السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتب الأطفال ··اهتمام بالجوانب التربوية وتفاوت في النوعية

كتب الأطفال ··اهتمام بالجوانب التربوية وتفاوت في النوعية
11 ديسمبر 2007 00:41
يشكل كتاب الطفل جزءا أساسيا في كل معرض من معارض الكتب، وفي معرض الشارقة الدولي للكتاب تمثل دور النشر المختصة بكتاب الطفل وثقافته حيزا مهما، فهناك عشرات دور النشر التي تهتم بهذا الجانب، ولكن ثمة تفاوتا بالطبع بين دار وأخرى على صعيد مستوى ما تقدمه من كتب، وجودة الكتاب أيضا، واللافت هنا أن بعض دور النشر التي تعرض كتب الطفل تعرض إلى جوارها كتب الطبخ والأبراج والسحر والشعوذة، بما يحيل إلى مشكلة حقيقية في فهم الدور المناط بهذه الدور ورؤيتها إلى كتب الأطفال· وثمة فارق أيضا بين دور تختص بالكتب الموجهة للطفل ودور تقدم كتبا تهتم بعالم الطفل، وهما عالمان متلازمان وإن كانا مختلفين· نتوقف هنا عند الاهتمام بعالم الطفل في الاتجاهين، ما يقدم للطفل من جهة، وما يهتم بتربيته وتعليمه من جهة ثانية· وفي المجال الأول نتوقف أمام ظاهرة تجسد الاهتمام بالكتب الموجهة للطفل، والتي تغلب عليها الكتب الإلكترونية والرقمية، بحيث تكاد هذه الظاهرة تطغى على ما عداها من كتب الطفل، وهي في الغالب كتب تهتم بالتعليم في مختلف المجالات، من تعليم الحاسوب واللغات والرياضيات والطباعة والمعارف بشكل عام· وهذا ما تجده في معظم دور النشر المختصة بالأطفال، إضافة إلى الأقراص المختصة بالألعاب والرسوم المتحركة التي نشد الأطفال من أعمار مختلفة· ففي دار سنابل التونسية المتخصصة في مجال كتاب الطفل نجد هناك الكتب التعليمية والترفيهية التي تحكمها رؤية ومفاهيم مبسطة لتعليم المبادئ الأساسية للكثير من العلوم، ومن ضمنها برامج للأطفال من كل الأعمار والمراحل التعليمية، إضافة إلى برامج موازية في كل المجالات لذوي الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك الألعاب الهادفة لغايات تعليم الأطفال اللغات والعلوم الأخرى· في الاتجاه الآخر، تتصدر دار الكتاب التربوي للنشر والتوزيع، مقرها الدمام في السعودية، قائمة دور النشر المهتمة بالكتب التي تنشر كل ما يختص بعالم الطفل والتربية عموما، فهي تركز على ترجمة كتب تربوية وتعليمية ودراسات ميدانية تتناول الطلبة من سن روضة الأطفال حتى الجامعة، ومن ذلك أيضا كتب تهتم بالقراءة وتطويرها، وفي هذا الإطار نجد مثلا ثلاثة كتب تتوزع على مجالات عدة، أولها ''دليل الآباء: التدريب المنتظر للتربية الفعالة''، وكتاب ''بناء دماغ طفلك'' وهو عبارة عن دليل للآباء والأمهات للسنوات الخمس الأولى من عمر الطفل، وكتاب ''الاستعداد للمدرسة'' الذي يتضمن كل ما يجب أن يعرفه الطفل قبل دخوله المدرسة· وفي الدار نفسها الكثير من الكتب المختصة بما يسمى ''التغذية الراجعة'' و''التدريب المعرفي'' و''تعليم القراءة لمرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية''، إضافة إلى مجموعة من قصص الأطفال· ومن بين دور النشر المتخصصة بكتاب الطفل جوائز مسابقات أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لثقافة الطفل العربي، فهي تقدم مجموعة متنوعة من قصص الأطفال العربية والمعربة ذات العناوين الجذابة للطفل مثل ''السماء التي أمطرت ذهبا'' و''الفارس الأزرق'' و''كنوز غرناطة'' وغيرها من العناوين ذات الطابع المحلي مثل ''رحلة قنص'' و''حكاية الصقر شاهين''، وهناك قصص تاريخية تتناول شخصيات عربية إسلامية معروفة مثل ''ابن طفيل الأندلسي'' و''الإمام الشافعي'' والجاحظ'' و''الخليل بن أحمد الفراهيدي'' و''رابعة العدوية'' وسواهم الكثير· هذه نماذج ثلاثة لأدب الطفل ولكن الجولة تقود المتابع والمهتم إلى العشرات من هذه الدور المتوزعة على مساحات المعرض، ولكن الجولة التي قمنا بها كشفت عن قلة الإقبال على هذه الدور ونتاجاتها، فقد أخبرنا المشرف على جناح دار الكتاب التربوي أن بعض الكتب التي نشرتها الدار مترجمة عن لغات أخرى قد حظيت بتوزيع مهم في الغرب، حيث تم توزيع ملايين النسخ منها، بينما لم تحظ بالوطن العربي سوى بتوزيع قليل لا يزيد عن ألف نسخة للكتاب، وهو ما يطرح سؤال أزمة النشر والتوزيع في العالم العربي· والأمر نفسه ينطبق على الأقراص المدمجة والكتب الإلكترونية التي تقدم المعارف والأدب، بينما يجري الإقبال على كل ما يتعلق بالتسلية والألعاب، وغالبا من دون توجيه من قبل الأهل·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©