السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مجلس «شما محمد للفكر» يستضيف العميمي

مجلس «شما محمد للفكر» يستضيف العميمي
20 ابريل 2016 23:49
العين (الاتحاد) برعاية وحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، وبحضور حشد من أعضاء مجلس الفكر وسيدات المجتمع من إمارات الدولة كافة، ممن لهن اهتمامات في مجال القراءة، استضاف مجلس «شما محمد للفكر والمعرفة» ندوة حوارية مع الكاتب الإماراتي سلطان العميمي مساء الاثنين (18 أبريل 2016م)، أدارتها الدكتورة رفيعة غباش مؤسسة متحف المرأة في دبي، لمناقشة روايته «ص.ب 1003». وقالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان في كلمة ترحيبية، افتتحت بها الجلسة: «أرحب بيننا اليوم بواحد من فرسان الكلمة الإماراتيين الذي شكل بالكلمة لوحات من الإبداع، وقدم لنا الكلمة شعراً وسرداً، وامتلك ناصية الحرف، فأبدع وأثرى الحركة الأدبية الحديثة في الإمارات. أرحب بالأخ والأستاذ سلطان العميمي الشاعر والقاص والروائي، حيث نلتقي به اليوم بعد أن أبحرنا في روايته الأولى (ص.ب 1003) التي نقلتنا إلى مرحلة الثمانينات، تلك المرحلة التي كانت هواية المراسلة وجمع طوابع البريد من أهم قنوات التواصل المجتمعي فيها، وأعتقد أننا جميعاً مررنا بهذه المرحلة. لقد استرجعت معها جزءاً من الماضي البعيد الذي كاد أن يفقد من الذاكرة. فشكراً لإبداع قلمك أخي الفاضل سلطان العميمي الذي أعاد للذاكرة ذلك البريق الجميل». وعلقت الشيخة شما على الرواية بقولها: «الرواية ذات صوت شاعري جميل، ولم تحمل أي تعقيدات فلسفية أو فكرية، وكان لفكرة استنطاق الجمادات المحيطة بالأبطال، صداها الجميل في الرواية، خاصة صندوق البريد ورسالة البريد». ثم طرحت الشيخة شما بعض الأسئلة التي تفرضها أحداث الرواية التي تعيش علياء «بطلتها» صراعاً خفياً بين ثقافة المجتمع الإماراتي وثقافة المجتمع الغربي التي تختلف فيهما الكثير من المعايير الإنسانية، فهل ما زال هذا الصراع في المجتمع حالياً؟ أم أن هناك تغييراً قد حدث في آلية الصراع بين ثقافة الموروث وثقافة الآخر؟ وأضافت: «بالنسبة لحضور شخصية الشيطان، كانت مثار استفهام، وكأن الكاتب يقدم مبرراً خارجياً لتصرف علياء، وكأنه يحاول أن يجد لها وللبطل براءة من التهمة، ليحافظ على نقاء الشخصيتين، ما جعله يقدم شخصية الشيطان قرباناً لهذا الحرص، ذلك أنني حين استبعدت شخصية الشيطان عن سياق الرواية، لم أشعر بأي تغيير في سياقها السردي ولا مدلولاتها الفكرية.. أم أن لك رؤية أخرى حول تضمين تلك الشخصية داخل العمل الروائي الرائع الذي بين أيدينا؟ أما السؤال الأخير فهو: ما علاقتك بالأرقام حيث كتبت سابقاً مجموعة قصصية بعنوان (الصفحة 79 من مذكراتي)، واليوم نناقش روايتك (ص.ب 1003) فهل للأرقام مدلولات خاصة لديك؟». وفي إجابته عن الأسئلة، عبّر سلطان العميمي عن سعادته وسروره بالمجلس، وما يقدمه من أنشطة ثقافية نسوية، والذي يعد منشطاً من مناشط الحراك الثقافي بأسلوب أدبي راق جميل، وأوضح أن الأرقام تحمل بالتأكيد رمزية في ذهن الكاتب، ولا تأتي عبثاً، ومثَّل على ذلك بالرقم الجامعي وتاريخ الميلاد ورقم الشارع وغيرها. وكشف العميمي عن كون إصداره الجديد يحمل عنوان «غرفة واحدة لا تكفي»، وأنه سيقوم بتوقيعه خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ثم أوضح أن هناك علاقة بين الإنسان والشيطان وضميره، ولا يمكن أن تتماثل جميعها.. لذا سيكون هناك تباين في لغة وصوت كل منهما وفق مستواه الكوني. هذا وقد عبرت الحاضرات عن سعادتهن بمضمون الرواية وأحداثها وأسلوبها، سواء من حيث الحبكة أم السرد الفني أم التقنية المستخدمة، وأشرن إلى ذلك إنْ دل على شيء فإنما يدل على قدرة الكاتب وتمكنه وإتقانه، إذ إنها مكتوبة بلغة سهلة، خالية من الغموض، مستنطقاً الجماد ببراعة عالية. ورأينَ أن ما يميز هذه الرواية هو الإصرار على تثقيف القارئ، وحثه على القراءة وأهميتها، وتوعيته بالتاريخ الإماراتي، وتراثه وعلاقاته الاجتماعية، فالرواية لا تقدم حدثاً واحداً، لكنها تقدم سروداً، تنفصل حيناً وتتصل أحياناً، وتتقاطع هنا وتتقابل هناك، وتنتمي في نمط خطها وأسلوبها السردي، وبنيتها المفتوحة إلى أدب ما بعد الحداثة، فضلاً عن توافر عنصر التشويق رغم حرص الكاتب على ذكر المعلومات التاريخية في ما يتعلق بالأماكن والتوقيتات. واختتمت الشيخة الدكتورة شما اللقاء كما بدأته بشكر الكاتب سلطان العميمي على إبداعه ونشاطه الثقافي. فكرة الرواية تدور أحداث الرواية في الثمانينيات أيام المراسلة، بين طالبة إماراتية تدرس في لندن وشاب إماراتي في مدينة الذيد، وبعد أسابيع من بدء المراسلة بينهما، يتوفى الشاب في حادث سيارة، فيستولي موظف في البريد على صندوق بريد الشاب ورسائله، ليبدأ في تقمص شخصية الشاب الراحل ومراسلة الفتاة، وبعدها تتوالى مجموعة من الأحداث المثيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©