السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الصين وتايوان... جولة ثالثة من محادثات التعاون

4 مايو 2009 23:16
يوم الأحد الماضي، وقعت الصين وتايوان المتنازعتان، طائفة من الصفقات في مجالات التجارة، وأقر الطرفان باتفاقية حول مقاومة الجريمة في مدينة ''نانجينج''، وذلك في إطار الجولة الثالثة من المحادثات التي تتم بينهما والتي بدأت منذ عام تقريباً• والتقدم في العلاقات الصينية -التايوانية يمضي بخطى حثيثة للغاية، بيـــد أن الســؤال الذي يردده الكثيرون في تايوان في الوقت الراهن، بعد أن تم قطف معظم الثمار الدانية في مجالي التجارة والنقل هو: ما الذي سيحدث بعد؟ أو بصياغة أخرى: ما هي الخطوة التالية؟ فبكين، تعتبر تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي جزءاً من أراضيها، وتتوق لرؤيتها، وقد عادت إلى الحظيرة الصينية، كما تأمل في انتقال المحادثات بينهما إلى مناقشة المسائل السياسية• ولكـــن الرئيــــس التايوانــــي، ''ما ينج -جيو'' استبعد مناقشة موضوع الوحدة مع الصين خصوصاً، بعد مشاعر القلق المتزايدة التي أبدتها أطراف المعارضة المؤيدة لاستقلال الجزيرة، وذلك بسبب الحد الذي ذهب إليه الرئيس في سياسته الخاصة بالتودد للصين، والسرعة التي مضت بها تلك السياسة• يوضح''لن وين - تشنج'' خبير العلاقات الصينية - التايوانية، والأستاذ بجامعة ''صن يات - صن'' في مدينة ''كاوهسايونج'' ثاني أكبر مدن الصين ومستشار رئيسين سابقين هذه النقطة بقوله: ''بعض الناس يعتقدون أن حكومة ما ينج - جيو قد قدمت تنازلات أكثر مما يلزم في موضوع سيادة تايوان''• يوم الأحد الماضي، وقع الطرفان اتفاقيات تتعلق بتعزيز رحلات الطيران عبر المضيق، وتعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الجريمة، والتعاون الاقتصادي ،كما أصدرا أيضاً بياناً يسمح بالاستثمارات الصينية في تايوان• ومثل هذه الصفقات تلقى دعماً من الأغلبية هنا، وهو ما يتبين من استطلاع رأي تم إجراؤه بتكليف من الحكومة، أوضح أن 53 في المئة من الصينيين سعداء بمعدل سير عملية الانفتاح بين الدولتين أو حتى يعتقدون أنها تمضي ببطء أكثر مما ينبغي، مقارنة بـ34 في المئة يرون أن تلك المحادثات تجري بإيقـــاع أسرع مما ينبغـــي• على الرغم من ذلك، هناك عوامل عديدة يمكن أن تثبط من الدعم الذي يمكن تقديمه للصفقات الجديدة التي تتوصل لها الدولتان مستقبلا• فنتيجة للتداعيات التي ترتبت على الانكماش الاقتصادي العالمي، فشلت سياسة الانفتاح على الصين -حتى الآن على الأقل -في تنشيط الاقتصاد التايواني على الرغم من الوعود التي قدمها الرئيس، وهو الأمر الذي أضر بشعبيته كما يتبين من حقيقة أن نسب تأييده حسب استطلاع الرأي الذي أجراه ''مركز الآراء العالمية والأبحاث المسحية، الذي يتخذ من ''تايبيه'' مقراً له• مع ذلك، يقول النقاد إن الرئيس''ما ينج - جيو''، قد قدم تنازلا خطيراً عندما تبنى مبدأ ''صيــــن واحــــدة''، الــذي تدعــــو إليـــه بكيــــن• يعلق ''باريس تشانج'' المسؤول في الحكومة السابقة المؤيدة للاستقلال، على ذلك، في مقال له نشر في صحيفة ''وول ستريت جورنال:''إن الحل الأفضل للسياسيين والناخبين التايوانيين هو فهم اللعبة التي يجيد الرئيس الصيني ''هو جنتاو'' وحكومته لعبها• وإذا لم يحدث ذلك، فإن الشيء الذي قد يحدث هو أن تجد الجزيرة نفسها محبوسة في قفص الشعار الذي ينادي بصين واحدة قبل أن يدرك أي أحد كيف وصلت الأمور إلى هذه النقطة''• ويقول ''لن'' من جامعة ''صن يات صن'' إنه قد سمع شكاوى من عدد كبير من التايوانيين أعربـــوا له فيها عن قلقهـــم من التآكل المتزايد في سيادة الجزيرة• بل إن بعض رجال الأعمال الذين تحدث معهم تساءلوا عما إذا كان بلدهم سيقوم بإجراء انتخابات رئاسية، عام 2012 أم لا• وعلى الرغم من أن مثل هذا النوع من الأحاديث قد يكون مبالغاً فيه، فإن''لين'' وآخرين، يصرون على أن الرئيس التايواني لن يدخل في مباحثات سياسية مع الصين، لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار سياسي له ولكن ''لن'' حذر، مع ذلك، من أن الرئيس ربما كان يلعب لعبة خطيرة، وأنه بحاجة بالتالي للعمل بشكل أفضل من أجل صياغة إجماع وطني على سياسته تجاه الصين• يوضح''لين'' هذه النقطة قائلا:'' على الرئيس أن يكون في غاية الحذر في تعامله مع الصين والسبب الذي يجعلني أقول ذلك أن الصين مفاوض شديد المراس للغاية علاوة على أن حكومتها لا تواجه أي نوع من المعارضة داخليا فهي ليست منقسمة على نفسها مثلنا ''• وعلى الرغم من التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات التجارية بين البلدين، فإن مشاعر عدم الثقة بينهما لا تزال قوية، وفقاً للاستطلاع السابق الإشارة إليه، والذي يبين أن 41 في المئة من التايوانيين لا يزالون يعتقدون أن الصين تتخذ موقفاً غير ودي تجاه الشعب التايواني، مقابل 40 في المئة يعتقدون أن العكس تماماً هو الصحيح• على الرغم من ذلك، فإن الصين تبدو سعيدة بما تحقق حتى الآن في مجال تحسين العلاقات بينها وبين تايوان وتقول إنه ليس لديها أي أوهام بشأن المدى الذي يمكن أن تمضي به تلك المحادثات• يشرح''شي ينهونج'' الأستاذ بجامعة ''رينمين '' في بكين هذه النقطة بقوله:''لو كنا مثاليين فإننا كنا سنأمل في تحقيق المزيد خصوصاً في مجال العلاقات السياسية غير أن الحقيقة هي أننا غير مثاليين• لذلك فنحن نقول إننا سعداء بالتقدم الذي تحقق حتى الآن، ونتفهم تماماً الاعتبارات السياسية التي يضعها الرئيس''ما ينج - جيو'' في اعتباره، وندرك أننا لو دفعناه للتحرك بشكل أسرع، فإن جهودنا يمكن أن تخفق في تحقيق أهدافها المنشودة ''• جوناثان آدامز تايبيه-تايوان ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©