الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

البث الحصري أفقد الرياضة القيم الأخلاقية

البث الحصري أفقد الرياضة القيم الأخلاقية
12 ديسمبر 2007 00:03
تحولت الرياضة إلى صناعة وتجارة إعلامية من خلال الحقوق الحصرية في نقل واحتكار البطولات ويتأرجح حق المشاهدة بين التشفير والاحتكار·· ودار حديث مطول حول هذه القضايا في الندوة الرابعة لمهرجان القاهرة للاعلام العربي الثالث عشر·· وشارك فيها صلاح الدين معاوية مدير عام إذاعات الدول العربية والدكتور زهير عمار خبير اللجنة الأولمبية الدولية لإدارة البرامج والتدريب وخبير التسويق، وعلي داوود مستشار راديو وتليفزيون العرب، وأسامة الشيخ رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة وأدارها عبد الفتاح حسن رئيس قناة النيل للرياضة· وقال زهير عمار إن الكل مهتم بكرة القدم وهناك لاعبون جدد يملكون الحقوق في مجال البث وقديماً كانت هناك دورة ألعاب أولمبية واحدة أما الآن فهناك ثلاث أو أربع دورات أولمبية كما ظهر على الساحة تدخل الدول والحكومات للتفاوض على حقوق البث·· واتحاد الإذاعات العربية له مجموعة من الأهداف منها زيادة الأخبار المتبادلة وتحسين نوعيتها ودعم علاقة الاتحاد وهيئاته بالاتحادات الرياضية العربية بما يضمن الانتشار الإذاعي والتليفزيوني على امتداد الوطن العربي بجانب الحصول على معلومات إضافية عن الأحداث الرياضية العربية واتخاذ الإجراءات الخاصة بتنظيم وتنسيق وتغطية هذه الأحداث لكي يستفيد منها أكبر عدد من الهيئات الأعضاء فضلا عن متابعة الاتصالات والمفاوضات مع أصحاب الحقوق والرعاة والمعلنين بهدف الحصول على حقوق نقل الأحداث الرياضية والإقليمية والدولية لفائدة الأعضاء· وأوضح زهير عمار ان الاتحاد كان يشتري تلك الحقوق ويقدمها للتليفزيونات العربية بأسعار مناسبة مقارنة بوضعها الحالي والاتحاد العربي يحتكر نهائيات دورة الألعاب الاولمبية الصيفية بالصين وبريطانيا وبطولات آسيا لكرة القدم للمنتخبات والأندية من عام 2000 إلى 2013 لجميع المراحل العمرية وتصفيات كأس الأمم الأوروبية 2008 وتشمل 48 مباراة· وكانت كأس الأمم الأفريقية بسعر 875 ألف دولار بحوزة الاتحاد العربي وكذلك كأس القارات بالمكسيك واستطاعت قناة ''آيه آر تي'' أن تأخذ حقوق بثها حتى عام 1999 وحينما دخلت حقوق البث منعطفا كبيرا لم تستطع السعودية ومصر نقل مبارياتهما إلى الجمهور مما تسبب في خيبة أمل للجماهير ولقادة الدول وكانت تلك بداية ظهور فكرة الحقوق الحصرية وظهرت شركات تشتري هذه الحقوق وتبيعها للمحطات· وأضاف أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قال إننا نريد تلك الحقوق مقابل مساحات إعلانية كبيرة وهو ما دفع بعض المحطات لرفض البث وأجرى الاتحاد العربي مجموعة من الأبحاث لتحديد أهمية البث للألعاب المختلفة بالنسبة للمشاهد أظهرت أن كرة القدم تأتي كأكثر الألعاب مشاهدة تليها كرة السلة ودخلت شبكة ''شوتايم'' منافسة مع ''الجزيرة الرياضية'' و''إيه آر تي'' واشترت حقوق بث الدوري الانجليزي بـ120 مليون جنيه إسترليني وهو ما أثرى إيرادات الاتحاد الانجليزي بسبب التنافس العربي على البث· وأوضح زهير عمار أن المستقبل يكمن في المنظمات العربية الرياضية وليس في الاتحاد العربي ويؤكد ذلك تقرير الاتحاد الأوروبي الذي يفيد أن الدول الأوروبية اتفقت على أن يكون للجمهور حق مشاهدة بعض المباريات· منافسة شديدة وقال صلاح الدين معاوية إن الأحداث الرياضية تعد من كبرى البرامج التي تجذب المشاهد ويطلق عليها أوقات الذروة في المشاهدة ونتيجة لتطور البث الفضائي الذي أحدث منافسة شديدة