علي معالي (دبي)
في إطار محاولة البحث عن الحقائق الرقمية التي لا تقبل الجدل، قامت «الاتحاد» بعمل استطلاع رأي مهم للغاية، وتجولت داخل جميع أنديتنا الرياضية، وداخل عقول الرياضيين القدامي والحاليين، الشباب والكبار، والقانونيين ووكلاء اللاعبين والمسؤولين كافة المنوطين بعالم الساحرة المستديرة.
حددنا 100 شخصية في الساحة الرياضية للتناقش معها، وطرحنا عليهم 4 أسئلة مهمة، وداخل كل سؤال هناك أكثر من إجابة لعلَّ وعسى نصل من خلالها إلى إجابات مقنعة وشافية وشاملة للأمور كافة التي تُعنى بكرة القدم في نهاية المطاف، والعوامل المساعدة لها.
والأسئلة الأربعة، التي شملها الاستطلاع، السؤال الأول عبارة استفهامية تقول: هل واقعنا الرياضي يفرز عناصر قادرة على إحداث تغيير في مستقبل كرة الإمارات؟ والإجابة عليه نعم أو لا.
واهتم السؤال الثاني بالنظام المتبع في الانتخابات المقبلة، وأيهما الأفضل من وجه نظر الرياضيين، حيث جاء السؤال ليقول: هل تفضل نظام القائمة الموحدة، أم التعيين، أم النظام الحالي؟، والإجابة عن هذا السؤال بـ: القائمة الموحدة، نظام التعيين، أو النظام الحالي.
أما السؤال الثالث، فكان الأكثر جدلاً ونقاشاً من خلال الضيوف، ويقول السؤال: هل تعتقد أن الأندية تُرشح الأفضل، أم من هي ليست بحاجة له؟
والسؤال الرابع يختص بملف شامل يضم 3 عناصر مهمة للغاية، وهي: التحكيم وتعديل اللوائح والمنتخبات الوطنية.
وفيما يخص السؤال الأول، كانت نسبة الإجابة بنعم هي الأكبر، حيث وصلت إلى 85 صوتاً، في المقابل قام 15 مشاركاً بالتصويت بـ «لا»، وهذه النسبة تؤكد أن رياضة الإمارات تفرز النجوم والعناصر الذين يستطيعون تحقيق هذا الغرض.
وفيما يخص السؤال الثاني، والخاص بالعملية الانتخابية نفسها، فقد تفوق النظام الحالي في الانتخابات على النظامين الآخرين، وفاز النظام الحالي في الانتخابات بنسبة التصويت الأعلى برصيد 59 صوتاً، ثم القائمة الموحدة 35 صوتاً، التعيين 6 أصوات.
أما السؤال الرابع، فقد اهتم الكثيرون بأن تكون العناصر الثلاثة مجتمعة بداخله حتى تتطور الحركة الرياضية بشكل عام، وأن يقوم المجلس الجديد بالتسريع بملفات التحكيم والمنتخبات وتعديل اللوائح، وأفاض البعض في أنه لا بد من وضع اهتمام أكبر للمنتخبات في الفترة المقبلة، خاصة المنتخب الأول الذي يدخل خضم أحداث مهمة للغاية من خلال تصفيات مونديال روسيا 2018.
والملاحظ في هذا الاستطلاع أن نسبة المرشحين للانتخابات ممن هم خارج دائرة اهتمام الأندية عدد كبير، حيث كانت النسبة 41 %، وهو ما يتطلب المراجعات الكثيرة، لأنه في مثل هذه الحالة، فإن الخطر سيكون أكبر؛ لأنه من المفترض أن تكون نسبة الأفضل أكبر مما هو عليه في الاستطلاع، التي كانت 59 %، وتساءل الكثيرون عن السبب في عزوف بعض النجوم الكبار ذوي السمعة الكروية الرائعة في الابتعاد عن الانتخابات بشكل عام، وهم من صنعوا تاريخاً كبيراً مع الكرة الإماراتية مثل زهير بخيت وإسماعيل راشد، وفهد خميس، وآخرين.
والملاحظ كذلك أن نسبة 85 %، والخاصة بواقعنا الرياضي الذي يفرز عناصر قادرة على تغيير مستقبل الكرة كانت مشروطة بتوافر العوامل المساعدة من دعم مادي ومعنوي في الوقت نفسه، وإيجاد التجانس المطلوب بين الأندية والاتحاد.
ووضع عدد من خبراء اللعبة من خارج الإطار الإماراتي العديد من النقاط التي يجب أن تسير عليها الأمور في الفترات المقبلة، ومنهم محسن صالح الخبير الكروي الكبير وصاحب التجربة الواسعة مع الكرة، ومعه خالد بيومي المحلل الفني، حيث تطرق هذا الثنائي تحديداً إلى أن يكون المجلس بالتعيين مثلما قال محسن صالح، في حين طالب بيومي بالقائمة الموحدة، وهو ما يعني أنهما يبحثان عن تعديل الوضع الحالي في الانتخابات، مبررين ذلك بأن التعيين يبعد الرياضيين عن المشكلات الانتخابية وما يدور في الانتخابات من ألاعيب، كما تحدث خالد بيومي عن ضرورة وجود القائمة الموحدة لكي يتم خدمة اللعبة بشكل عام.
وطالب هذا الثنائي بوضع اهتمام خاص بالبنود الثلاثة الموجودة في السؤال الرابع، والخاصة بالتحكيم والمنتخبات وتعديل اللوائح، وأكدا معاً على أنه يوجد بالفعل في الكرة الإماراتية من يستطيع النهوض باللعبة مع مكالبة القائمين على الرياضة بالعمل على زيادة هذه الكوادر.
وتطرق النجم الكروي الأسبق سالم حديد إلى نقطة مهمة للغاية، وهي دور المجالس الرياضية، التي وإن تدخلت يحدث «اللوبي»، الذي يضر بالعملية الانتخابية، ويتم اختيار العناصر التي لا تخدم اللعبة، وأكد أنه يجب أن تتوافر في المجلس عناصر الخبرة الدولية لكي نستطيع التعامل مع المجتمع الرياضي الدولي المحيط بنا، وأن هناك الكثير من الرياضيين المؤهلين خارج العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن القائمة الموحدة تخدم العملية الانتخابية بشكل عام، وأنه على أنديتنا أن تدفع بالوجوه المفيدة، وتبتعد عن المجالات طالما أننا نريد أن نبحث عن الخير للكرة الإماراتية بشكل عام.
عدد اليوم
