الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برودي في سباق القدرة السياسي

برودي في سباق القدرة السياسي
9 ديسمبر 2007 23:15
من الأقوال الشهيرة المنسوبة إلى ''إيل فوجليو'' -الناطق الرسمي السابق باسم رئيس الوزراء الإيطالي المتنحي بيرلسكوني-: ''يقترن اسم بيرلسكوني بالجنس، بينما يرتبط اسم برودي بالرياضة''، فإن من الواضح أن اقتران الأخير بالرياضة بدأ يؤتي ثماره ويعطيه المزيد من القدرة في السباق السياسي مع خصومه ومنتقديه· فهاهو نجمه يصعد على رغم الظروف السياسية المضطربة التي مرت بها حكومته مؤخراً، حتى بمعايير السياسة الإيطالية نفسها· ففي شهر نوفمبر المنصرم، صمد برودي أمام اختبار تصويت قاس اتخذه مجلس الشيوخ بشأن ميزانية حكومته، وظل ثابتاً أمام المحاولات المستميتة التي بذلها خصمه ''بيرلسكوني'' لإسقاط حكومته بأي ثمن كان· ونتيجة لذلك فقد ارتفعت شعبية حكومته بأربع نقاط في شهر نوفمبر، وفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجراه ''ريناتو ماينهايمــــر'' -الأستاذ بجامعة ميلان- ونشر بصحيفة ''كوريري ديلا سيرا''· بالطبع فإن هذه أنباء جيدة بالنسبة للسيد ''برودي''، ولكن دون أن نغفل حقيقة أن 35 في المائة فحسب من الإيطاليين يعتقدون أن حكومته تقوم بمهامها على ما يرام، ثم تلا ذلك الإطراء الكبير الذي صدر عن ''أدريانو سيلينتانو'' مغني موسيقى البوب العجوز الشهير، بقوله عبر لقاء تلفزيوني بث في شهر نوفمبر المنصرم عن برودي، وحظي بمشاهدة الكثير من الإيطاليين: ''إن لديّ حدساً قوياً بأن السيد برودي يمضي في الطريق الصحيح، فهو لا يقطع على نفسه من الوعود إلا تلك التي يستطيع الوفاء بها، ولكن المؤسف أنه لا يحظى بما يستحقه من تقدير من قبل الجمهور''· أما الطريق الذي كان فيه ''برودي'' فعلياً ذات صباح أحد الأيام الماضية القريبة، فهو عبارة عن ممر ضيق مفروش بالحصى ومخصص في الأصل للخيول في حديقة فيلا ''بورفيسي'' الجميلة الواقعة شمالي مركز روما التاريخي، وهناك كان ''برودي'' يمارس رياضة الجري التي بدأها منذ عشر سنوات، خلال ولايته الأولى لرئاسة الوزراء· وفيما يبدو فإن ذلك الطريق هو الذي أبقى على صحة ''برودي'' الجسمانية والنفسية على أحسن ما يرام· ولعل ذلك ما يحمله على القول تعليقاً على هذه العادة الرياضية المنتظمة، إنها ليست مفيدة له فحسب، بل ضرورية أيضاً· وقد اعتاد برودي على ممارسة عادته هذه يومياً لمدة 45 دقيقة، دون أن يحدث فيها أي انقطاع حتى حين يسافر إلى دول أخرى مثل ألمانيا وإندونيسيا، بل حتى حين ذهب إلى مدينة سان فرانسيسكو، فكل المطلوب كما يقول هو أن تضع في حقيبتـــك بعض الأحذيــة والملابس الرياضية، ليس أكثر· غير أن ممارسة الجري في المجال السياسي ليست ببساطة ممارستها في الرياضة كما نعلم؛ فهاهي المرة الثانية التي يتولى فيها ''برودي'' منصب رئيس وزراء بلاده -كانت المرة الأولى من عام 1996-1998 التي فاز فيها على ''بيرلسكوني'' أيضاً، ثم عاد ليتولى المنصب نفسه في عام 2006 تارة أخرى· فهو يدرك أنه يواجه المشكلة نفسها في الساحة السياسية، وهي ليست الخصومة المستمرة بينه والسيد ''بيرلسكوني'' فحسب، ولا معارضة يمين الوسط السياسي، وإنما كيفية المحافظة على تحالفه هو، المؤلف من تسعة أحزاب لا تتفق فيما بينهــا إلا على القليل جداً من القضايا والأجندة، فقد هرعت في بعض الأحيان بعض العناصر المنتمية إلى هــذا التحالــف، للتظاهر ضــد حكومتها! وفي ظل واقع كهذا، فما أصعب إحداث تحولات جذرية كبيرة، خاصة في وقت تتصاعد فيه المخاوف من أن تكون إيطاليا قد تخلفت كثيراً عن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى· وعلى رغم تمكن ''برودي'' من الدفــع بحزمتين كاملتين من الإصلاحات الاقتصادية، بهدف هز اقتصاد بلاده، وإخراجه من معدل نمو الصفر التي راوح فيه، إلا أن المعضلة الكبرى التي يواجهها، أنه يقود حكومة قلّما اتحد تحالفها، ما يعني عدم قدرتها على إنجاز أي من برامجها ومشاريعها· وهذا هو مصدر الضعف الرئيسي الذي لن يقفل أمامه باب الانتقادات الموجهة إليه، والتي لم ينفها برودي، على رغم تأكيده على أنه فعل كل ما بوسعه من أجل أن تمضى بلاده قدماً للأمام· إيان فيشر - روما ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©