقال من الناس، كان فتوح أحمد زي ما سمعها من الناس وجمعها، مثل السيرة الهلالية. وأنا في هذه الأيام أحكي حكايات شعبية، يمكن جلسات وسهرات الحكواتي صارت قليلة، لكن بدأنا بالشكل الجديد وهو إحياء قصص من الماضي ومن الواقع، بالاستفادة من التراث والحديث مثل مذكرات الفرماوي”. وكم كان الأطفال فرحين ومستغرقين في أشغالهم وهم يضعون ما يدور في رؤوسهم من أفكار في ورشة الرسم ليعملوا على بناء مدينة الأحلام، وكل طفل يصمم ويبني مدينته كما يتصورها سواء بالمعجون أو بالرسم والألوان، أو بترتيب المكعبات الملونة، هكذا كانت الطفلة ثناء الأشقر تعمل مجسم مدينة من المعجون، والطفلة سالودين بالفرشاة والألوان. بكل هذه العروض الفنية الجميلة والمفيدة والممتعة احتفى معرض “آرت سكيب مدينة” مختتما الأيام الأخيرة لمعرضه الذي حمل عنوان “الاغتراب الثاني: نهوض وتداعي المدن العربية”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©