بين المحطات صعدت أهمية البث الرياضي وتغير الوضع بشكل سريع منذ منتصف القرن الماضي وحتي نهاية السبعينات فكان البث المحلي حقا محصورا على التليفزيونات الوطنية وكانت الأمور تخضع لمنطق مخالف في الإعلام وهو العموميات مما مكن الجماهير العربية من مشاهدة كل شيء ومع التطور تحولت الحقوق نسبيا لكي تكون لها قيمة مالية وفي الوقت نفسه حدثت تحولات ومزايدات على الساحة العربية حيث أصبح المنطق السائد في الإعلام هو السوق والتجارة فالرياضة أصبحت تجارة لا تعتمد على قيم وأخلاق البث وهو ما دفع الى حالة الانفلات التي نراها حالياً والأسعار الخيالية لشراء حقوق البث· واضاف: لو رشدنا هذا الوضع ونسقنا بين الهيئات الحكومية والخاصة نضمن للمشاهد رؤية الأحداث العربية الرياضية الكبرى فالاتحاد قوة واتحاد الإذاعات العربية أفضل إطار قادر على التنسيق بين الشبكات مع الأخذ في الاعتبار حق كل جهة في نسبة من الحصرية· وقال علي داوود: يجب أن نسأل الفيفا وأصحاب الحقوق وبائعيها وصناع القرار والأندية واللاعبين لتكوين وجهة نظر سليمة·· والأندية الأوروبية تعتبر البطولة المحلية بوابة العبور الى دوري الأبطال الأوروبي الذي تمثل قيمة الجائزة الأولى فيه 70 مليون دولار والذي أحدث طفرة في هذه القضية هو انتقال اللاعب مارادونا من برشلونة الاسباني الى نابولي الإيطالي بخمسة ملايين دولار واقترض النادي الايطالي من البنوك لإتمام الصفقة مما جعل للشركات دورا كبيرا في عملية انتقال اللاعبين وحقوق البث الرياضي وهو ما يعني أن العرب ليسوا هم السبب في هذه الأرقام الفلكية سواء لحقوق البث أو لعقود اللاعبين ولكننا نشارك بما يجنبنا الخسارة كما أن بعض الجهات تفضل بيع حقوق البث للشركات التي تدفع ثمنها على أربع سنوات وهو ما لا تستطيعه حكومات الدول التي لها ميزانيات سنوية· وأشار الى أن المواطن الأوروبي يدفع لكي يشاهد وفي مصر كانت هناك ضريبة على المشاهدة فالمشاهدة حق مدفوع ونظراً لأعباء الحكومات في الدول النامية أصبحت غير قادرة على إتاحة هذا الحق بلا ضريبة· وقال أسامة الشيخ· اننا في عصر جديد من الرياضة فهي لم تصبح فنا وذوقا واخلاقا واصبحت صناعة وتجارة وبها ايجابيات وسلبيات وهناك استثمارات ضخمة وعوائد على هذه الاستثمارات والمستفيد على المدى القصير هي المحطات وكرة القدم رياضة شعبية، ولكن هناك خطرا على استمرارها كرياضة لها شعبية في المستقبل، لأن المحطات التي تشتري حق البث الحصري لم تعد تستفيد منه فالمشاهد لا يعاني كثيراً والضرر على المحطة غير القانونية وهذا ما حدث في البدايات· فأمام استنزاف الشركات الوسيطة تعتمد القنوات على العائد الاعلاني، فالشوتايم عندما اشترت الحق الحصري للدوري الانجليزي بـ120 مليون دولار كانت هي الخاسرة لانها تجد صعوبة في تسويقه الان· اما الفائدة العائدة على المشاهد فهي تحسن تغطية المباريات واستحداث كوادر جديدة لكن الى اين ستقودنا المضاربات؟ واضاف: نحن نتحدث عن عرض وطلب، وهناك محطات تدار دون دراسة الوضع فكم مشاهد يستطيع ان يدفع اشتراكا لهذه المحطة؟ ونحن أمام آليات جديدة، ونتحدث عن الحصرية هل هي حصرية المشاهدة والبث ام الشراء ؟ فقواعد التجارة تسمح بحصرية الشراء مع وجود منافذ اخرى تسمح بتنافس في التغطية فمثلاً يمكن الاختلاف في توقيت البث أو السماح للمحطات ببث الملخص دون مغالاة في الاسعار وأنا مع حصرية الشراء لا حصرية المشاهدة، فالحصرية ليست في الرياضة فقط، ففي العالم قنوات تقوم بحصرية الرياضة والدراما، ومن حق الدول ان تحصل على مشاهدة هذه الاحداث باسعار مناسبة
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©