السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيرو: شافيز في كل مكان

بيرو: شافيز في كل مكان
7 ابريل 2008 01:07
مجرد الإشارة إلى اسم ''هوجو شافيز'' الرئيس الفنزويلي في أي موضوع في صحف ''البيرو'' يعد سببا كافيا في الغالب الأعم ليكون موضوعا بارزا في الصفحة الأولى، فـ''شافيز'' شخصيةً مثيرة للجدل في البيرو منذ بداية العقد، وكان قد وصف في 2006 الرئيسَ البيروفي حينها ''أليخاندرو توليدو'' والرئيس الحالي ''آلان جارسيا'' بأنهما ''تمساحان من المزراب نفسه''، ومن جهتها، تشتبه إدارة جارسيا -وإن لم تثبت ذلك- في أن ''شافيز'' يستعمل أموال النفط لإثارة الاضطرابات والقلاقل هنا على عدة جبهات، فقد اتهمت فنزويلا في الأسابيع الأخيرة بدعم احتجاجات عنيفة للمزارعين البيروفيين، ويشتكي ''جارسيا'' من أن سفارة فنزويلا الجديدة في ''بوليفيا'' المجاورة يمكن أن تُستخدم كمعسكر تدريب للمتشددين البيروفيين، كما ألمح رئيس حكومته ''خوخي ديل كاستيو'' إلى أن فنزويلا ترسل الأموال سرا إلى البيرو قصد تمويل المنظمات اليسارية· وعلاوة على ذلك، فقد شكل الكونجرس البيروفي لجنة خاصة الشهر الماضي للتحقيق في ظهور منظمات تدعم ''البديل البوليفاري للأميركتين''، وهو البديل التجاري الذي يقترحه ''شافيز'' للاستعاضة عن اتفاقيات التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وبلدان أميركا اللاتينية، كما فتشت وزارة الخارجية مقرات ''البديل البوليفاري للأميركتين'' العام الماضي، ولم تجد شيئا منافيا للقانون، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لإرضاء الكونجرس، إذ تشير الصحافة المحلية، نقلا عن مصادر في الكونجرس، إلى أن ثمة أكثر من 300 مقر في البيرو· وفي مؤتمر صحافي في الخامس والعشرين من مارس، نفا ''شافيز'' أن تكون لحكومته أي علاقة بمقرات ''البديل البوليفاري للأميركتين''، ومن جانبه، قال السفير الفنزويلي في البيرو إنه يرحــب بتحقيق الكونجرس باعتباره السبيل إلى قطع دابر الشائعات، أما ''أنيبال أباري'' -محامٍ يعمل لدى منظمة تقدم المساعدة القانونية للأشخاص المتهمين بالتخريب- فيقول: ''إن الطريقة التي تحاول بها الحكومة ووسائل الإعلام أن تجعل من ''شافيز'' مشكلة البيرو تكاد تكون مَرضية''· أحدث قضايا ''أباري'' تتعلق بسبعة أشخاص اعتُقلوا في فبراير المنصرم لدى عودتهم من اجتماع في الإكوادور، وقد وُجهت إليهم تهمة الإرهاب لأنهم شاركوا في اجتماع ''المنسق القاري البوليفاري'' -منظمة فنزويلية تصنفها السلطات البيروفية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية-، وفي هذا السياق يقول ''أباري'' مستغربا: إن البيرو هو البلد الوحيد الذي يطلق هذا الوصف على المنظمة! ومن جانبها تقول ''نورما آسبارنت'' التي توجد شقيقتها من بين المعتقلين السبعة: ''أختي ليست إرهابية، إنها إهانة أن يتهمونها بهذه التهمة، فقد حاربنا الإرهاب طوال حياتنا''، مضيفة أن شقيقتها تلقت دعوة لحضور الاجتماع في الإكوادور نظرا لعملها مع ضحايا العنف· والد الأختين ''آسبارنت'' كان في وقت من الأوقات عمدة ''أياكوتشو'' -مدينة جبلية في جنوب البلاد، حيث ظهرت منظمة ''الطريق المضيء'' الماركسية اللينينية في عقد الثمانينيات-، وكان قد قُتل في هجوم لـ''الطريق المضيء'' في ،1989 وفي هذا السياق تقول ''آسبارنت'': ''إننا ضحايا الإرهاب، كيف يمكنهم أن يتهموا أختي بهذا الأمر؟''· غير أن السلطات البيروفية تقول: إن المعتقلين السبعة حضروا الاجتماع من أجل تلقي تعليمات من منظمات يسارية عنيفة مثل ''القوات المسلحة الثورية لكولومبيا''، أو ''فارك'' اختصارا، قصد زعزعة استقرار البيرو، ويقال ''راؤول ريس'' قائد ''فارك'' -الذي أدى مقتله في مارس خلال غارة إلى توتر إقليمي- قد حضر هذا الاجتماع، والواقع أن الكثير من البيروفيين يصدقون ادعاءات الحكومة الكولومبية من أن ''شافيز'' يمول جزئيا ''فارك''، وذلك استنادا إلى الحواسيب التي تم العثور عليها في معسكر ''فارك'' بالإكوادور، ففي استطلاع للرأي أجري منتصف مارس المنصرم، أعرب 73 في المائة من المستجوَبين عن اعتقادهم في أن لـ''شافيز'' علاقات بالمليشيا الكولومبية· الواقع أنه يمكن إيجاد تفسير لهذه المخاوف من الإرهاب في تاريخ البيرو الحديث، ذلك أن ''الطريق المضيء'' و''إم· آر· تي· إي·'' عاثا في الأرض فسادا خلال عقد الثمانينيات وأوائل التسعينيات، إلى أن قُبض على زعيميهما وسُجنا، ويقدر تقرير لجنة تقصي الحقيقة نُشر في 2003 عدد الضحايا بأكثر من 70 ألف شخص، ويقول رئيس الوزراء البيروفي ''ديل كاستيو'': إن البيرو لا يمكنها ألا تكون صارمة، مشيرا إلى أن ''فارك'' توجد في الجزء المقابل لحدود بلاده الشمالية، وإلى مؤشرات على أن المنظمات اليسارية في البيرو تحصل على تمويل خارجي، مضيفا: ''إن ثمة يد تمول هذه المنظمات، إننا نعرف ذلك، ولكننا في الوقت الراهن لا نستطيع أن نقول ما هي، وهو ما يثير القلق''· الواقع أن مصلحة الحكومة سياسيةٌ أيضا، ذلك أن الحليف السياسي الرئيسي لـ''شافيز'' في البيرو هو ''أولانتا هومالا'' -الذي يرأس ''الحزب القومي'' اليساري- والذي خسر أمام جارسيا في انتخابات ،2006 ففي استطلاع للرأي أجري في مارس الماضي، قال 70 في المائة من المستجوَبين إن نفوذ ''شافيز'' في البيرو إنما يتأتى في المقام الأول عبر ''هومالا''، وفي استطلاع آخر منفصل، رأى 51,3 في المائة أن ''شافيز'' يتدخل كثيرا في الشؤون السياسية الداخلية للبيرو· لوسيان تشوفين- ليما ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©