جسد المجلس الوطني الاتحادي خلال دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر الذي عقد في الثاني عشر من شهر فبراير من العام الحالي الرؤية العميقة المتوازنة لأولويات الدولة في مجال العمل الوطني وتوجهاته على المستويين الداخلي والخارجي بما يؤكد الدور الكبير الذي يضطلع به في ظل مرحلة التمكين التي أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' والتي تجعل من المشاركة العامة للمواطن الإماراتي عبر الأطر والمؤسسات الشرعية في الدولة أولوية رئيسة لها وعنواناً أساسياً من عناوينها· ودخل المجلس بعد الانتخابات النصفية التي أُجريت في السادس عشر من ديسمبر عام 2006 مرحلة جديدة مختلفة عن الفصول السابقة على مدى التجربة البرلمانية سواء من حيث طبيعة العمل أو القضايا والأولويات·· فقد شكلت الانتخابات لنصف أعضائه البالغ عددهم 40 عضواً منعطفاً مهماً في العمل البرلماني بالدولة· وقد بدأ الإعداد لهذه المرحلة الجديدة من عمل المجلس الوطني الاتحادي منذ الثاني من ديسمبر 2005 عندما أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في خطابه التاريخي بمناسبة العيد الرابع والثلاثين لتأسيس الاتحاد عن برنامج سياسي من ثلاث مراحل لتفعيل دور المجلس لتحقيق طموحات أبناء الدولة وليواكب التطورات السياسية والتنموية في المنطقة والعالم· وأصدر صاحب السمـــو الشيـــخ خلـــيفـــــة بـــن زايـــد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في 6 فبراير الماضي المرسوم الاتحادي رقم ''''7 بدعوة المجلس الوطني الاتحادي للانعقاد في دوره العادي الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر، وذلك في 12 فبراير ،2007 وبهذه المناسبة وجه سموه كلمةً إلى المجلس الوطني الاتحادي دعاه فيها إلى تقديم أفكار جديدة تطور العمل المؤسسي، وترفع كفاءة الأجهزة التنفيذية والقضائية، وتبسط الأمن، وتقيم العدل، وتحسن مستوى الشفافية والمساءلة، وتشيع قيم النزاهة، وتدعم الحقوق والحريات، مؤكداً سموه ضرورة أن يتحلى المجلس بالقدرة والفاعلية، وأن يكون أكثر التصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين· كما أعلن سموه عن خطوات قادمة لتعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي كسلطة تشريعية، وقال: ''إنه وضمن التعاون الوثيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، سنصدر من التشريعات ما يعزز دور المجلس الوطني الاتحادي كسلطة تشريعية مساندة ومرشدة وداعمة للسلطتين التنفيذية والقضائية·
تمثيل المرأة
ومن أبرز سمات هذا الفصل التشريعي تمثيـــل المــــرأة لأول مرة في تاريخ المجــــلس، حيث حصلت على عضويته تسع نساء في هذا التشكيل واحدة منهن تم اختيارها بالانتخاب·
وفي كلمته لدى افتتاح دور الانعقاد الأول في 12 فبراير الماضي، حدد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' الدور المطلوب من المجلس خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن القيادة والمواطنين وضعوا ثقتهم في أعضاء المجلس الوطني بعد أول تجربة انتخابية، آملين أن تكون هموم الوطن والمواطن من أولويات المجلس·
الشورى نهج الحكم
وكان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' قد حرص على إتاحة الفرصة أمام المواطنين للمشاركة في تحمل مسؤوليات العمل الوطني، فيعكس إعلان تأسيس المجلس الوطني الاتحادي كأحد السلطات الاتحادية الخمس التي نص عليها الدستور في الثاني من ديسمبر عام ،1972 مع إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حرص المغفور له بإذن الله الشيــــخ زايد بـــن سلــــطان آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على اختيار الشورى نهجاً للحكم وإتاحة الفرصة الواسعة أمام المواطنين للمشاركة في تحمل مسؤوليات العمل الوطني·
عدد اليوم
